في أعماق السماء، وعلى بُعدٍ يبلغ 1614 سنة ضوئية من الأرض، تتوسط كوكبٌ لامع يحمل اسم Kepler-103 c الفضاء اللامتناهي. يُعتبر هذا الكوكب، الذي يتميز بقمره Kepler-103 d، إحدى الجواهر الفلكية التي اكتشفت في عام 2014. يظهر لنا هذا العالم السماوي بومضة من الجمال الساحر، وهو يحمل في طياته أسراراً ومعلومات تنسجم مع رونق الفضاء البعيد.
تعتبر معطيات Kepler-103 c مثيرة للدهشة، حيث يتميز بكتلته الهائلة بمعدل يبلغ 36.1 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يضعه في فئة العمالقة الغازية، وتحديدًا ذلك النمط الذي يشبه كواكب المشتري، ويتماهى مع قانون الجاذبية الفلكي. وبالإضافة إلى ذلك، تبرز الأبعاد الكونية لهذا العمل الفلكي، إذ يصل نصف قطره إلى 0.459 مرة نصف قطر المشتري، ما يمنحه مظهراً جذاباً يشع بقوة جاذبيته الساحرة.
تعكس معدلات الحركة الدورية لكوكب Kepler-103 c توازناً فلكياً دقيقاً، إذ يتنقل حول نجمه الأم بنصف قطر يبلغ 0.6372 وحدة فلكية، مما يجعله يحظى بحضورٍ مثير في نظامه الشمسي. ويستغرق هذا الكوكب الرائع فقط 0.49171802 يومًا لاستكمال دورته الفلكية، ما يضفي عليه أبعاداً زمنية تجذب الانتباه وتلفت الأنظار.
تتسم القراءة في خصائص Kepler-103 c بالإثارة والدهشة، إذ يكشف الكون عن ذلك العالم الساحر بوساطة طريقة الاكتشاف بالعبور أو ما يُعرف بـ “Transit”، حيث يتم رصد انحناء الضوء الناتج عن عبور الكوكب أمام نجمه، وهي تقنية تنقلنا برهة إلى عمق أسرار الكواكب البعيدة وترسخ لدينا فهماً أعمق لتنوع هذا الكون الفلكي البعيد.
في النهاية، يبقى Kepler-103 c محط اهتمام العلماء والرواد الفضائيين على حد سواء، فالكون يستمر في تقديم ألغازه وأسراره، وهذا الكوكب البعيد يمثل إحدى اللآلئ التي تتلألأ في سماء اللانهاية، مذهلاً بتفاصيله الفلكية الرائعة وجاذبيته الفيزيائية الفريدة.