عنوان الكتاب: “إعطاء الحب الذي يشفي”
المؤلفان: هارفيل هندريكس و هيلين هانت
الناشر: أترِيا
تاريخ النشر: أغسطس 1998
يُعدُّ كتاب “إعطاء الحب الذي يشفي” للمؤلفين هارفيل هندريكس وهيلين هانت دراسة متعمقة في مجال العلاقات الأسرية والتربية، حيث يعرض رؤى جديدة ومبتكرة حول كيفية تطوير العلاقات العائلية من خلال فهم أعماق النفس البشرية وتجارب الطفولة. يأتي هذا الكتاب كإضافة قوية إلى مكتبة الأعمال النفسية والتربوية التي تناولها هارفيل هندريكس في كتبه السابقة مثل “الحصول على الحب الذي تريده” و”الحفاظ على الحب الذي تجده”، مقدماً بذلك أساساً متيناً لفهم كيفية معالجة القضايا النفسية التي تؤثر على العلاقة بين الوالدين وأطفالهم.
محتوى الكتاب ورؤاه:
ينطلق الكتاب من فكرة أساسية مفادها أن الأبوين يمكنهم تحقيق تحول شخصي عميق من خلال معالجة القضايا العاطفية التي نشأوا عليها في طفولتهم. يركز الكتاب على كيفية تحقيق علاقة صحية وواعية مع الأطفال، وذلك من خلال استكشاف الجوانب النفسية العميقة التي تشكل شخصية كل من الوالدين والطفل. يقدم المؤلفان عدة مفاهيم رئيسية تدور حول كيفية تحسين العلاقة بين الوالدين وأطفالهم، وهذه المفاهيم تشمل:
-
الإيماغو (Imago):
هذا المفهوم يشير إلى الشريك الخيالي الذي يقوم العقل اللاواعي ببنائه بناءً على الأشخاص الذين أحبهم الطفل في طفولته. هذا الإيماغو يوجه البحث عن شريك الحياة في المستقبل. من خلال فهم هذا المفهوم، يمكن للآباء التعرف على كيفية تأثير تجاربهم العاطفية المبكرة على تفاعلاتهم مع أطفالهم. -
الآباء المبالغون والمقللون (Maximizer and Minimizer Parents):
يتناول الكتاب أنماط الدفاع التي يستخدمها الوالدان والتي تؤثر على كيفية تفاعلهم مع أطفالهم. الآباء المبالغون والمقللون لديهم طرق مختلفة في التعبير عن مشاعرهم وإدارة المشكلات، مما يؤثر بشكل كبير على الطريقة التي يشكلون بها العلاقة مع أبنائهم. -
عملية التربية (Parenting Process):
يشير الكتاب إلى أهمية إنهاء “دورة الأذى” التي تتمثل في نقل الأذى الذي تعرض له الآباء في طفولتهم إلى أبنائهم. من خلال إدراك كيفية تأثير هذه الدورة على التربية، يمكن للآباء تطوير أساليب تربوية تساهم في تنشئة أطفالهم بطريقة صحية وإيجابية. -
الأمان والدعم والبنية (Safety, Support, and Structure):
يناقش الكتاب كيفية تلبية احتياجات الأطفال الحقيقية من خلال توفير الأمان والدعم والبنية في حياتهم. يوضح كيف أن هذه العناصر أساسية في نمو الطفل العاطفي والاجتماعي، ويقدم استراتيجيات عملية لتحقيقها في الحياة اليومية. -
نموذج البلوغ (Modeling Adulthood):
يشدد الكتاب على أهمية أن يكون الآباء نموذجاً للبلوغ والشفاء الذاتي لأطفالهم. من خلال عرض نموذجي للشفاء والنضج العاطفي، يمكن للآباء تعليم أطفالهم كيفية التعامل مع مشاعرهم والتفاعل مع العالم بطريقة صحية.
الأسلوب والنهج:
يعتمد الكتاب على أسلوب تحليلي وموجه عملي، مما يجعله مرجعاً قيماً للأهل الذين يسعون إلى تحسين علاقاتهم بأطفالهم. يتميز بأسلوبه البسيط والواضح، مما يسهل فهم المفاهيم النفسية العميقة وتطبيقها في الحياة اليومية. كما يقدم مجموعة من الأساليب العملية والنصائح التي يمكن للآباء استخدامها لتحسين نوعية حياتهم العائلية.
أهمية الكتاب:
يُعتبر “إعطاء الحب الذي يشفي” عملاً رائداً في مجال التربية وعلم النفس العائلي، حيث يقدم رؤى جديدة حول كيفية تعزيز العلاقات الأسرية من خلال فهم أعمق للذات ولتجارب الطفولة. يُعد الكتاب دليلاً مهماً للآباء الذين يسعون إلى تحسين جودة تربيتهم وتعزيز العلاقات العاطفية مع أطفالهم، مما يجعله إضافة قيمة للمكتبة الشخصية لأي شخص مهتم بعلم النفس والتربية.
من خلال تناول موضوعات أساسية تتعلق بالنمو العاطفي والعلاقات الأسرية، يسعى الكتاب إلى تمكين الآباء من تحقيق تحول إيجابي في حياتهم وحياة أطفالهم، مما يجعل منه مرجعاً مفيداً وملهماً لكل من يسعى لتحقيق علاقات أسرية صحية ومتناغمة.