تتناثر في عمق السماء، وعلى بُعد 1245 سنة ضوئية، تكمن كوكبٌ جديد يُدعى Kepler-1524 b، كأحد أعظم الاكتشافات الفلكية التي قام بها الإنسان في العصور الحديثة. إنها ليست مجرد كوكب، بل عالم غامض يعيش في تناغم مع الكون الواسع، حيث يلتقي الخيال بالواقع لنقرأ قصة هذا الجسم السماوي بلغة النجوم.
تأتي Kepler-1524 b على هيئة كوكبٍ يشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي، إذ يتميز بنوعه الفلكي كنيبتوني المشابه. تم اكتشافه في عام 2016، وهو ينتمي إلى عائلة الكواكب الضخمة والباردة. بلغت السطوع النجمي للنجم المضيء الذي يضيء لهذا العالم الغامض 12.802 درجة، مما يجعله يتلألأ في سماءه ببريق لا يمكن تجاوزه.
الكوكب يتميز بخصائص فلكية فريدة، حيث يبلغ معامل كتلته 12.3 مرة مقارنةً بالأرض، ويشير هذا إلى وزنه الضخم الذي يضعه في فئة العوالم الثقيلة. يظهر قطره بنسبة 0.316 مقارنةً بقطر المشتري، مما يعكس حجمًا مذهلاً ينعكس في سماءه اللامتناهية.
فيما يتعلق بحركته في مداره حول نجمه، يكمن في المسافة الفلكية النسبية لنظامه الشمسي، حيث يصل نصف قطر المدار إلى 0.3392 وحدة فلكية. يستغرق Kepler-1524 b فقط 0.1943874 عام لاكتمال دورته حول النجم الذي يعتبر محور حياته الفلكية. تتسم مداريته بالتمركز، حيث يظهر استدارته بشكل دائم بدون تغيرات كبيرة في الشكل المداري.
تم استخدام أسلوب الكشف عن المرور (Transit) لاكتشاف هذا العالم السماوي الرائع. فباستمراره في عبوره أمام نجمه، يقع في لحظات معينة يمكن قياسها بدقة، مما يتيح للعلماء استنتاج وجوده وتحديد بعض الخصائص الأساسية كالحجم والكتلة.
بهذا الشكل، يتألق Kepler-1524 b في سماء الفضاء كلوحة فنية تحكي قصة الكواكب والأنظمة الفلكية. إنه عالم لا يزال يكشف لنا أسراره، وربما ستكون هذه النوافذ المفتوحة على عوالم بعيدة مصدر إلهام لاكتشافات أعظم في مستقبل لا يُعرف إلا بلغة النجوم وعلم الكواكب.