عندما نغوص في عالم الفضاء ونستكشف أسرار الكواكب والنجوم، نجد أن هناك عجائب فلكية تنتظر اكتشافها وفهمها. إحدى هذه العجائب تكمن في كوكب يُعرف بإسم Kepler-1458 b، والذي يشكل جزءًا من هذا الكون الواسع والمذهل.
يقع كوكب Kepler-1458 b في بُعد يبلغ حوالي 1776 وحدة فلكية عنا، مما يجعله يتأرجح في عمق الفضاء الذي يعج بالأسرار والغموض. يتألق الكوكب في سماء الليل بلمعان لافت، إذ يصل سطوعه الكلي إلى 14.434 درجة نجومية، ما يجعله واحدًا من تلك النقاط اللامعة التي تزين سماء الكون.
يأخذ Kepler-1458 b نوعًا خاصًا من الهوية الكوكبية، حيث يُصنف على أنه من النوع المشابه لكوكب نبتون، العملاق الغازي الذي ينتمي إلى نظامنا الشمسي. وبفضل الجهود المتواصلة للعلماء والباحثين، تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، ما أضاف لنا فصلاً جديدًا في سجل الكواكب البعيدة.
إذا كنا نتحدث عن السمات الفيزيائية لKepler-1458 b، فإننا نجد أنه يحمل عبءًا ثماني مرات أكبر من كتلة الأرض. هذا يشير إلى أنه كوكبٌ ذو كتلةٍ هائلة، ويعتبر هذا التباين في الكتلة بينه وبين كوكبنا هو جزء من الغموض الذي يلفه. وعندما نتحدث عن قطره، فيبلغ ثمنه 0.246 قطر جوبيتر، الذي يُعد مقياسًا للأحجام الكوكبية.
لكن السحر لا يكمن فقط في الحجم والكتلة، بل يتعداها إلى رحلته حول نجمه الأم. يتميز Kepler-1458 b بمساره المداري الذي يأخذه حول النجم، حيث يكون له مسافة فلكية تقدر بنسبة 0.2495. ويستغرق الكوكب فقط حوالي 0.13141684 سنة لاستكمال دورته الكاملة حول نجمه، ما يضفي عليه إيقاعًا فلكيًا خاصًا.
وفي مفاجأةٍ سارة لعشاق الألغاز الفلكية، يظهر Kepler-1458 b بألوانه المستقرة، حيث يتميز بعدم وجود تمدد في مداره، وبالتالي فإن الكوكب يتحرك بشكل دائم بمدارٍ ثابت، مما يجعله محط أنظار العديد من الفلكيين والباحثين.
تم اكتشاف Kepler-1458 b باستخدام أسلوب الكشف عن المرور الكوكبي (Transit)، الذي يقوم على مراقبة تغييرات سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب المعقد يساهم في فهمنا لتكوين وخصائص الكواكب البعيدة.
إن Kepler-1458 b هو جزء من روائع الكواكب التي تزين سماء الفضاء، واكتشافه يفتح أفقًا جديدًا في علم الفلك ويذكّرنا بعظمة هذا الكون اللامتناهي الذي لا يتوقف عن إلهام الإنسان لاستكشاف المجهول وفهم أسراره.