حبوب إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون: تأثيراتها الجانبية وفعّاليتها في منع الحمل
تعتبر حبوب منع الحمل التي تحتوي على مزيج من هرموني إيثينيل إسترديول (Ethinyl Estradiol) ونوريثيستيرون (Norethindrone) من أدوية تنظيم الحمل الأكثر استخدامًا بين النساء في مختلف أنحاء العالم. هذا المركب الهرموني يُصنف من فئة أدوية منع الحمل الهرمونية، ويعمل من خلال تثبيط الإباضة وتغيير سمك مخاط عنق الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة. وعلى الرغم من فعاليته العالية في الوقاية من الحمل، إلا أن هناك مجموعة من الآثار الجانبية التي قد تحدث مع بعض المستخدمين، وهو ما قد يؤثر على جودة الحياة الشخصية والصحية.
في هذا المقال، سنناقش فعالية هذا الدواء، و تأثيراته الجانبية التي تم الإبلاغ عنها من قبل المرضى، بالإضافة إلى معلومات أخرى مهمة حول تاريخ الموافقة على هذا العقار من قبل الهيئات الصحية المعترف بها.
آلية عمل إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون
تتكون حبوب إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون من مزيج من هرموني الإستروجين والبروجستيرون الصناعي. يقوم الإيثينيل إسترديول، وهو شكل صناعي من هرمون الإستروجين، بموازنة مستويات الهرمونات في الجسم، بينما يعمل نوريثيستيرون (وهو بروجستيرون صناعي) على تغيير بيئة الرحم وجعلها غير ملائمة لاستقبال البويضة المخصبة.
من خلال هذه الآلية، تقوم الحبوب بمنع الإباضة (عدم إطلاق بويضة من المبيض)، كما أنها تؤثر على التغيرات في مخاط عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية اختراقه، وبالتالي يمنع الحمل.
فعالية الدواء
تُعتبر حبوب إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية إذا تم استخدامها بشكل صحيح. معدل الفشل لهذه الحبوب في منع الحمل منخفض للغاية، حيث يصل إلى حوالي 0.3% في حال الاستخدام المثالي. ومع ذلك، يمكن أن يزيد هذا المعدل إذا تم نسيان تناول الحبوب أو إذا تم تناول أدوية أخرى تتداخل مع فعالية هذه الحبوب.
إن فعالية الدواء تعتمد بشكل كبير على الالتزام بالتعليمات الخاصة بالاستخدام. إذا تم تناول الحبوب يوميًا في نفس الوقت، فإنها توفر حماية قوية ضد الحمل غير المرغوب فيه.
تاريخ الموافقة
تمت الموافقة على حبوب إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تاريخ 9 مايو 2012. بعد ذلك، تم استخدامها على نطاق واسع كأداة فعالة وآمنة في مجال تنظيم الأسرة ومنع الحمل. وعلى الرغم من استخدامها الواسع في هذا السياق، إلا أن بعض المستخدمين قد أبلغوا عن آثار جانبية قد تكون مزعجة أو قد تؤثر على حياتهم اليومية.
تجربة المرضى: التأثيرات الجانبية وآراء المستخدمين
من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن استجابة كل شخص لهذا النوع من وسائل منع الحمل قد تكون مختلفة. بينما يعتبره العديد من النساء حلاً فعالاً وموثوقًا لمنع الحمل، إلا أن هناك من أبلغوا عن تأثيرات جانبية غير مريحة قد تؤثر على نوعية حياتهم.
