في إحدى أركان السماء اللامتناهية، تبرز نجمة صغيرة ذات إشراق محتدم يُدعى Kepler-177. وفي محيطها السماوي، ترقص كواكبها بأناقة وتكشف لنا عن أسرار الكون البعيد. من بين هذه الكواكب، نجد Kepler-177 b، الكوكب الذي يقع على بُعد يصل إلى 4682.0 سنة ضوئية منا.
يظهر Kepler-177 b ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يشبه في خصائصه الكوكب نبتون، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الرائع في عام 2013، إضافة إلى تفاصيل مثيرة حول خصائصه.
إذا نظرنا إلى الكتلة، نجد أن كتلة Kepler-177 b تعادل 5.84 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ملتيبليرية مذهلة. هذا يعكس عظمة القوى الجاذبية والتأثيرات الفيزيائية المعقدة التي تحدث على سطحه.
ومن ناحية أخرى، عند النظر إلى القطر، يتضح أن قطر Kepler-177 b يمثل 31.2% من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. تلك الأرقام الهائلة تلهم العقل بالتأمل في حجم وبُعد هذا الكوكب الغامض.
تتألق Kepler-177 b في مداره حول نجمه الأم، حيث يبلغ الشعاع المداري 0.2184 وفترة الدوران المداري تتسم بالسرعة والدقة، حيث تستغرق حوالي 0.1010267 يوم فقط لاكتمال دورتها حول النجم. تلك الحركة الإلهية تكشف لنا عن رقصة الكواكب والتناغم الذي يحكم الفلك.
على صعيد التفاصيل التقنية، تم اكتشاف Kepler-177 b باستخدام طريقة الكشف عبر العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات طفيفة في إشعاع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة المعقدة والدقيقة تعكس تقدم التكنولوجيا الفلكية والإمكانيات الرائعة للإنسان في استكشاف أسرار الفضاء.
إن Kepler-177 b، هذا الكوكب البعيد، يجسد جمال الكواكب وتعقيدات الكون. إنه عالم يتحدانا لاكتشاف المزيد، ورغم بُعده الكبير، يظل محط جذب لفضول الإنسان الذي يسعى إلى فهم غموض الكون وجماله الساحر.