في سماء الفضاء اللامتناهي، يتلألأ الكواكب كنجوم ثاقبة تروي قصص الكون وتكشف لنا أسراره. تعتبر كواكب المجموعة الفلكية من بين أكثر الكائنات السماوية إثارة وجمالًا، ومن بين هذه الكواكب التي تعزف سيمفونية الفضاء بألوانها وأشكالها المتنوعة هي كوكب Kepler-31 c.
تتميز كوكب Kepler-31 c بموقعها البعيد في أعماق الفضاء، حيث تبلغ المسافة بينها وبيننا حوالي 5430 وحدة فلكية. تلك البُعد الشاسع يعزز من روعة وتفرد هذا العالم السماوي الغامض. تظهر درجة سطوع النجم الذي تدور حوله، والمقدرة بـ 15.496 درجة، كلحنٍ هامس يشد الأنظار إليها.
Kepler-31 c تعتبر “عملاقة غازية” من نوع Gas Giant، ما يعني أنها تكونت بشكل رئيسي من الغازات، وتتميز بهيكلها الفريد الذي يتسم بالسحر والغموض. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سنة 2011، حيث فتحت لنا أبواب عالم جديد من الاستكشاف الفلكي.
إن كتلة Kepler-31 c تفوق 4.7 مرات كتلة المشتري، العملاق الغازي الأشهر في المجموعة الشمسية. هذا الاختلاف في الكتلة يلقي الضوء على التنوع الرائع في تكوين الكواكب ويفتح أفقًا جديدًا في فهم العوالم السماوية المختلفة.
تعكس نسبة نصف القطر، التي تبلغ 0.473 مقارنة بنصف قطر المشتري، تفاصيل أخرى عن التشكيل الفريد لهذا العالم. إن الاختلافات في الأحجام تبرز أمامنا كيف يتفاعل الغاز والمواد على مرّ العصور ليخلقوا هذه اللوحة السماوية.
تدور Kepler-31 c حول نجمها الأم بمدار يبلغ نصف قطره 0.26 وحدة فلكية، ويتطلب 0.11663244 سنة لاكتمال دورته حول النجم. هذه الفترة الزمنية تعكس تناغمًا رائعًا بين الكواكب ونجومها الأم، وتعزز من فهمنا للديناميات الفلكية في هذا النظام.
تميز Kepler-31 c بتمايلها القليل، حيث تظهر الشهادات الفلكية أن الكوكب يميل قليلاً بزاوية صفر درجة. يتيح ذلك لنا فرصة استكشاف العوالم البعيدة والتعمق في أسرار تكوين الكواكب.
اكتسبت المعلومات عن Kepler-31 c بواسطة طريقة العبور الكوكبي (Transit)، حيث يتم رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه، مما يؤدي إلى تغيير في سطوع النجم. هذه التقنية الدقيقة تمنحنا فرصة فريدة لفحص الخصائص الفيزيائية والكيميائية لكواكب أبعد في الفضاء.
بهذا السياق، تظهر Kepler-31 c كلمحة جديدة في سجلات الكواكب البعيدة، تجسد التحديات والألغاز التي تنتظر العلماء في عالم الفلك. فهي ليست مجرد كوكب بل قصة ملهمة تكتبها النجوم بأنوارها وأشكالها المتألقة في سماء اللانهاية.