في إحدى أقاصي السماء تتلألأ نجمة تُدعى Kepler-144 بريقاً هادئاً وساحراً، وعلى مسافة بعيدة تتجلى أمام عدسات المراقبة كوكبان يحملان اسم Kepler-144 c. و Kepler-144 d. إنهما يشكلان جزءاً من تلك الرحلة المذهلة في عالم الكواكب والفضاء، حيث يكشفان لنا عن أسرار الكون وتعقيداته.
تتواجد Kepler-144 c على بُعد يصل إلى 1256.0 سنة ضوئية عنا، وهي مسافة تجعله يبدو كنجمة بعيدة في سماء ليلنا. يظهر هذا الكوكب بوضوح في علوم الفلك بفضل درجة لمعان نجمه الأم، والتي تبلغ 12.195 درجة. إن هذا الرقم يشير إلى قدرة العين البشرية على رؤيته في السماء المظلمة بدون استخدام تلسكوب.
لكن أكثر إثارة هي خصائص Kepler-144 c نفسه، إذ يُصنف ككوكب فائق الأرض، وهذا يعني أن لديه خصائص تجعله يشبه إلى حد كبير كوكب الأرض، ولكن بتفوق في بعض الجوانب. يعتبر Kepler-144 c من الكواكب ذات الكتلة المضاعفة، حيث يتجاوز وزنها الذي يبلغ 2.39 مرة كتلة الأرض، مما يعكس تركيباً جيولوجياً وكيميائياً قد يكون مختلفاً.
وعندما نلقي نظرة على الأبعاد الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أن قطره يتجاوز قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.35. هذا يعني أن سطحه أكبر بنسبة معينة مقارنة بكوكبنا الأزرق الجميل. إن هذا الاختلاف في الأحجام قد يكون له تأثير كبير على الظروف المناخية والبيئية على سطح Kepler-144 c، والتي قد تكون فريدة ومتنوعة.
يُضفي التاريخ الكوني لاكتشاف Kepler-144 c رونقاً خاصاً، حيث أنه كان ذا أهمية كبيرة عندما تم اكتشافه في عام 2014. تلك اللحظة كانت لحظة فارقة تعزز من تفاعل الإنسان مع الكون، وتفتح أفقاً جديداً في فهمنا للكواكب المحيطة بنجوم أخرى.
من الناحية الفيزيائية، يتحدد مسار Kepler-144 c حول نجمه الأم بنصف قطر يقدر بحوالي 0.094 وحدة فلكية. ويستغرق هذا الكوكب وقتاً قصيراً لاكتمال دورته حول النجم، إذ يبلغ الفترة الدورية للكوكب حوالي 0.027652293 سنة. ورغم أن مدار Kepler-144 c قد يكون دائرياً تقريباً بصفة كبيرة، إلا أن الابتعاد عن التمدد الشديد يشير إلى أنه قد يكون هناك بعض التنوع في حركته حول نجمه.
وفيما يتعلق بطريقة اكتشافه، فإن Kepler-144 c تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور أو الانتقال (Transit)، حيث تم رصد تغييرات في السطوع الظاهر للنجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة والحساسة أسهمت بشكل كبير في رصد وتحليل الكثير من الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
في الختام، يظهر Kepler-144 c كجوهرة ثمينة في سماء الفضاء، مليئة بالألغاز والتحديات التي تستحق أن يتفحصها العلماء والرواد الفضائيين على حد سواء، حيث يعتبر هذا الكوكب إحدى الوجهات المثيرة في رحلتنا المستمرة لاستكشاف أسرار الكون.