اختبار الإنياجرام لتحسين صحتك وطريقة تفاعلك مع العالم
الإنياجرام هو أداة نفسية تستخدم لفهم شخصيات الأفراد بشكل عميق ومعرفة أنماط السلوك التي تحكم تصرفاتهم. يعتقد الكثيرون أن هذا الاختبار يساعد على معرفة الذات بشكل أفضل ويتيح للفرد فهم نقاط قوته وضعفه، مما يساعده على تحسين صحته النفسية والجسدية وطريقة تفاعله مع الآخرين. يتم تصنيف شخصيات الإنياجرام إلى تسع أنواع رئيسية، كل نوع يتمتع بخصائص وميول معينة، ومعرفة هذه الأنماط يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات أفضل في حياتهم.
نشأة اختبار الإنياجرام
يعود أصل اختبار الإنياجرام إلى العديد من الثقافات القديمة، ولكن في شكله الحديث، تم تطويره في منتصف القرن العشرين بواسطة عدة مفكرين وعلماء نفسيين، أبرزهم جورج غورتن وريك تيلور. يشمل الاختبار تسع أنواع من الشخصيات التي ترتبط بمشاعر وسلوكيات محددة. يرتكز الإنياجرام على فكرة أن لكل فرد دافعًا أساسيًا يدفعه ليظهر سلوكًا معينًا، وهو ما يمكن أن يؤثر في علاقاته الشخصية والمهنية ويحدد طريقة استجابته للمواقف الحياتية.
أنواع شخصيات الإنياجرام
تُقسم الشخصيات في اختبار الإنياجرام إلى تسعة أنواع مختلفة، وكل نوع يتسم بسمات وخصائص فريدة. على الرغم من أن كل فرد قد ينتمي إلى نوع واحد، إلا أنه يمكن أن يظهر سمات من أنواع أخرى وفقًا للمواقف المختلفة. الأنواع التسعة هي:
-
المنظم (المثالي): يتمتع بالترتيب والدقة والبحث عن الكمال. يضع معايير عالية لنفسه وللآخرين ويسعى دائمًا لتحقيق التحسين المستمر.
-
المساعد: يركز على مساعدة الآخرين ويدفعه شعور عميق بالاهتمام بالآخرين. يقدر العلاقات والروابط العاطفية ويسعى لتوفير الدعم.
-
المنجز: يميل إلى السعي وراء النجاح والإنجازات. يحب التحديات والمنافسة ويبحث عن طرق لتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية.
-
المدافع: يركز على الاستقرار والسلام الداخلي، ويسعى لحماية نفسه والآخرين من التهديدات. يتمتع بالولاء والوفاء.
-
المستقل: يميل إلى التفكير العميق والاستقلالية. يقدر الخصوصية ويركز على المعرفة والبحث عن الحقيقة.
-
المتشكك: يعبر عن شكوكه في مختلف المواقف ويعتمد على التحليل النقدي. يشعر بالأمان عندما يكون لديه خطة واضحة للتعامل مع التحديات.
-
المتعاطف: يعبر عن مشاعره بصدق ويرغب في الحياة المليئة بالفرح والمرح. يحرص على استكشاف الإمكانيات الجديدة وتجنب القيود.
-
القيادي: يتمتع بشخصية قوية ومؤثرة. يسعى دائمًا لتحقيق العدالة والحقيقة، ويركز على السيطرة على المواقف.
-
الوسطي: يميل إلى تجنب الصراع ويفضل السلام الداخلي. يبحث عن التوازن والراحة في حياته.
العلاقة بين الإنياجرام والصحة النفسية والجسدية
تساهم معرفة نوع شخصيتك من خلال اختبار الإنياجرام في تحسين صحتك النفسية والجسدية بعدة طرق. فعندما نفهم دوافعنا العميقة، نتمكن من معالجة مشاكلنا النفسية بشكل أكثر فعالية، وبالتالي الحصول على حياة صحية ومتوازنة. وفيما يلي بعض الفوائد التي يمكن أن يحققها اختبار الإنياجرام:
1. تحقيق التوازن العاطفي
من خلال فهم الشخص لنمط شخصيته، يمكنه تحديد نقاط القوة والضعف لديه. فمثلاً، قد يجد الشخص الذي ينتمي إلى النوع “المنظم” نفسه مهووسًا بالكمال، مما قد يؤدي إلى شعوره بالإرهاق. من خلال التعرف على هذه السمة، يمكنه اتخاذ خطوات للتعامل مع هذا الضغط وتحقيق التوازن العاطفي. بالمثل، يمكن للفرد الذي ينتمي إلى النوع “المساعد” تعلم كيفية وضع حدود صحية في علاقاته لكي لا يشعر بالإرهاق.
