في الأعماق البعيدة والمظلمة للفضاء اللامتناهي، يبرز كوكبٌ غامض يُدعى Kepler-401 c، يشكل جزءًا من المجموعة الفريدة والمعقدة للكواكب التي تنظر إليها عيون الباحثين في علم الفلك. يتميز هذا الكوكب بموقعه البعيد حيث يبلغ البُعد بيننا وبينه مسافة ضخمة تصل إلى 3150.0 سنة ضوئية، ما يجعله جزءًا من النظام الشمسي البعيد الذي يشكل تحديًا حقيقيًا للعقول البشرية.
وحينما يتسلل النظر إلى اللون المُشع من هذا الكوكب، يتبين للمراقبين أن سطوعه يُقدر بحوالي 13.366 درجة نجومية، ما يضفي على سمائه لمعانًا خافتًا يجذب الانتباه. إن هذا السُطوع يلقي الضوء على طبيعة النجم الأم الذي يُضاء بهذا الكوكب، والذي يعد جزءًا لا يتجزأ من اللغز الكوني الذي يُثير فضول العلماء والمستكشفين.
تأخذنا الرحلة إلى السطح الخارجي لهذا الكوكب الغامض لنكتشف تفاصيله المثيرة. يظهر Kepler-401 c ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، وهو وصفٌ يُشير إلى تشابهه مع الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تندمج جاذبيته القوية وبيئته الباردة في مشهد فلكي يجمع بين الجمال والغموض.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سماء الفضاء في عام 2014، حيث كان العلماء يستخدمون أساليب الكشف عبر العبور “Transit” لرصد الانتقالات الدقيقة لهذا الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الأسلوب الرصد يكشف عن تغييرات طفيفة في السطوع عندما يمر الكوكب أمام النجم، مما يساعد في تحديد خصائصه بدقة وفحص تكوينه الفيزيائي.
وعندما نتنقل لاستكشاف خصائص Kepler-401 c بمزيد من التفصيل، نجد أنه يحمل معه وزنًا إضافيًا يُعبر عنه بمضاعف كتلة يبلغ 5.27 مرة مقارنة بكتلة الأرض. هذا الرقم الضخم يُلقي الضوء على كمية الجاذبية القوية التي يفرضها على سطحه وعلى أي كائن حي قد يعيش على هذا الكوكب. وبالمثل، يعكس مضاعف نصف القطر البالغ 2.15 مرة نصف قطر الأرض، مدى التنوع في الهياكل الجيولوجية والجغرافية لهذا العالم البعيد.
تتوسع رحلتنا في الفضاء لنلتقط لمحة عن المسار الدائري لهذا الكوكب، حيث يندرج ضمن مدار يُقدر بنصف قطر يبلغ 0.269 وحدة فلكية. ويأخذ الكوكب حوالي 0.12950034 سنة لاكتمال دورته حول نجمه الأم، ما يُبرز الفجوة الزمنية والبُعد الذي يفصل بين السنوات الضوئية. ورغم أن الكوكب يظهر بأنه يتبع مدارًا دائريًا بشكل كبير، فإن قلة الانحراف في المدار (الشذوذ) بلغت صفر، مما يشير إلى استقرار وتناغم ملفتين في نظامه الفلكي.
في ختام هذه الرحلة الملحمية في عالم Kepler-401 c، نجد أن هذا الكوكب ليس مجرد كتلة فلكية بعيدة في الفضاء، بل هو لوحة فنية تستحضر في أذهان الباحثين والحلميين صورًا مدهشة عن تنوع الكواكب وغموض الكون. فكل تفصيل في هذا الكوكب يروي قصةً فلكية مثيرة ويعزز الفضول حيال أعماق الفضاء اللامتناهي، مما يجعل Kepler-401 c واحدًا من الكواكب البعيدة التي تلهم الإنسانية بالتساؤلات والتحديات المتجددة.