“إيلينور من أكويتين والملوك الأربعة” هو عنوان يشير إلى قصة امرأة غامضة ومؤثرة بشكل لا يصدق في التاريخ، إيلينور من أكويتين. كانت في قلب الثقافة الغنية والسياسة المتصارعة في القرن الثاني عشر، وقصتها تحمل بطولة وإثارة الروايات.
تعتبر إيلينور من أكثر النساء ثراءً في العصور الوسطى، حيث كانت ملكة فرنسا كزوجة لويس السابع، ورافقته في الحماسة والكوارث خلال الصليب الثاني. كانت مصدر إلهام للشعراء المعزفين، ولعبت دورًا كبيرًا في جعل “محاكم الحب” شائعة وفي تأسيس التقليد الفاتن للمحاكم في العصور الوسطى. بعد طلاقها من لويس، تزوجت هنري بلانتاجينيت الذي أصبح هنري الثاني ملكًا لإنجلترا. ساهمت مواردها وذكاؤها في مساعدة هنري على الفوز بالعرش، وشاركت في الصراع حول توماس بيكيت. بعد وفاة هنري، أدارت شؤون إمبراطورية أنجيف بحكمة جلبت لها ثقة الباباوات والملوك والأباطرة.
بعد أن كانت أولاً كابيتية ثم بلانتاجينية، كانت الملكة إيلينور الشخصية المركزية في الصراع المرير بين هاتين العائلتين على السيطرة على ممتلكاتهما القارية – صراع أثار الحماسة في كل الفترة: بعد وفاة هنري، تابع أبناؤها، ريتشارد قلب الأسد وجون “لاكلاند” (المشهور بميثاق المواثيق)، الصراع بشدة حتى نهاية القرن وحتى بعده.
ولكن الصراع الأسري في تلك الفترة لم يكن معزولًا، بل كان مصاحبًا لحركات أخرى: الثورة الفكرية، والصراع بين الكنيسة والدولة، وتجانس الأدب وغيره من الفنون، وصعود الثقافة الحضرية المميزة في المدن الكبرى. كانت إيلينور على اتصال وثيق بجميع هذه الحركات، ومرتبطة بجميع الشخصيات؛ فكانت تعرف كل مدينة من لندن وباريس إلى بيزنطة والقدس وروما.
قصة إيلينور الطويلة – أول سيرة ذاتية حديثة – التي كتبتها آمي كيلي، تجمع بين معلومات أكثر صدقًا عنها مما تم تجميعه من قبل، وتكشف عن في إيلينور عظمة رؤية، وذكاء، وحكمة سياسية تم تفويتها من قبل الذين تركزوا على غرائزها وخفة ظلها. كما تعيد الحياة إلى كل الفترة التي كانت إيلينور وأربعة ملوكها مشاركين بها بشكل وثيق ومؤثر.
تروي الآنسة كيلي قصة إيلينور الشيقة كما انتظرت طويلاً أن تروى – بحيوية وأسلوب وإحساس بجودة الحياة في تلك الأوقات، ومع ذلك بعناية دقيقة للحقائق التاريخية.