معلومات شاملة عن “إيمبلانون” (Implanon) لمنع الحمل:
يعد جهاز “إيمبلانون” (Implanon) من وسائل منع الحمل الحديثة التي تعتمد على تقنيات الطرح الهرموني لتحقيق فعالية عالية في منع الحمل لفترات طويلة. تم إدخال هذا الجهاز في السوق بعد موافقة الهيئات الصحية العالمية، وهو يتميز بسهولة الاستخدام وطول فترة فعاليته. في هذا المقال، سنتناول استخدام هذا الجهاز، تجربته من قبل المرضى، ومدى فاعليته وآثاره الجانبية التي قد يواجهها البعض.
1. ما هو “إيمبلانون”؟
إيمبلانون هو جهاز صغير الحجم يتم زراعته تحت الجلد في منطقة الذراع العلوية، حيث يعمل على إفراز هرمون البروجستيرون بشكل مستمر. يهدف هذا الهرمون إلى منع الحمل بعدة طرق، أولها عن طريق تقليل فرص الإباضة، حيث يمنع خروج البويضة من المبيض. كما يعمل على زيادة كثافة مخاط عنق الرحم، مما يصعب على الحيوانات المنوية المرور إلى داخل الرحم. وأخيراً، يؤدي إلى تقليل سماكة بطانة الرحم، مما يمنع انغراس البويضة المخصبة في حال حدوث تخصيب.
2. آلية عمل “إيمبلانون”
يعتبر إيمبلانون من وسائل منع الحمل الهرمونية التي توفر حماية طويلة الأمد، حيث يمكن أن يستمر تأثيره لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. يعمل الجهاز عن طريق تحرير هرمون البروجستيرون بشكل تدريجي ومستمر، وهذا يضمن فعالية عالية في منع الحمل. يزرع الجهاز تحت الجلد بواسطة مختص طبي، ويحتاج إلى إجراء جراحي بسيط يستغرق بضع دقائق فقط. في نهاية فترة فعاليته، يمكن إزالة الجهاز واستبداله بآخر جديد.
3. تاريخ الموافقة والتسجيل
تمت الموافقة على جهاز “إيمبلانون” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 27 سبتمبر 2011، مما جعله أحد وسائل منع الحمل المعتمدة والموافقة عليها من قبل العديد من الهيئات الصحية حول العالم. منذ ذلك الحين، أصبح الجهاز خيارًا شائعًا للعديد من النساء الباحثات عن طريقة منع حمل موثوقة وطويلة الأمد.
4. الفعالية والآثار الجانبية
إن جهاز “إيمبلانون” يُعتبر من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث أن نسبة فشله في منع الحمل تكاد تكون معدومة، لا تتجاوز 0.05%. ولكن كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل، قد تختلف التجربة من شخص لآخر. قد تواجه بعض النساء آثارًا جانبية قد تكون مزعجة أو غير مريحة. وهذه الآثار الجانبية تتفاوت من شخص لآخر ويمكن أن تشمل:
- النزيف غير المنتظم: واحدة من الآثار الجانبية الشائعة للجهاز هي النزيف المتقطع أو غير المنتظم، الذي قد يستمر لفترات طويلة.
- تغيرات في الوزن: قد يعاني البعض من زيادة الوزن بسبب تأثيرات هرمونية.
- التغيرات في الحالة المزاجية: مثل الشعور بالاكتئاب أو القلق، وقد يتسبب الجهاز في تغيير مستويات الهرمونات مما يؤدي إلى هذه التغيرات.
- البثور وحب الشباب: قد يؤدي استخدام إيمبلانون في بعض الحالات إلى ظهور حب الشباب أو زيادة حدته.
