كتاب “ابقَ!” قصة كيبير
يعد كتاب “ابقَ!” الذي كتبته لويس لوري وقام بتصميم رسوماته True Kelley، واحدًا من الأعمال الأدبية التي تتناول عالم الحيوانات بطريقة فريدة وجذابة. نشر الكتاب في مارس 1999 عن دار النشر Yearling، ويستهدف فئة الشباب من القراء، حيث يقدم لهم تجربة قراءة مشوقة ومؤثرة في آن واحد.
يتناول الكتاب قصة كلب يدعى “كيبير”، وهو الكلب الذي يروي حكايته الخاصة من خلال الكتاب. تبدأ القصة عندما يكون كيبير جروًا صغيرًا ينفصل عن والدته وإخوته، مما يضطره إلى مواجهة الحياة في الشوارع المليئة بالمخاطر. على الرغم من صغر حجمه وضعفه، يكتشف كيبير بسرعة العالم القاسي للعيش في الشوارع، ولكنه يظل متمسكًا بأمل لمّ شمل عائلته.
ما يميز كيبير عن غيره من الحيوانات هو قدرته على تأليف الشعر. هذه الموهبة الشعرية تعكس الجانب العاطفي العميق للشخصية الرئيسية وتضيف بُعدًا إنسانيًا إلى القصة. شعر كيبير ليس مجرد تعبير عن مشاعره، بل هو وسيلة للتواصل مع العالم من حوله وتقديم نظرة عميقة عن تجربته الشخصية في الحياة.
بينما يتجول كيبير في الشوارع، يلتقي بأصدقاء من البشر الذين يقدمون له المساعدة. هؤلاء الأصدقاء يمنحونه فرصة لتحقيق الشهرة والثروة، ويعيدون له الأمل في أن يكون له حياة أفضل. ومع ذلك، يظل كيبير يتذكر دائمًا شقيقته الصغيرة التي فقدها. هذا الحنين إلى الأسرة يظل يرافقه، ويؤثر على كل خطوة يتخذها في حياته الجديدة.
القصة تتخذ منحى دراميًا في بعض الأوقات، حيث يظهر عدو قديم يراقب ويترقب اللحظة المناسبة للتحرك. هذه الشخصيات الشريرة تضيف عنصر الإثارة والتشويق إلى القصة، وتزيد من تعقيد التحديات التي يواجهها كيبير.
ما يجعل كتاب “ابقَ!” ملفتًا هو طريقة السرد التي تجمع بين خفة الظل والعمق العاطفي. يتميز الكتاب بتقديمه لحكاية تقليدية بأسلوب جديد، حيث يروي الكلب القصة من وجهة نظره، مما يتيح للقراء التفاعل مع الأحداث بشكل أكثر تعاطفًا. من خلال السرد الذي يقوم به كيبير، يتيح الكتاب للقراء تجربة عاطفية متكاملة تتراوح بين الفرح والحزن والأمل.
تعتبر مراجعة “Publishers Weekly” للكتاب إيجابية للغاية، حيث تبرز براعة المؤلفة في فهم سلوكيات الحيوانات بجانب حسها الإنساني العميق. وهذا يعكس قدرة لويس لوري على دمج المعرفة السلوكية للحيوانات مع السرد القصصي الممتع، مما يجعل القصة جذابة ومثيرة للاهتمام.
في النهاية، يمكن القول إن كتاب “ابقَ!” هو عمل أدبي يدمج بين الخيال والواقع، ويستعرض مغامرات كلب يسعى لتحقيق حلمه في لمّ شمل أسرته والعيش حياة أفضل. بفضل الأسلوب الممتع والمضمون العاطفي العميق، يظل هذا الكتاب محط اهتمام للقراء الشباب والكبار على حد سواء.