الإينسولين المستنشق (الإينسولين سريع المفعول) لعلاج داء السكري من النوع 2: تقييم شامل
الإينسولين هو هرمون حيوي ينتجه البنكرياس لتنظيم مستويات السكر في الدم. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، سواء من النوع الأول أو النوع الثاني، فإن التحكم في مستوى السكر في الدم يعد أمرًا بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة. في السنوات الأخيرة، ظهرت صيغة جديدة من الإينسولين تُسمى “الإينسولين المستنشق”، الذي يعد خيارًا بديلاً للإينسولين التقليدي الذي يتم حقنه تحت الجلد. سنتناول في هذا المقال دواء الإينسولين المستنشق، واستخدامه لعلاج داء السكري من النوع 2، بالإضافة إلى تقييم فعاليته استنادًا إلى تجارب المرضى وآراء الخبراء.
ما هو الإينسولين المستنشق؟
الإينسولين المستنشق هو نوع من الإينسولين سريع المفعول الذي يُستنشق عبر الأنف، بدلاً من أن يُحقن تحت الجلد. يتم تقديم هذا النوع من الإينسولين في صورة مسحوق ناعم يتم استنشاقه باستخدام جهاز خاص يتميز بسهولة حمله واستخدامه. الهدف من هذا الدواء هو توفير وسيلة بديلة لمرضى السكري للحصول على الإينسولين بسرعة وفعالية، بحيث يمكن أن يُستخدم كبديل للحقن اليومية التي يعتمد عليها العديد من مرضى السكري من النوع 2.
الموافقة على الدواء وتاريخه
تمت الموافقة على الإينسولين المستنشق من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 19 يناير 2016. جاء هذا بعد سنوات من البحث والتطوير، حيث تم الترويج له كبديل مبتكر للأنواع التقليدية من الإينسولين. رغم أنه يعد خطوة نحو تسهيل علاج مرض السكري، فقد تعرض هذا الدواء للعديد من التساؤلات حول فعاليته مقارنة بالعلاجات الأخرى.
آلية عمل الإينسولين المستنشق
كما هو الحال مع جميع أنواع الإينسولين، فإن الإينسولين المستنشق يعمل على خفض مستويات السكر في الدم عن طريق تسهيل دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم. يتم امتصاص الإينسولين المستنشق سريعًا في الدورة الدموية من خلال الرئتين بعد استنشاقه، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمرضى الذين يحتاجون إلى تنظيم سريع للسكر في الدم بعد تناول الطعام.
الاستخدام في علاج داء السكري من النوع 2
داء السكري من النوع 2 هو الحالة التي لا يستطيع فيها الجسم استخدام الإينسولين بفعالية، أو لا ينتجه بشكل كافٍ. وبسبب هذا، يحتاج المرضى إلى تناول أدوية تساعد في تقليل مستويات السكر في الدم. الإينسولين المستنشق يمكن أن يكون خيارًا علاجيًا لأولئك المرضى الذين يحتاجون إلى تحكم سريع في مستويات السكر في الدم بعد الوجبات. ومع ذلك، يجب على الأطباء تحديد جرعات الإينسولين بعناية لتجنب أي مضاعفات صحية قد تحدث بسبب الزيادة أو النقص في مستوى السكر في الدم.
الفعالية والتقييم
على الرغم من أن الإينسولين المستنشق يُروج له كحل مبتكر، إلا أن فعاليته قد تباينت في الآراء بين المرضى. تشير بعض التجارب إلى أن هذا النوع من الإينسولين قد لا يكون أكثر فعالية من الأنواع الأخرى، وقد يُظهر بعض المرضى تحسنًا طفيفًا في مستوى السكر في الدم، بينما يعاني آخرون من عدم فعاليته الكافية.
تقييمات المرضى للإينسولين المستنشق تتراوح بشكل واسع. في الواقع، من بين الآراء المتوفرة على الإنترنت، يعلق بعض المرضى بأنهم شعروا بتحسن في مستوى السكر في الدم بعد استخدام هذا النوع من الإينسولين، لكن الكثيرين أبدوا انزعاجهم من تكاليفه العالية. كما يُشاع أن بعض المراجعات الإيجابية قد تكون مرتبطة بأشخاص لهم علاقة بالاستثمار في الشركة المنتجة لهذا الدواء، ما أثار شكوكًا حول مصداقية بعض الآراء.
