يعد إيتونوجيستريل (Etonogestrel) أحد الأدوية التي تستخدم بشكل شائع كوسيلة لمنع الحمل، حيث يتوفر بشكل رئيسي في جهاز منع الحمل تحت الجلد المعروف باسم “نكسبلانون” (Nexplanon). هذا الدواء ينتمي إلى فئة من وسائل منع الحمل الهرمونية التي تفرز مادة فعالة ببطء في الجسم وتعمل على منع الحمل عن طريق تثبيط عملية الإباضة، بالإضافة إلى زيادة لزوجة مخاط عنق الرحم مما يصعب مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.
استخدام إيتونوجيستريل في منع الحمل
يعد جهاز “نكسبلانون” (الذي يحتوي على إيتونوجيستريل) من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث يتم زرعه تحت الجلد في الذراع، ويستمر عمله من 3 إلى 5 سنوات حسب الحاجة. يعد من الحلول طويلة الأمد التي لا تتطلب تذكر الجرعات اليومية كما هو الحال مع حبوب منع الحمل التقليدية. يتمتع جهاز “نكسبلانون” بمعدل فشل منخفض للغاية في منع الحمل، حيث يُقدر بنسبة 0.05% في السنة، مما يجعله من أكثر الوسائل أمانًا وفعالية.
موافقة إدارة الغذاء والدواء
تمت الموافقة على جهاز “نكسبلانون” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 31 أكتوبر 2016. ومنذ ذلك الحين، أصبح خيارًا شائعًا لدى العديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل دون الحاجة للتذكر المستمر للجرعات اليومية.
تقييم الفعالية من خلال تجارب المرضى
مثل أي دواء أو علاج، تختلف تجارب المرضى مع إيتونوجيستريل من شخص لآخر. وفقًا لتجربة إحدى المستخدمات، التي تشارك تجربتها الشخصية عبر الإنترنت، كانت بداية استخدامها لجهاز “نكسبلانون” إيجابية للغاية. تقول المريضة إن جهاز “نكسبلانون” ساعد في تقليل النزيف الحاد الذي كانت تعاني منه بسبب فقدان الدم المفرط الناجم عن الدورة الشهرية. هذه الحالة كانت قد تسببت لها في فقر الدم الحاد، ما أدى إلى دخولها المستشفى في وقت سابق، وكانت تستخدم حبوب منع الحمل في ذلك الوقت لكنها كانت تنسى تناولها باستمرار مما أدى إلى حدوث حمل غير مرغوب فيه، وبالتالي أجهضت الحمل، وهو ما تسبب في فقر الدم.
لكن بعد مرور فترة من الزمن، بدأت المريضة في مواجهة بعض الآثار الجانبية السلبية لجهاز “نكسبلانون”. من بين هذه الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها زيادة الوزن بشكل ملحوظ، حيث سجلت زيادة قدرها 20 كيلوجرامًا. كما أضافت المريضة أنها عانت من آلام حادة في منطقة البطن، بما في ذلك مكان زرع الجهاز تحت الجلد. بالإضافة إلى ذلك، فقدت الرغبة الجنسية بشكل كبير، ما أثر سلبًا على علاقتها العاطفية مع شريكها، مما تسبب في تقلبات مزاجية قوية وألم دائم في رأسها وشعور بالغثيان المستمر.
تقييم الفعالية والتجربة الشخصية
فيما يتعلق بتقييم فعالية إيتونوجيستريل كوسيلة لمنع الحمل، تشير المريضة إلى أن الجهاز كان في البداية مفيدًا للغاية في تقليل النزيف الحاد الذي كانت تعاني منه. ومع ذلك، لم يكن تأثيره على منع الحمل هو المشكلة الوحيدة التي واجهتها، بل إن الآثار الجانبية المترتبة على استخدامه كانت أكثر تأثيرًا على حياتها اليومية. وبالنسبة لتقييمها الشخصي للفعالية، فقد منحت جهاز “نكسبلانون” تقييمًا قدره 6 من 10، حيث رأت أن فعاليته في منع الحمل لا جدال فيها، لكن الآثار الجانبية التي ظهرت مع مرور الوقت أثرت بشكل سلبي على تجربتها الشخصية.
الآثار الجانبية
تتراوح الآثار الجانبية لجهاز “نكسبلانون” من خفيفة إلى شديدة، وتعتمد على استجابة الجسم لكل مكون من مكونات الجهاز. من أبرز الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها:
- زيادة الوزن: تشير التقارير إلى أن العديد من النساء يعانين من زيادة الوزن بعد استخدام جهاز “نكسبلانون”.
- الألم في البطن والموقع المزروع: بعض النساء قد يشعرن بألم في مكان زرع الجهاز تحت الجلد أو في منطقة البطن بشكل عام.
- نقص الرغبة الجنسية: كما أظهرت تجارب بعض النساء، قد يؤدي جهاز “نكسبلانون” إلى انخفاض الرغبة الجنسية، مما قد يؤثر على الحياة الجنسية والعلاقات الشخصية.
- التقلبات المزاجية والصداع: قد تواجه بعض النساء تقلبات مزاجية شديدة، بما في ذلك القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى الصداع المستمر والغثيان.
- الحيض غير المنتظم: قد تتسبب بعض وسائل منع الحمل الهرمونية مثل “نكسبلانون” في اضطرابات الدورة الشهرية، مثل النزيف الخفيف أو الانقطاع التام للدورة الشهرية.
عدد مرات الوصف والانتشار في السوق
تجدر الإشارة إلى أن جهاز “نكسبلانون” قد تم وصفه بشكل متكرر في العديد من الدول حول العالم. وفقًا للبيانات المتوفرة، تم وصف الجهاز حوالي 7 مرات من قبل الأطباء، حيث يعتبره العديد من الأطباء خيارًا مفضلًا للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة موثوقة وطويلة الأمد لمنع الحمل.
الفوائد والعيوب
من الفوائد الأساسية لجهاز “نكسبلانون” هو فعاليته العالية في منع الحمل، بالإضافة إلى راحة الاستخدام مقارنة بالوسائل الأخرى التي تتطلب التذكر المستمر مثل الحبوب. كما أنه يوفر وسيلة منع حمل لفترة طويلة تمتد إلى 3-5 سنوات.
ولكن من العيوب الرئيسية هي الآثار الجانبية المحتملة مثل زيادة الوزن، انخفاض الرغبة الجنسية، وألم في البطن. وبالنسبة لبعض النساء، قد تؤثر هذه الآثار الجانبية على جودة حياتهن اليومية والعلاقات الشخصية، مما يسبب ترددًا بشأن الاستمرار في استخدامه.
الخلاصة
يعد جهاز “نكسبلانون” وسيلة فعالة وموثوقة لمنع الحمل للعديد من النساء، لكنه ليس خاليًا من الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض المستخدمات. من المهم أن تتم مناقشة كافة الفوائد والعيوب مع الطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار باستخدامه، لضمان أنه الخيار الأنسب لكل امرأة بناءً على حالتها الصحية وظروفها الشخصية.
إذا كانت المريضة تواجه بعض الآثار الجانبية السلبية، مثلما حدث في التجربة المشار إليها، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان يجب إزالة الجهاز أو إيجاد بدائل أخرى قد تكون أكثر ملاءمة للحالة الصحية.