في سماء اللانهاية تتلألأ نجوم لا تعد ولا تحصى، ومن بين هذه النجوم يبرز بريق نجم Kepler-1062، الذي يعتبر محطة لإكتشافات علم الفلك الحديث. يقع كوكب Kepler-1062 b في هذا النظام الشمسي البعيد، وهو عالم فضائي يحمل عبء الغموض والإثارة.
يتميز Kepler-1062 b بمسافة تبلغ 1296.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله كوكبًا بعيدًا يتحدى الخيال. ومع درجة سطوع نجمه الأم Kepler-1062 والتي تبلغ 15.095، يظهر الكوكب كنقطة مضيئة في سماء هذا النظام الشمسي المثير.
تم اكتشاف Kepler-1062 b في عام 2016، وكان هذا الاكتشاف لحظة تاريخية في رحلة الإنسان نحو فهم أعماق الكون. يُصنف هذا الكوكب كـ “Super Earth”، وهي فئة تعنى بالكواكب التي تمتلك كتلة أكبر من الأرض، مما يجعلها مثيرة للاهتمام بسبب خصائصها الفريدة.
إذا نظرنا إلى الخصائص الفيزيائية لـ Kepler-1062 b، نجد أن كتلته تعادل 3.75 مرة من كتلة الأرض، مما يجسد تنوع الكواكب في هذا النظام. وبنسبة لقطره، فإنه يضاعف قيمة قطر الأرض بمعامل 1.76، مما يجعله كوكبًا ذا أبعاد هائلة تعكس تفرد الطبيعة في عالم الفضاء.
لا يكتفي Kepler-1062 b بالتألق ببعده الشاسع وخصائصه الفيزيائية الفريدة، بل يدور حول نجمه الأم على مدار يبلغ 0.0748 وحدة فلكية، متسارعا في رقصة متناغمة تحمل بين طياتها أسرار الكون. يستغرق الكوكب حوالي 0.025462013 عام لاستكمال دورته حول نجمه، وهو فترة تجلب العديد من التساؤلات حول الظواهر الكونية الفريدة التي يمكن أن يشهدها هذا العالم البعيد.
ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو الطريقة التي تم بها اكتشافه، حيث تم رصد Kepler-1062 b باستخدام طريقة العبور أو “Transit”، حيث يتم قياس الانخفاضات المتكررة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يسمح للعلماء بفحص تأثير الكواكب على ضوء النجوم، مما يفتح أفقًا جديدًا لفهم تكوين الكواكب وخصائصها.
في النهاية، يظل Kepler-1062 b هو عالم فضائي يلفت الأنظار، حاملاً في جعبته العديد من الألغاز والأسرار التي تنتظر كشفها. إن اكتشاف هذا الكوكب يسلط الضوء على جمال وتعقيد الكون الذي نعيش فيه، ويتيح لنا نظرة فريدة إلى عوالم لا تزال تنتظر استكشافها في سماء اللانهاية.