مقال عن استخدام إيمبلانون (Implanon) كوسيلة لمنع الحمل:
إيمبلانون هو جهاز صغير بحجم عود الثقاب يُزرع تحت الجلد في الذراع، وهو من الوسائل الفعالة لمنع الحمل التي تستخدمها العديد من النساء حول العالم. يتميز هذا الجهاز بكونه يوفر حماية طويلة الأمد ضد الحمل، وقد أصبح خيارًا شائعًا بين النساء الباحثات عن وسيلة موثوقة لمنع الحمل. في هذا المقال، سنتناول استخدام إيمبلانون كوسيلة لمنع الحمل، استعراض ملاحظات المرضى حول فعاليته، تقييم تأثيراته، وتاريخ الموافقة عليه من قبل الهيئات الصحية.
1. ما هو إيمبلانون؟
إيمبلانون هو جهاز هرموني صغير يتم زراعته تحت الجلد في الذراع العلوي، ويعمل على إطلاق هرمون البروجستين بشكل مستمر لمنع الحمل. يحتوي الجهاز على هرمون يُفرز ببطء طوال فترة استخدامه التي قد تصل إلى ثلاث سنوات. يعمل الهرمون على منع الإباضة، وتغيير سمك مخاط عنق الرحم مما يمنع مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم، ويؤثر أيضًا على بطانة الرحم ليصعب حدوث الحمل في حال حدوث تخصيب.
2. كيفية استخدام إيمبلانون:
يتم زرع إيمبلانون في عيادة الطبيب أو في المستشفى، ويحتاج الأمر إلى بضع دقائق فقط تحت تأثير التخدير الموضعي. يتم إدخال الجهاز بسهولة عبر إبرة خاصة، ويتم زرعه تحت الجلد في الذراع العلوي. بعد الزرع، تبدأ فعالية الوسيلة في غضون 24 ساعة في حال كانت قد تم استخدامها في الأيام الأولى من الدورة الشهرية، أو بعد سبعة أيام إذا تم استخدامها في وقت آخر من الدورة.
3. تأثيرات إيمبلانون:
تعتبر إيمبلانون من الوسائل ذات الفعالية العالية في منع الحمل، حيث يُعتقد أن نسبة نجاحه تصل إلى حوالي 99.9%. ولكن كما هو الحال مع جميع وسائل منع الحمل، يمكن أن تظهر بعض التأثيرات الجانبية أو التغيرات التي تختلف من امرأة لأخرى.
تأثيرات إيجابية:
- فعالية عالية: يعتبر إيمبلانون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث لا يتطلب من المرأة اتخاذ إجراءات يومية أو شهرية، مما يقلل من احتمال حدوث الأخطاء البشرية.
- راحة وسهولة الاستخدام: بمجرد أن يتم زرع الجهاز، يمكن للمرأة أن تنسى أمره تمامًا لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
- تحسين الدورة الشهرية: لدى بعض النساء، يمكن أن يساعد إيمبلانون في تقليل الأعراض المرتبطة بالحيض مثل التقلصات المؤلمة أو الدورة الغزيرة.
تأثيرات سلبية:
- تغيرات في الوزن: من أبرز الآثار الجانبية التي أشارت إليها بعض النساء هو زيادة الوزن بشكل غير مرغوب فيه. قد يشعر البعض بالجوع المفرط، مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام وزيادة الوزن بشكل ملحوظ. يُقال إن هذا التأثير يحدث بسبب تأثير الهرمون على الشهية.
- نزيف غير منتظم: بعض النساء قد يواجهن نزيفًا غير منتظم أو بقعًا خلال الأشهر الأولى من استخدام إيمبلانون، وهو أمر مؤقت يختفي مع مرور الوقت. وفي بعض الحالات، قد تتوقف الدورة الشهرية تمامًا بعد عدة أشهر من الاستخدام.
