حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على إيثينيل إستراجول (Ethinyl Estradiol) ونورجستيمات (Norgestimate) تعد واحدة من أشهر وسائل منع الحمل المستخدمة في العديد من الدول حول العالم. يتم وصف هذا العلاج بشكل رئيسي للنساء اللواتي يرغبن في تجنب الحمل، كما قد تُستخدم أيضًا في تنظيم الدورة الشهرية وتحسين بعض الحالات الصحية المتعلقة بالجهاز التناسلي.
مكونات الدواء وآلية عمله
إيثينيل إستراجول هو شكل صناعي من هرمون الإستروجين الذي يعزز استقرار الدورة الشهرية ويمنع حدوث الإباضة. أما نورجستيمات، فهو نوع من البروجيستيرون الاصطناعي الذي يعمل على تقليل سمك بطانة الرحم، مما يقلل احتمالية نجاح الحمل في حال حدوث تخصيب. يعمل هذا التكوين المزدوج على منع إطلاق البويضة من المبيض (الإباضة)، وكذلك يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة إذا تم التخصيب. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل احتمالية حدوث الحيض الغزير.
استخدامات الدواء
الدواء يُستخدم بشكل رئيسي في منع الحمل، لكن له أيضًا استخدامات أخرى مرتبطة بتقليل الأعراض المرتبطة بالدورة الشهرية مثل الحيض المؤلم (الدورة الشهرية المؤلمة) وتنظيم النزيف غير المنتظم. ومن بين فوائده الأخرى:
- علاج حب الشباب لدى النساء اللواتي يعانين من هذه المشكلة.
- تقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض والرحم.
- تحسين صحة البشرة وتنظيم الدورة الشهرية بشكل عام.
التجارب الشخصية والتقييمات
من خلال مراجعات المرضى، يتبين أن الكثير من النساء اللواتي استخدمن هذا الدواء أبدين رضاهن عنه، إلا أن بعضهن أشرن إلى بعض التحديات المرتبطة بالاستخدام الطويل. إحدى المراجعات التي تم تلقيها من إحدى السيدات اللاتي استخدمن هذا الدواء لمدة سبع سنوات، تقول:
“كنت أستخدم هذه الحبوب لمدة 7 سنوات متواصلة. لم أواجه أي مشاكل مع الآثار الجانبية. لا تقلبات مزاجية، ولا غثيان، ولا اكتئاب، أو تغيرات في الشهية. كان الدافع الجنسي كما هو أو حتى أكثر قليلاً. كنت أتناول حبوب منع الحمل هذه وأحياناً كان وزني يختلف ولكن ذلك كان بسبب عادات غذائية غير صحية. بعد أن تحسنت عاداتي الغذائية ومارست الرياضة، تم فقدان الوزن. المشكلة الوحيدة التي واجهتها في نهاية فترة استخدامي لهذه الحبوب هي النزيف المفاجئ بين الدورات الشهرية، وكان أمراً مزعجاً. بعد أن توقفت عن تناول الحبوب لفترة وعُدت لاستخدامها بسبب وجود أكياس مبيضية، عاد النزيف المفاجئ مرة أخرى. أحياناً يكون خفيفًا لدرجة أنني لا ألاحظها، وفي أحيان أخرى يكون كثيفاً إلى درجة تشبه الدورة الشهرية الثانية.”
تقييم هذه المراجعة يعتبر إيجابيًا بشكل عام، حيث منحت هذه السيدة الدواء تقييمًا يعادل 8 من 10، وهو تقييم جيد للغاية، خاصة عندما نأخذ في الاعتبار أن النزيف المفاجئ بين الدورات هو أحد الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث مع العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية.
