“إنهاء حروب أوروبا: البحث المتواصل عن السلام والأمن”، كتاب من تأليف جوناثان دين، خبير معترف به في قضايا الأمن الأوروبية، يقوم فيه بتقييم آفاق السلام في أوروبا كحالة اختبار للأمن العالمي. يحلل دين الصراعات الحالية والمحتملة في أوروبا ويقيم أداء المؤسسات الأمنية متعددة الأطراف النشطة في أوروبا – منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا (المؤتمر على الأمن والتعاون في أوروبا)، والاتحاد الأوروبي الغربي (الاتحاد الأوروبي الغربي)، والأمم المتحدة نفسها – في التعامل مع هذه التحديات. يقدم مجموعة واسعة من المقترحات الابتكارية للتعامل مع مخاطر الأسلحة النووية المستمرة في روسيا، ولجمع الناتو والاتحاد الأوروبي الغربي والمؤتمر على الأمن والتعاون في أوروبا معًا في منظمة أمنية أوروبية فعّالة ولتهدئة الكراهية العرقية التي أدت بالفعل إلى خمس حروب دموية على الأقل.
يتتبع “إنهاء حروب أوروبا” مسار التغير المثير في أوروبا – البيريسترويكا، وتحرير شرق أوروبا، وانهيار الاتحاد السوفيتي – ليكشف عن جذور المشاكل الحالية. يظهر الكاتب كيف أن هذه التطورات الإيجابية جلبت أيضًا تهديدات حقيقية أو محتملة لأمن أوروبا: المواجهة الروسية مع أوكرانيا؛ عدم اليقين المحيط بالتدخل العسكري الروسي في الجمهوريات المجاورة؛ إمكانية أن يفقد أسلحة روسيا النووية السيطرة؛ تحركات سكانية هائلة تشعل العنصرية والتعصب في أوروبا الغربية؛ الصراعات العرقية المأساوية والمعانية في يوغوسلافيا السابقة والدول المحاذية لروسيا؛ ألمانيا الناشطة مرة أخرى؛ والتصادم المتزايد مع الإسلام المتطرف.
يصف دين العديد من القيود العسكرية والإجراءات التعاونية للوقاية من النزاعات، والتغييرات التنظيمية التي جعلت المؤسسات الأمنية الأوروبية وتدابير بناء الثقة وتقييد الأسلحة التي تستند إليها الأكثر شمولية وطموحًا في تاريخ مسجل. ويظهر لماذا تعاملت هذه المؤسسات بشكل غير كاف مع حروب أوروبا الناشئة، خاصة في يوغوسلافيا السابقة، وكيف يمكن تحسينها بشكل جذري. ويختتم دين أن مهمة بناء نظام أمني أوروبي فعّال لم تكتمل إلا نصفيًا. يمكن أن يتجه النظام الحالي إما نحو مزيد من السيطرة على النزاع أو نحو انهيار بطيء وإعادة التأمين وتوسيع القوات المسلحة للدول الأوروبية الفردية. وسيكون لأي من النتائج هذه تأثير حاسم على مستقبل الأمم المتحدة والأمن العالمي.