إيتونوجيستريل لمنع الحمل

الدواء: إيتونوجيستريل (إيمبلانون) واستخدامه في منع الحمل

يعتبر إيتونوجيستريل، الذي يُستخدم في جهاز “إيمبلانون” (Nexplanon)، واحدًا من الخيارات الحديثة والفعّالة لمنع الحمل. هذا الدواء هو شكل من أشكال وسائل منع الحمل طويلة الأمد، والذي يتم زراعته تحت الجلد. ويعمل على إفراز هرمون البروجستين، الذي يساعد في منع الحمل من خلال تقليل احتمالية الإباضة، وزيادة كثافة المخاط في عنق الرحم، مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.

في هذا المقال، سوف نتناول تأثير إيتونوجيستريل على الجسم والنتائج المستخلصة من تجارب المرضى، وكذلك الفوائد والمخاطر المرتبطة باستخدامه.

الموافقة والاعتماد:

تمت الموافقة على جهاز “إيمبلانون” الذي يحتوي على إيتونوجيستريل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 4 يونيو 2015. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الجهاز خيارًا شائعًا للنساء اللاتي يبحثن عن طريقة فعّالة وطويلة المدى لمنع الحمل. يتميز “إيمبلانون” بأنه لا يحتاج إلى تناول يومي أو مستمر من قبل المستخدم، مما يجعله خيارًا مريحًا للكثير من النساء.

آلية عمل إيتونوجيستريل:

يُزرع جهاز إيمبلانون تحت الجلد في الذراع العلوي، حيث يفرز الهرمون إيتونوجيستريل بشكل مستمر. هذا الهرمون يساهم في:

1. منع الإباضة: حيث يمنع الجسم من إطلاق البويضة من المبيض.
2. زيادة سمك المخاط في عنق الرحم: مما يصعب على الحيوانات المنوية المرور عبره للوصول إلى البويضة.
3. تغيير بيئة الرحم: مما يجعل من الصعب على البويضة الملقحة الانغراس في الرحم.

تستمر فعالية هذا الجهاز في منع الحمل لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، مما يجعله من الخيارات المريحة للنساء اللاتي لا يرغبن في القلق بشأن وسائل منع الحمل بشكل دوري.

تجربة المرضى:

من أهم الجوانب التي يجب مراعاتها عند استخدام إيتونوجيستريل هو كيفية تفاعل الجسم مع هذا النوع من وسائل منع الحمل. تجربة إحدى المرضى الذي استخدم جهاز “إيمبلانون” لمدة عام تُظهر بعض الجوانب السلبية التي قد يعاني منها البعض. تقول إحدى المستخدمات: “لقد استخدمت جهاز إيمبلانون لمدة عام، وهو فعّال في منع الحمل، ولكن كانت لدي مشاكل كثيرة. لم أعد أحصل على دورة شهرية منتظمة، وأحيانًا كانت تأتي دورة بعد شهرين. كما أنني عانيت من تقلبات مزاجية شديدة، من الضحك إلى البكاء، وفي بعض الأحيان كنت أشعر بالاكتئاب”.

رغم هذه التجربة الشخصية التي تضمنت بعض المشاكل المزاجية وعدم انتظام الدورة الشهرية، إلا أن الفعالية في منع الحمل لا شك فيها، مما يعطي الدواء تصنيفًا جيدًا من حيث التأثير على منع الحمل.

تقييم الفعالية:

فيما يتعلق بتقييم فعالية إيتونوجيستريل في منع الحمل، فقد حصل الجهاز على تصنيف 5 من 10 بناءً على تجربة هذه المريضة. يعتبر هذا التصنيف متوسطًا، إذ أن فعالية جهاز إيمبلانون في منع الحمل تعتبر عالية جدًا عادةً، حيث أنه يقدم حماية بنسبة تصل إلى 99% ضد الحمل عند استخدامه بشكل صحيح.

الآثار الجانبية:

إيتونوجيستريل، مثل أي وسيلة منع حمل هرمونية، قد يسبب مجموعة من الآثار الجانبية، تتفاوت من شخص لآخر. من أبرز الآثار الجانبية التي قد يلاحظها المستخدمون:

1. عدم انتظام الدورة الشهرية: وهو أحد أكثر الأعراض شيوعًا. قد تتوقف الدورة الشهرية تمامًا، أو قد تحدث نزيف غير منتظم أو نزيف طفيف.
2. تقلبات المزاج: كما ذكرت المريضة في تجربتها، يمكن أن يسبب إيتونوجيستريل تغيرات عاطفية ملحوظة، مثل الاكتئاب أو الاكتئاب الطفيف.
3. زيادة الوزن: قد تلاحظ بعض النساء زيادة في الوزن نتيجة لتأثيرات هرمونية على الجسم.
4. صداع وغثيان: يمكن أن يصاب بعض المستخدمين بالصداع أو الغثيان نتيجة لتغيرات هرمونية.
5. التعب العام: يمكن أن يشعر البعض بزيادة في التعب أو الخمول.

من المهم أن يتم التواصل مع الطبيب عند حدوث أي من هذه الآثار الجانبية، حيث قد يكون بالإمكان تعديل الجرعة أو البحث عن وسائل أخرى أكثر توافقًا مع الحالة الصحية للمريضة.

المزايا والعيوب:

المزايا:

1. فعالية عالية: يعد جهاز إيمبلانون واحدًا من أكثر الوسائل فعالية في منع الحمل، حيث تصل فعاليته إلى 99% عند استخدامه بشكل صحيح.
2. مريح وطويل الأمد: يتميز بكونه وسيلة منع حمل طويلة الأمد تدوم لثلاث سنوات، دون الحاجة إلى التذكر اليومي.
3. يعود الجسم إلى حالته الطبيعية سريعًا: بمجرد إزالة الجهاز، يعود الجسم إلى القدرة على الحمل بسرعة، دون التأثير على الخصوبة بشكل دائم.

العيوب:

1. عدم انتظام الدورة الشهرية: كما تم ذكره، قد يتسبب الجهاز في تغييرات ملحوظة في الدورة الشهرية.
2. آثار جانبية هرمونية: يمكن أن يسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة مثل التقلبات المزاجية وزيادة الوزن.
3. التكلفة: قد يكون جهاز إيمبلانون أكثر تكلفة مقارنة ببعض وسائل منع الحمل الأخرى مثل الحبوب أو الواقيات الذكرية.

عدد المرات التي يتم فيها وصف الدواء:

وفقًا للبيانات المتاحة، يُصرف جهاز إيمبلانون عادةً مرتين في العام، ولكن في حالة عدم حدوث أي مشاكل صحية أو مضاعفات، يمكن استخدامه لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. بعد هذه الفترة، يجب استبداله بجهاز جديد للحفاظ على فعاليته.

الخلاصة:

إيتونوجيستريل (إيمبلانون) هو خيار فعّال لمنع الحمل طويل الأمد، يتميز بفاعلية تصل إلى 99% عند الاستخدام السليم. ومع ذلك، قد يواجه بعض المستخدمين مشاكل في انتظام الدورة الشهرية، بالإضافة إلى تقلبات المزاج والآثار الجانبية الأخرى. من المهم أن تتشاور النساء مع أطبائهن قبل اتخاذ قرار استخدام هذا الجهاز لضمان أنه الخيار الأنسب وفقًا لحالتهن الصحية واحتياجاتهن.

لا يُعتبر جهاز إيمبلانون مناسبًا للجميع، لذا ينبغي على كل امرأة أن تناقش مع طبيبها المنافع والمخاطر المحتملة قبل اتخاذ القرار بشأن استخدامه.