يعد كتاب “عندما تكون في روما: يوميات الحياة في مدينة الفاتيكان” للكاتب روبرت جيه هتشنسون من الأعمال الأدبية التي تقدم تجربة فريدة وممتعة في أحد أكثر المدن غموضًا وتفردًا في العالم. يروي هذا الكتاب تجربة الكاتب الشخصية وانتقاله مع زوجته وأبنائه الثلاثة الصغار إلى روما قبيل عيد ميلاده التاسع والثلاثين، حيث كان هدفه الرئيسي استكشاف الفاتيكان بعمق وتسجيل تجربته هناك.
يسعى هتشنسون في كتابه لتصوير شخصية المكان بكل تفاصيلها، بدءًا من الروائح وحركة المرور المزدحمة ووصولًا إلى الأطعمة الرومانية الغنية والتحديات التي يواجهها في تعلم اللغة الإيطالية. يلقي الكتاب الضوء أيضًا على العادات اليومية لسكان روما وكيف يقوم رجال الدين الإيطاليون بدفع أنفسهم إلى مقدمة الطوابير بأسلوب يشبه إلى حد كبير عامة الشعب في إيطاليا.
من خلال نهج سردي مرح وبعض الأحيان غير مبال، يقدم هتشنسون لمحات عن الشخصيات المتنوعة والملونة التي تعيش وتعمل داخل الفاتيكان. يتناول الكتاب كذلك الأوامر الدينية الغامضة التي ترجع إلى الحروب الصليبية الأولى والتي لا تزال تلعب دورًا حيويًا داخل الفاتيكان، ويستعرض كيف تعامل علماء آثار الفاتيكان مع العثور على عظام القديس بطرس ثم فقدانها مرة أخرى بطريقة محرجة.
بالإضافة إلى ذلك، يفحص الكتاب الحياة الجنسية للبابوات، من العهد المعروف بـ “البورنوقراطية” في عهد البابا سرجيوس الثالث إلى الحفلات الجنسية الغريبة التي أقامها رودريغو بورجيا. يسبر هتشنسون أغوار الأزياء العالية داخل الكرسي الرسولي، بما في ذلك زيارة إلى خياط البابا الشخصي، ويعرض للقارئ تفاصيل حول القطع الأثرية الغريبة في الكاثوليكية، مثل جسد القديس بيوس العاشر المحنط والمتحف الذي تم إنشاؤه بالكامل من العظام البشرية.
أيضًا، يروي هتشنسون القصة الحقيقية وراء الصليب الحقيقي، الذي يُحفظ الآن في كنيسة مهجورة بالقرب من الكولوسيوم، مقدمًا رؤية مثيرة للتفكير ومسلية في الوقت ذاته عن تلك القطعة المقدسة.
يجمع الكتاب بين الطرافة وعدم التكلف مع الاحترام العميق للموضوع، مما يجعله يشبه في أسلوبه الرواية الشهيرة “عام في بروفانس” التي تناولت الريف الفرنسي. يُعد “عندما تكون في روما” محاولة لفهم وتقدير واحدة من أكثر الأماكن إثارة للإعجاب على وجه الأرض، وهو بذلك يقدم سردًا لا يُنسى وغير مسبوق لتجربة الحياة داخل أسوار الفاتيكان.
نُشر هذا الكتاب في يونيو 1998 بواسطة دار نشر كراون، وهو يندرج تحت فئة السفر والمقالات السياحية، مقدمًا لقرائه فرصة لاستكشاف الفاتيكان ومدينة روما بأسلوب شخصي وعميق.