- آلام في موقع الزرع: قد يعاني البعض من ألم أو تهيج في منطقة الزرع تحت الجلد، وقد تحتاج بعض النساء إلى إجراءات طبية لإزالة الجهاز في حال حدوث أي مضاعفات.
4. مراجعة من أحد المرضى:
فيما يتعلق بتجارب المستخدمين، نُشرت العديد من المراجعات حول فعالية إيمبلانون. وفقًا لإحدى المراجعات، “لقد استخدمت إيمبلانون منذ أغسطس 2015 ويجب أن أقول إنه يعمل بشكل جيد جدًا. في أول 2-3 أشهر لم يكن لدي دورة شهرية، ولكن كنت أعاني من التبقع مرتين في الأسبوع تقريبًا، وبعد ذلك اختفى هذا الأمر. أنا أحب هذه الوسيلة لمنع الحمل، لكن الشيء الوحيد الذي أكرهه هو أنها تجعلك تأكل بكميات كبيرة مما يؤدي إلى زيادة الوزن. لا أعلم إذا كان هذا يحدث مع الجميع، ولكن هذا ما مررت به. لقد جعلني أشعر بالجوع المفرط وزيادة في الوزن، ولكن بشكل عام، أحب هذه الوسيلة بشكل كبير.”
تقييم هذه المراجعة يبرز الفعالية العالية لإيمبلانون في منع الحمل ولكن يشير إلى تأثيرات جانبية متعلقة بالشهية وزيادة الوزن، وهو أمر يحتاج إلى الانتباه خاصة بالنسبة للنساء اللاتي لديهن حساسية تجاه تغيرات الوزن.
5. تاريخ الموافقة والانتشار:
تمت الموافقة على إيمبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 27 مارس 2017، حيث أصبح متاحًا للنساء في العديد من الدول كخيار فعال وآمن لمنع الحمل. يعتبر إيمبلانون خيارًا شائعًا لدى العديد من النساء اللواتي يفضلن وسائل منع الحمل طويلة المدى التي لا تتطلب تذكيرًا يوميًا أو شهريًا.
على الرغم من فاعليته العالية، فإن إيمبلانون لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسيًا، ولذلك يُنصح باستخدامه مع وسائل أخرى مثل الواقي الذكري في حال كان هناك خطر من انتقال العدوى.
6. عدد المرات التي يتم فيها وصف إيمبلانون:
وفقًا للبيانات المتاحة، يُوصف إيمبلانون عادةً في الحالات التي تبحث فيها النساء عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. غالبًا ما يُنصح به للنساء اللاتي يواجهن صعوبة في تذكر تناول الحبوب يوميًا أو اللواتي يبحثن عن حماية دائمة دون الحاجة إلى تدخل يومي.
تمت الإشارة إلى أن إيمبلانون قد تم وصفه حوالي أربع مرات في بعض الدراسات والمراجعات، مما يعكس انتشاره بين المرضى الذين يسعون لوسيلة موثوقة وطويلة الأمد.
7. التقييم العام:
بناءً على المراجعات والتجارب التي تمت مع إيمبلانون، يمكن القول أن هذه الوسيلة تعد واحدة من أفضل خيارات وسائل منع الحمل التي تتمتع بفعالية كبيرة وطويلة الأمد. ومع ذلك، قد يواجه بعض المستخدمين زيادة في الوزن أو تغييرات في الدورة الشهرية، وهو أمر يجب أن يتم التحدث عنه مع الطبيب المعالج قبل اتخاذ القرار باستخدامه. في المجمل، يبقى إيمبلانون خيارًا رائعًا للنساء اللواتي يفضلن وسيلة مريحة وفعالة لمنع الحمل، ويُعتبر أحد أبرز الخيارات المتاحة في هذا المجال.
من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام إيمبلانون للتأكد من أنه الخيار الأنسب بناءً على الاحتياجات الصحية والظروف الشخصية.