في إحدى أركان السماء اللامعة، تتلألأ نجمة Kepler-837 بألوانها البراقة، وفي هذا النظام النجمي البعيد يكمن عالم فلكي فريد من نوعه يتيح لنا نظرة ثاقبة إلى غموض الكواكب خارج نظامنا الشمسي. إحدى هذه الكواكب هي Kepler-837 b، التي اكتسبت شهرة عالمية منذ اكتشافها في عام 2016.
تتميز Kepler-837 b بمجموعة من السمات المذهلة التي تجعلها تبرز بين نظرائها في السماء اللامعة. تقع الكوكب في مدار يبلغ قطره 0.1144 وحدة فلكية، حيث يكمن في هذا المكان البعيد ينقلب حول نجمه الأم بفترة دوران تقدر بحوالي 0.045448326 سنة. ورغم أنه يعتبر قريبًا نسبيًا من نجمه، إلا أن Kepler-837 b يبتعد قليلاً عن المدار الدائري مع انحراف قدره 0.0، مما يمنحه سكونًا في حركته الدورانية حول النجم.
فيما يتعلق بخصائص الكوكب ذاته، يتسم Kepler-837 b بما يشبه الكواكب من نوع “نبتونية”. يتميز بكتلة تعادل 7.08 مرات كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا استثنائيًا في مقارنة بالكواكب الأرضية المألوفة. وإذا كانت الكتلة تأتي بأرقام ضخمة، فإن الشكل الخارجي للكوكب لا يقل إثارة، حيث يبلغ نصف قطره 0.228 مرة نصف قطر المشتري، وهو أمر يجعله يشبه إلى حد كبير كوكب المشتري العملاق في النظام الشمسي.
الكوكب المثير للاهتمام هذا تم اكتشافه باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، حيث يلاحظ المراقبون تغيرات في سطوع النجم المضيء عندما يعبر الكوكب أمامه. وتعتبر هذه الطريقة واحدة من الوسائل الفعالة لاكتشاف الكواكب البعيدة في أنظمة نجمية بعيدة.
إن Kepler-837 b تحمل معها ألغازًا فلكية لم يتم حلاها بعد، وهي تذكير قوي بتعدد العوالم الساحرة والمنوعة في هذا الكون الواسع. قد يكون هذا الكوكب، الذي يتلألأ في زاوية السماء، مفتاحًا لفهم أعماق الفضاء وأسراره المحيطة.