أحد المراجعات التي تم نشرها من قبل مستخدمة للدواء عبر الإنترنت تشير إلى بعض التأثيرات الجانبية التي أثرت على حياتها بشكل كبير:
“لقد جربت العديد من وسائل منع الحمل على مر السنين وهذه الحبوب كان لها بعض التأثيرات الجانبية الغريبة. أصبحت بشرتي حساسة جدًا لأشعة الشمس وأصبحت أتعرض للحروق الشمسية بسهولة. ظننت أن الأمر يقتصر عليّ فقط حتى قرأت أن وسائل منع الحمل يمكن أن تجعل الجلد أكثر حساسية لأشعة الشمس. أيضًا، أصبت بغثيان شديد الآن. حتى ركوب السيارات أو التواجد في الألعاب المائية أو حتى الوقوف فجأة يؤدي إلى شعوري بالغثيان. لم أزد في الوزن، ولكنني أيضًا لا أستطيع أن أخسر الوزن رغم كل محاولاتي. وأخيرًا، أصبحت دائمًا قلقة. أخاف من كل شيء صغير، أجد صعوبة في النوم أحيانًا بسبب القلق المستمر، سواء كان عن الذهاب للعمل أو حتى القيام بالغسيل. أصبحت قلقة لدرجة أنني لا أستطيع التحمل بالقرب من أصدقائي أو زملائي أو عائلتي. لقد تغيرت شخصيتي بالكامل منذ أن بدأت في تناول هذه الحبوب.”
الآثار الجانبية المبلغ عنها تشمل:
-
حساسية الجلد لأشعة الشمس: هذا التفاعل ليس نادرًا، وقد يعاني بعض الأفراد من حروق الشمس بسهولة أكبر من المعتاد، وهو ما قد يكون مزعجًا في فصل الصيف أو في المناطق المشمسة.
-
الغثيان والدوار: بعض النساء قد يعانين من شعور بالغثيان عند تناول الحبوب، وقد يتفاقم هذا الشعور في حالات معينة مثل ركوب السيارات أو التواجد في الأماكن ذات الحركة السريعة.
-
القلق والتوتر: زيادة مستويات القلق قد تكون من الآثار الجانبية النفسية التي يعاني منها البعض. قد يتسبب هذا في تغييرات في سلوك الشخص وعلاقاته الاجتماعية.
-
صعوبة في فقدان الوزن: يواجه البعض صعوبة في فقدان الوزن على الرغم من محاولاتهم المتواصلة، مما قد يؤدي إلى إحباطات ومشاعر سلبية.
الآثار الجانبية المحتملة الأخرى
إلى جانب الأعراض التي تم الإشارة إليها من قبل المستخدمين، قد تشمل الآثار الجانبية الأخرى التي قد تواجهها بعض النساء عند استخدام حبوب إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون ما يلي:
- زيادة الوزن: قد يشهد البعض زيادة طفيفة في الوزن نتيجة احتباس السوائل.
- تغيرات في الدورة الشهرية: قد تحدث تغييرات في انتظام الدورة الشهرية، مثل النزيف بين الدورات الشهرية أو انقطاع الدورة بشكل مؤقت.
- ألم في الثدي: قد يعاني البعض من ألم أو حساسية في الثدي.
- صداع: يمكن أن تحدث نوبات من الصداع أو الشقيقة نتيجة لتأثيرات الهرمونات.
- تغيرات في المزاج: زيادة في مشاعر القلق أو الاكتئاب قد تكون آثارًا جانبية أخرى محتملة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
من المهم للغاية أن تتواصل المرأة مع الطبيب إذا لاحظت أي من الآثار الجانبية التالية:
- ألم في الصدر أو مشاكل في التنفس.
- تورم في الساقين أو ألم شديد في الأطراف.
- تغيرات حادة في الرؤية أو مشاكل في الرؤية.
- ألم شديد في البطن أو شعور بالغثيان الشديد.
التفاعلات الدوائية مع إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون
قد تؤثر بعض الأدوية الأخرى على فعالية حبوب إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون في منع الحمل. على سبيل المثال، قد تقلل بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية وأدوية الفطريات من فعالية هذه الحبوب. من المهم إخبار الطبيب عن أي أدوية أخرى يتم تناولها قبل البدء باستخدام هذه الحبوب.
خلاصة
حبوب إيثينيل إسترديول ونوريثيستيرون تمثل خيارًا فعالًا وموثوقًا لمنع الحمل، ولكنها قد تكون مصحوبة ببعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على بعض النساء. مثل أي دواء آخر، يمكن أن تختلف الاستجابة الشخصية له، ولهذا من المهم متابعة الحالة الصحية واستشارة الطبيب في حال حدوث أي تغييرات غير مرغوب فيها.
إذا كانت الحبوب تسبب مشاكل غير محتملة، من الأفضل مناقشة خيارات أخرى مع الطبيب لتحديد البديل الأنسب.