تجربة أحد المرضى:
من خلال مراجعة أحد المرضى الذين استخدموا “إيمبلانون”، نجد أن بعض الآثار الجانبية التي مروا بها كانت غير مريحة. تروي إحدى النساء تجربتها حيث تم تركيب الجهاز في مايو 2010، وبعد فترة قصيرة بدأت تعاني من نزيف غير طبيعي استمر لمدة ستة أشهر متتالية، على الرغم من أن الأطباء كانوا قد أخبروها بأنها قد تواجه نزيفاً غير منتظم في الأشهر الأولى. وعندما استمر النزيف بعد الأشهر الستة، قررت زيارة العيادة الطبية، وتم وصف جرعات عالية من الإيبوبروفين، لكن ذلك لم يحل المشكلة. ثم تم صرف أدوية هرمونية، لكنها لم تعالج الوضع بشكل فعال. في النهاية، تعرضت لزيادة الوزن بمقدار 30 رطلاً، كما ظهرت عليها علامات حب الشباب، وتدهورت حالتها النفسية مما تسبب لها في الشعور بالاكتئاب والقلق، واعتبرت تجربتها سلبية للغاية، حيث قيمت فاعليته بـ 1 من 5.
5. فوائد جهاز “إيمبلانون”
على الرغم من الآثار الجانبية التي قد يعاني منها البعض، فإن جهاز “إيمبلانون” يعد من الوسائل الفعالة لمنع الحمل ويتميز بعدة مزايا، منها:
- سهولة الاستخدام: يتم زرع الجهاز مرة واحدة فقط في الذراع العلوي، مما يعني أنه لا يتطلب تذكيرًا يوميًا أو شهريًا.
- طول فترة الفعالية: يمكن أن يستمر تأثير الجهاز لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن لا يرغبن في القلق المستمر بشأن وسائل منع الحمل.
- الفعالية العالية: يضمن إيمبلانون حماية طويلة الأمد ضد الحمل بنسبة نجاح تصل إلى 99% أو أكثر.
- لا يتأثر بالعوامل الأخرى: بخلاف بعض وسائل منع الحمل الأخرى مثل الحبوب، لا يتأثر جهاز “إيمبلانون” بعمليات هضم الطعام أو تفاعل الأدوية الأخرى.
6. تقييمات المرضى
كما ذكرنا في تجربة أحد المرضى، نجد أن التقييمات بين النساء اللواتي استخدمن جهاز “إيمبلانون” تختلف بشكل كبير. بعضهن أشار إلى فعاليته العالية وسهولة استخدامه، في حين أن البعض الآخر عانى من مشاكل صحية مزعجة نتيجة لاستخدامه. تقييم فاعليته من قبل أحد المرضى كان 1 من 5 بسبب الآثار الجانبية التي مر بها. هذا يوضح ضرورة استشارة الطبيب المتخصص قبل استخدام أي وسيلة لمنع الحمل، وأهمية تقييم الفوائد والمخاطر بناءً على الحالة الصحية الفردية.
7. كيفية استخدام “إيمبلانون” وإزالة الجهاز
يتم تركيب جهاز “إيمبلانون” تحت الجلد من خلال إجراء جراحي بسيط في العيادة، ويحتاج الطبيب إلى فترة قصيرة لا تتجاوز الخمس دقائق لإتمام هذا الإجراء. أما بالنسبة لإزالته، فيتم إزالته بعد مرور ثلاث سنوات من تركيبه أو في حال رغب المستخدم في تغييره قبل انتهاء هذه المدة. كما أن الإزالة أيضًا تتم عبر إجراء جراحي بسيط تحت إشراف الطبيب.
8. هل يناسبك “إيمبلانون”؟
قبل اتخاذ القرار باستخدام جهاز “إيمبلانون” يجب أن تكون المرأة قد أتمت فحصًا صحيًا دقيقًا مع الطبيب المعالج للتأكد من أن هذه الوسيلة تتناسب مع حالتها الصحية. قد تكون هناك حالات طبية معينة تمنع استخدام هذا الجهاز، مثل بعض الحالات التي تتعلق بالأمراض القلبية أو الأوعية الدموية. لذا فإن استشارة الطبيب أمر بالغ الأهمية.
9. خلاصة
جهاز “إيمبلانون” هو وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل، لكنه لا يخلو من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة لبعض النساء. تختلف تجارب النساء في استخدامه، حيث تذكر بعضهن أنه ساعدهن في منع الحمل دون أي مشاكل، في حين أن أخريات قد واجهن مشاكل صحية مثل النزيف المستمر، والاكتئاب، وحب الشباب. لذا يجب أن يتم اختياره بناءً على التشخيص الطبي والحالة الصحية العامة للمستخدم.