في السماء اللامعة تتناثر الكواكب كنجوم فضية، ومن بين هذا السحر الفلكي يبرز كوكبٌ ساحر يُدعى Kepler-1307 b، الذي يعتبر من بين عجائب الكون الذي نكتشفها ونستكشفها باستمرار. يقع هذا الكوكب البعيد عنا على بعد ثلاثة آلاف وثلاثمائة وعشرة فوارق سماوية، حيث يتألق بلمعانٍ قدره 15.636 نجميًا، يضفي عليه مظهرًا ساحرًا وكأنه جوهرة ثمينة في سماء اللانهاية.
يندرج Kepler-1307 b تحت فئة الكواكب الشبيهة بنبتون، حيث يشبه في خصائصه العديدة كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. اكتشف هذا الكوكب الرائع في سنة 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العديد من العلماء والفلكيين الذين يسعون لفهم أسراره وطبيعته الفريدة.
فيما يتعلق بالكتلة، يتجاوز Kepler-1307 b الكرة الأرضية بضع مرات، إذ يبلغ مضاعف كتلته 6.66 مرة من كتلتنا الأرضية. وإذا نظرنا إلى نصف قطره، نجد أنه يعادل 22% من نصف قطر كوكب المشتري، مما يعزز فكرة أن هذا الكوكب ينتمي إلى فئة العمالقة الغازية.
تتميز مدار Kepler-1307 b بقربه الكبير من نجمه الأم، حيث يكمن في مسافة تبلغ 0.1369 وحدة فلكية. وبفضل هذا الاقتراب، يتسارع حول نجمه بفترة دورية تبلغ 0.049281314 سنة، مما يعني أنه يستغرق حوالي 18 يومًا فقط ليدور حول محوره مرة واحدة. تتميز مدارات هذا الكوكب بعدم انحرافها عن مسارها، إذ يظهر الانتقال الكوكبي الذي تم اكتشافه بواسطة طريقة العبور، حيث يعبر الكوكب أمام نجمه ويحجب بعض الضوء، ما يُمكن العلماء من استنتاج وجوده.
لا يكمن جمال Kepler-1307 b فقط في خصائصه الفيزيائية، بل يكمن أيضًا في أنه أحد ألغاز الكون التي تحمل في طياتها الكثير من الأسرار. بينما يواصل العلماء دراستهم واستكشافهم لهذا العالم البعيد، يظل Kepler-1307 b شاهدًا صامتًا على ألغاز الفضاء، ينتظر أن يفتح الستار عن أسراره الخفية ويساهم في توسيع أفق الفهم لدينا حول عجائب الكون.