أحد المراجعات الأكثر انتشارًا على الإنترنت يعبر عن خيبة أمل كبيرة من الدواء، حيث كتب أحد المرضى: “وفروا مالكم، جميع المراجعات الإيجابية هي من أشخاص مرتبطين بمستثمري الأسهم الخاصة بهذا المنتج.” هذه المراجعة تعكس انطباعًا سلبيًا عن فعالية المنتج وتثير القلق بشأن أمانه وفعاليته على المدى الطويل.
وفقًا لتقييمات المرضى التي تم جمعها، حصل الإينسولين المستنشق على تقييم عام منخفض من حيث فعاليته، حيث سجل معدل فعالية يقارب 1 من 10. هذا التقييم المنخفض يعكس قلة فعالية الدواء مقارنة بالعلاجات الأخرى المتاحة، مثل الإينسولين التقليدي القابل للحقن.
كم مرة يتم وصفه؟
بحسب السجلات الطبية المتاحة، تم وصف الإينسولين المستنشق حوالي 8 مرات فقط للمرضى في بعض الدراسات. هذا الرقم يعد منخفضًا مقارنة مع العلاجات الأخرى التي يتم استخدامها بشكل أكبر في علاج داء السكري. قد يرجع هذا إلى وجود بدائل فعالة أقل تكلفة وأكثر قبولًا لدى المرضى.
العوامل المؤثرة على الاستخدام
من بين العوامل التي قد تؤثر في اختيار المرضى لاستخدام الإينسولين المستنشق، يمكن الإشارة إلى التكلفة العالية لهذا الدواء، والتي قد تكون حاجزًا أمام الكثيرين. إضافة إلى ذلك، يحتاج المرضى إلى جهاز خاص لاستنشاق الدواء، وهو ما قد لا يكون مناسبًا لجميع الحالات أو الأفراد. وقد يؤثر أيضًا الشعور بعدم الراحة أو الخوف من الاستنشاق في بعض المرضى على قبولهم لهذا العلاج.
المخاطر والآثار الجانبية
على الرغم من أن الإينسولين المستنشق يعد آمنًا بشكل عام، إلا أن هناك بعض المخاطر المرتبطة باستخدامه، مثل أي نوع آخر من الأدوية. قد تشمل الآثار الجانبية المحتملة: نوبات سعال، تهيج في الحلق، أو حتى زيادة في الوزن، وهي بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر لدى بعض المرضى. كما يجب مراقبة المرضى الذين يعانون من مشاكل في الرئة أو الربو، لأن استنشاق الإينسولين قد يسبب لهم صعوبة في التنفس.
الخلاصة
في النهاية، يبقى الإينسولين المستنشق خيارًا علاجيًا مثيرًا للاهتمام لمرضى السكري من النوع 2 الذين يبحثون عن بديل عن الحقن التقليدية. لكن، وعلى الرغم من أنه يتيح بعض المزايا من حيث سهولة الاستخدام، إلا أن فعاليته ليست متفوقة بالضرورة على الأشكال الأخرى من الإينسولين. من المهم أن يتم اتخاذ القرار بشأن استخدام هذا الدواء بناءً على استشارة طبية، مع مراعاة العوامل الاقتصادية والصحية للمرضى.
إن تكاليف الدواء، بالإضافة إلى فعاليته المحدودة كما يشير العديد من المرضى، قد يجعلان من الإينسولين المستنشق خيارًا أقل جذبًا بالنسبة للكثيرين. وبناءً على ذلك، ينبغي للمرضى أن يكونوا على دراية تامة بجميع الخيارات المتاحة لهم والتحدث مع أطبائهم حول أفضل خيار يناسب حالتهم الصحية.
الموافقة: تم موافقة الإينسولين المستنشق من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 19 يناير 2016.