2. تحسين العلاقات الشخصية
عندما يفهم الشخص ديناميكيات شخصيته وكيفية تفاعله مع الآخرين، يمكنه بناء علاقات أكثر صحة ومتوازنة. معرفة أنماط السلوك تساعد الفرد على تجنب النزاعات أو التوترات المفرطة، وتعزز من مهارات التواصل وفهم الآخرين. على سبيل المثال، يساعد معرفة سمات الشخص “المتعاطف” في التفاعل بشكل أفضل مع الأشخاص الذين يفضلون الاستقلالية أو الذين يشعرون بالحاجة إلى مساحة شخصية.
3. تعزيز الوعي الذاتي
واحدة من أهم الفوائد التي يوفرها اختبار الإنياجرام هي تعزيز الوعي الذاتي. عند معرفة الشخص لسماته النفسية، يكون قادرًا على تقييم سلوكياته بشكل موضوعي. يمكنه بذلك تحسين تصرفاته واتخاذ قرارات أكثر حكمة بشأن حياته المهنية والشخصية. يعزز هذا الوعي الذاتي من قدرة الشخص على التحكم في ردود أفعاله تجاه مواقف الحياة المختلفة، مما يساهم في تقليل مستويات التوتر والقلق.
4. تحسين الأداء المهني
يمكن لاختبار الإنياجرام أن يكون أداة فعالة في تحسين الأداء المهني. فمعرفة سمات شخصيتك يمكن أن تساعدك على تحديد المهام التي تناسبك بشكل أفضل، وكذلك تحسين طريقة تفاعلك مع زملائك. على سبيل المثال، قد يكون الشخص الذي ينتمي إلى نوع “المنجز” أكثر قدرة على تحمل مسؤوليات كبيرة وتحقيق النجاح في بيئة عمل تنافسية، في حين أن الشخص الذي ينتمي إلى نوع “المدافع” قد يفضل بيئة عمل مستقرة وأقل توترًا.
5. التعامل مع التحديات الصحية
تعرف الشخص على نمط شخصيته يمكن أن يساعده في التعامل مع التحديات الصحية، سواء كانت نفسية أو جسدية. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من القلق أو التوتر المفرط قد يجدون أن تعلم استراتيجيات الهدوء الذاتي والتنفس العميق مفيد للغاية. كما يمكن للأشخاص الذين ينتمون إلى نوع “المستقل” أن يستفيدوا من تقنيات الاسترخاء أو التأمل لتعزيز صحتهم الجسدية والعقلية.
6. إدارة الضغوط الحياتية
الإنياجرام يقدم أدوات لفهم كيفية استجابة الشخص للضغوط الحياتية. فبعض الأنواع قد تكون أكثر حساسية للضغوط، بينما قد يظل البعض الآخر هادئًا في المواقف المجهدة. من خلال الوعي بهذا التفاعل، يمكن للفرد تطوير استراتيجيات للتعامل مع التوتر بشكل فعال، مثل ممارسة الرياضة أو التحدث مع شخص موثوق أو ببساطة أخذ قسط من الراحة.
تطبيق الإنياجرام في الحياة اليومية
لا تقتصر فائدة اختبار الإنياجرام على فهم الشخصية فقط، بل يمتد إلى كيفية تطبيق هذا الفهم في الحياة اليومية. يمكن أن يساعد الإنياجرام الأفراد في تحديد علاقاتهم الاجتماعية، طريقة إدارة العمل، والكيفية التي يتعاملون بها مع المواقف اليومية. على سبيل المثال، في علاقات العمل، يمكن أن يكون شخص “المدافع” أكثر انفتاحًا على العمل الجماعي والتعاون، بينما قد يفضل شخص “المستقل” العمل بمفرده مع مساحة كبيرة من الحرية.
الختام
يعد اختبار الإنياجرام أداة قوية لفهم الذات بشكل أعمق، مما يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية والجسدية وكذلك التفاعل مع العالم من حولك. باستخدام هذا الاختبار، يمكن للفرد تحديد نقاط القوة والضعف في شخصيته والعمل على تعزيز التوازن الداخلي وتحسين جودة حياته في مختلف المجالات.