فعاليات الدواء وفعاليته
إيثينيل إستراجول ونورجستيمات يُعتبران من العلاجات الفعّالة في منع الحمل عند استخدامهما بشكل صحيح. وفقًا للإحصائيات، يتراوح معدل فعالية هذا الدواء بين 99% إلى 100% في الوقاية من الحمل، إذا تم تناوله بالطريقة الصحيحة وبالجرعة المقررة. من الجدير بالذكر أن فعالية الحبوب قد تتأثر بعدم الالتزام التام بالمواعيد أو عند نسيان تناول الجرعات.
العديد من الأطباء والمختصين يوصون باستخدام هذا النوع من وسائل منع الحمل كأداة فعّالة وآمنة في الوقاية من الحمل غير المرغوب فيه. ومن ضمن الأسباب التي تدفع الأطباء إلى تفضيل هذا الدواء هو مزيجه الفريد بين الإستروجين والبروجستين، حيث أنه يوفر فوائد تنظيم الدورة الشهرية وحماية المرأة من بعض المشكلات الصحية مثل تكيس المبايض.
تأثير الدواء على الجسم
على الرغم من الفعالية الكبيرة لهذا الدواء في منع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية، إلا أنه لا يخلو من الآثار الجانبية التي قد تواجه بعض النساء. هذه الآثار قد تختلف من امرأة لأخرى حسب الاستجابة الشخصية للجسم. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:
- النزيف المفاجئ بين الدورات الشهرية (كما أشار إليها بعض المرضى).
- الغثيان أو الصداع، خاصة في بداية فترة الاستخدام.
- تقلبات مزاجية، على الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون أقل شيوعًا مع هذا الدواء مقارنةً ببعض الحبوب الأخرى.
- زيادة أو نقصان في الوزن في حالات نادرة.
- مشاكل جلدية مثل زيادة حب الشباب أو تغيرات في لون الجلد.
تجدر الإشارة إلى أن معظم الآثار الجانبية، إذا كانت موجودة، تختفي تدريجيًا مع مرور الوقت أو بعد التكيف مع الدواء. أما في حالة استمرار أي من هذه الأعراض أو إذا كانت شديدة، فينصح بالتواصل مع الطبيب المعالج لإعادة تقييم العلاج.
تاريخ الموافقة والتوزيع
تمت الموافقة على هذا الدواء من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 28 أبريل 2015. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الدواء أحد الأدوية الموصى بها بشكل واسع من قبل الأطباء في معظم البلدان. حظي هذا المنتج بسمعة جيدة بفضل مزيج مكوناته الذي يوازن بين الفعالية والأمان النسبي في الاستخدام على المدى الطويل.
مدى شيوع الدواء
بناءً على البيانات المتاحة، يتم وصف حبوب إيثينيل إستراجول / نورجستيمات بمعدل 9 مرات تقريبًا لكل طبيب في الحالات التي تتطلب وسيلة فعّالة وآمنة لمنع الحمل. نظرًا لفعاليته وأمانه، يعتبر هذا الدواء أحد الخيارات الرئيسية التي يعتمد عليها الأطباء في علاج النساء اللواتي يسعين لتنظيم حملهن أو التعامل مع المشكلات المتعلقة بالدورة الشهرية.
خاتمة
يُعد دواء إيثينيل إستراجول / نورجستيمات خيارًا موثوقًا به للعديد من النساء الراغبات في تنظيم حملهن وتحقيق استقرار في دوراتهن الشهرية. وعلى الرغم من أن بعض الآثار الجانبية قد تكون مزعجة لبعض النساء، فإن الفوائد التي يقدمها هذا الدواء تفوق كثيرًا المخاطر المرتبطة به. كما يُنصح دائمًا بالمتابعة مع الطبيب المعالج في حال حدوث أي تغيرات غير متوقعة في الحالة الصحية أثناء استخدام هذا الدواء.
إذا كنتِ تفكرين في بدء استخدام هذا الدواء أو كان لديكِ أي استفسارات حوله، يُفضل أن تتحدثي مع طبيب مختص لتحديد ما إذا كان هذا الدواء مناسبًا لحالتك الشخصية.