في إحدى الأركان البعيدة والمجهولة للكون، يتلألأ نجمٌ يُعرف بالاسم HIP 94235، وعلى مسافة تبلغ 191 فرسخ فلكي منا، يكمن عالمٌ جديد يدعى HIP 94235 b. هذا العالم السماوي، الذي تم اكتشافه في عام 2022، يقف في وجه ليل الفضاء بكل روعة وغموض.
نجم HIP 94235، والذي يبلغ لمعانه 8.31، يضيء في سماء الليل كنقطة فاتنة في هذا الفراغ العميق. وعلى هذا البُعد البعيد، ينعش الفضاء بوجود كوكبٍ لامع يُدعى HIP 94235 b، والذي يتمتع بخصائص تجعله يشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
رغم بعده الهائل، يبدو HIP 94235 b كلوحة فنية تستحق الاكتشاف والاستكشاف. يعتبر الكوكب من نوع “نبتوني”، حيث يتميز بصفات تشبه تلك التي تميز كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تمتلك هذه العملاقة الغازية معدل كتلة يعادل 1.19247 مرة كتلة المشتري، وتتسم بشكل رائع بقطر يعادل 0.268 مرة قطر المشتري.
في رحلتها حول نجمها المضيء، تدور HIP 94235 b على مدار بعيد يبلغ نصف قطره 0.0787 وحدة فلكية. وتأخذ هذه العملاقة الغازية حوالي 0.021081451 عامًا لاستكمال دورتها الشاقة حول نجمها. ولكن الفضاء لا يكتمل بدون لمسة من الفوارق، حيث تكشف قربها الزاوي عن قدر من الغموض بفضل ارتفاع نسبة التحول في مسارها المداري، والتي تبلغ 0.32.
تمت عملية اكتشاف هذا العالم الفريد باستخدام أسلوب العبور الذي يعتمد على متابعة تغيرات السطوع الناتجة عن مرور الكوكب أمام نجمه الأم. وبهذه الطريقة، تألقت تكنولوجيا الرصد الحديثة في كشف هذا الجوهر الكوني بطريقة فعّالة وجذابة.
في النهاية، يظهر HIP 94235 b كنقطة ساطعة في سماء الفضاء، تنضم إلى كواكب الكون بألوانها وأشكالها الفريدة، وتذكير لنا بعظمة الكون اللامتناهي وغموضه الذي لا ينضب.