يحمل كتاب “إلى الشاطئ الآخر” (To the Other Shore) قصة مجموعة صغيرة ولكنها مؤثرة من المثقفين اليهود الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة من الإمبراطورية الروسية بين عامي 1881 وأوائل عشرينيات القرن العشرين، وهي الفترة التي تعرف بـ”الهجرة الجماعية”. كانت هذه المجموعة الرائدة من المثقفين اليهود، التي نشأت في الغالب في منازل أرثوذكسية، قد تخلت عن هويتها اليهودية وامتصت النظريات السياسية الراديكالية التي كانت تتداول في روسيا في القرن التاسع عشر، وجلبت تلك النظريات معها إلى أمريكا.
عندما أصبحوا قادة في الحركة العمالية في الولايات المتحدة وكتبوا للصحافة الراديكالية باللغة اليديشية والروسية والإنجليزية، احتفظوا عمومًا بالهوية الثقافية الروسية العلمانية التي تبنوها في وطنهم، إلى جانب التزامهم بالنظريات الاشتراكية. تشمل هذه المجموعة أشخاصًا بارزين مثل أبراهام كاهان، الذي كان لفترة طويلة محررًا لجريدة “ذا جيويش ديلي فوروارد” وأحد أكثر اليهود تأثيرًا في أمريكا خلال النصف الأول من القرن العشرين؛ وموريس هيلكويت، أحد الشخصيات المؤسسة للحركة الاشتراكية الأمريكية؛ ومايكل زاميتكين وزوجته أديللا كين، اللذان كانا صحفيين ونشطاء عماليين في العقود الأولى من هذا القرن؛ وحاييم زيتلوفسكي، أحد أهم الكتاب باللغة اليديشية في العصر الحديث.
هؤلاء المهاجرون كانوا جزءًا من جيل المثقفين اليهود الذي سبق مجموعة المثقفين النيويوركيين المعروفة في أواخر عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وهي المجموعة التي وثقها إيرفينغ هاو في كتابه “عالم آبائنا”. في كتاب “إلى الشاطئ الآخر”، يقدم ستيفن كاسيدي صورة واسعة ومتوازنة للمثقفين اليهود المهاجرين في أمريكا والمذاهب الثقافية والسياسية الروسية التي ألهمتهم.
تم نشر الكتاب في الأصل عام 1997، ويعد جزءًا من مكتبة برينستون التراثية (Princeton Legacy Library) التي تستخدم أحدث تقنيات الطباعة عند الطلب لإعادة توفير الكتب التي كانت قد نفدت طبعاتها من قائمة دار نشر جامعة برينستون المتميزة. هذه الإصدارات تحافظ على النصوص الأصلية لهذه الكتب الهامة مع تقديمها في طبعات متينة من الغلاف الورقي والغلاف الصلب. تهدف مكتبة برينستون التراثية إلى زيادة الوصول إلى التراث العلمي الغني الموجود في آلاف الكتب التي نشرتها جامعة برينستون منذ تأسيسها عام 1905.
هذا الكتاب ينتمي إلى فئة العلوم الاجتماعية والدراسات الإثنية العامة، ونشرته دار نشر جامعة برينستون في شهر مايو عام 1997. يقدم ستيفن كاسيدي من خلال هذا العمل نظرة عميقة إلى عقول وتجارب تلك المجموعة المؤثرة من المثقفين اليهود الذين ساهموا بشكل كبير في تشكيل الحياة الثقافية والسياسية في الولايات المتحدة في بدايات القرن العشرين، مع التركيز على تأثيرات البيئة الروسية السياسية والثقافية التي هاجروا منها.