مقال عن دواء إينابسين (Inapsine) لعلاج الغثيان والقيء
يعد دواء إينابسين (Inapsine)، المعروف أيضاً باسم “دروبيريدول” (Droperidol)، من الأدوية المستخدمة لعلاج حالات الغثيان والقيء، وهو ينتمي إلى فئة الأدوية المضادة للغثيان والقيء التي تُستخدم بشكل رئيسي في البيئات الطبية مثل المستشفيات أو غرف الطوارئ. يتم استخدام إينابسين في العديد من الحالات الطارئة لعلاج أعراض الغثيان المستمر، بما في ذلك الحالات المرتبطة بالاضطرابات الهضمية مثل “القيء الناتج عن اضطرابات المعدة”، و”القيء المصاحب لجراحة معينة”، وكذلك في الحالات الناتجة عن العلاج الكيميائي. ورغم فعاليته في العديد من الحالات، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر على المرضى.
التجربة الشخصية للمريض مع إينابسين
أحد المرضى الذين استخدموا دواء إينابسين في بيئة الطوارئ، ذكر تجربته في العلاج، حيث كان يعاني من الغثيان والقيء المستمر لمدة يومين بسبب مشكلة في المعدة مرتبطة بحالة “الجمود المعدي” (Gastroparesis). في ذلك الوقت، تم إعطاؤه جرعة من إينابسين (أو دروبيريدول) كجزء من العلاج الطبي للتخفيف من الأعراض.
بعد دقائق قليلة من تلقي العلاج، عانى هذا المريض من أعراض غير متوقعة، حيث شعر بحالة من التململ الشديد وعدم القدرة على البقاء في السرير. بدأت المشكلة في شكل “متلازمة الساقين غير المستقرة” (Restless Leg Syndrome)، ولكن بشكل غير اعتيادي، حيث أثرت الحالة ليس فقط على ساقيه، بل على كامل جسده بما في ذلك الذراعين. هذا التململ الشديد أدى إلى أنه أصبح غير قادر على البقاء ساكناً، مما جعله يركض، ويStretch ،ويتحرك باستمرار في محاولة لتخفيف الألم.
وفي محاولاته للراحة، وجد نفسه عالقًا في أنابيب المحاليل الوريدية، مما زاد من شعوره بالإحباط والتوتر. لحسن الحظ، تم إعطاؤه عدة جرعات من “ديازيبام” (Diazepam) عن طريق الوريد أو العضلات، وهو دواء مهدئ، وبعد فترة، بدأ يشعر بتحسن تدريجي واستراحته أخيرًا بعد أن تم تهدئته. استمر في البقاء مستيقظاً طوال الليل، وظل على هذا الحال حتى صباح اليوم التالي.
تقييم فعالية الدواء
تقييم فعالية دواء إينابسين لدى هذا المريض كان ضعيفاً جداً، حيث سجل تقييمه للدواء بدرجة 2 من أصل 10 في مقياس الفعالية، وهو ما يشير إلى أنه لم يكن فعالًا في علاج الغثيان والقيء بشكل كافٍ بالنسبة له. وبالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور الأعراض الجانبية غير المتوقعة إلى تأثير سلبي على تجربة العلاج بشكل عام.
الموافقة والتاريخ الطبي للدواء
تمت الموافقة على دواء إينابسين من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 11 فبراير 2016، وهو ما يشير إلى أن الدواء قد حصل على موافقة الاستخدام السريري في الولايات المتحدة في هذا التاريخ. منذ تلك اللحظة، أصبح يُستخدم في علاج حالات الغثيان والقيء في بيئات الطوارئ. ومع ذلك، يُلاحظ أن هذا الدواء لا يُستخدم بشكل واسع أو بشكل متكرر، حيث لم يتم وصفه كثيرًا حتى الآن.
عدد المرات التي تم وصف الدواء فيها
على الرغم من فاعليته في العديد من الحالات، إلا أن هذا الدواء لم يتم وصفه بشكل واسع من قبل الأطباء. في حالة هذا المريض، لم يتم استخدامه بشكل متكرر، حيث لم تُسجل أي حالات أخرى تم وصفه فيها قبل أو بعد تلك الحادثة.
الآثار الجانبية وتحذيرات مهمة
تُعد الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام دواء إينابسين مصدرًا للقلق في بعض الأحيان. من أبرز الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها التململ الشديد، والأعراض المزعجة مثل “متلازمة الساقين غير المستقرة” التي قد تنتشر لتشمل أجزاء أخرى من الجسم. في حالة هذا المريض، كانت الأعراض أكثر حدة مما هو متوقع، مما استدعى التدخل السريع بالأدوية المهدئة مثل “ديازيبام”. تشمل الآثار الجانبية الأخرى لهذا الدواء التسبب في النعاس أو الدوخة، وقد يُصاب بعض المرضى بمشاكل في التنفس إذا كانت الجرعة غير ملائمة.
من الأهمية بمكان أن يتم مراقبة المرضى بعناية أثناء استخدام إينابسين، خاصةً في بيئات الطوارئ، وذلك لتقليل خطر حدوث هذه الآثار الجانبية غير المتوقعة. ينصح المرضى دائمًا بإبلاغ الطبيب في حال حدوث أي أعراض غير عادية بعد استخدام الدواء.
الخلاصة
دواء إينابسين (دروبيريدول) يعتبر أحد الأدوية الفعالة في علاج الغثيان والقيء، ولكنه قد يتسبب في ظهور بعض الآثار الجانبية التي تؤثر بشكل كبير على راحة المريض، كما في الحالة التي تم مناقشتها. من المهم أن يكون الأطباء على دراية بهذه الآثار الجانبية المحتملة، وأن يتم وصف الدواء فقط عند الحاجة الضرورية، مع مراقبة دقيقة لحالة المريض أثناء العلاج.
إذا كنت تعاني من الغثيان أو القيء، فمن الأفضل استشارة طبيبك حول الخيارات المتاحة لك والعلاجات التي قد تكون أكثر ملائمة لحالتك الصحية.