“إعادة التفكير في أمريكا: خطة جديدة من المبتكرين الأمريكيين”، هو عنوان يجسد رؤية مميزة للكاتب سميث هدريك، الذي يقدم لنا من خلاله رؤية شاملة لمواجهة أمريكا لمنافسيها الرئيسيين في الساحة العالمية. يقوم سميث بتحليل كيف أثرت المنافسة العالمية بشكل جذري على طريقة عمل الناس، وما الذي يحتاجه الأفراد في المدارس، وطبيعة السلطة وعلاقات الأفراد في محيط عملهم.
من خلال سرد قصص ملهمة بشكل لا يضاهى، يكشف الكاتب عما يحدث داخل الفصول الدراسية في المدارس الابتدائية والثانوية، وداخل الشركات الكبيرة والصغيرة في الاقتصادات الرأسمالية الثلاث الرئيسية. كما يبرز كيفية تأثير ذلك على مستقبلنا، ولماذا الحاجة الأكبر اليوم هي لتغيير النهج الفكري.
في صور توضيحية مميزة، يقارن الكاتب كيفية تفكير الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين في شركات عملاقة مثل جنرال موتورز وبوينغ وموتورولا، بتلك الرؤساء التنفيذيين في شركات ألمانية مثل دايملر بنز وديوتشه بنك، أو في شركات يابانية مثل تويوتا أو ميتسوبيشي. كما يكشف عن الفروقات في اتخاذ القرارات وممارسة السلطة في قاعات مجالس الإدارة في أمريكا وألمانيا واليابان.
ويبين لنا الكاتب ماذا يعتقد ويفعل العمال في هذه الاقتصادات المتنافسة وكيف تحولت حياة العمال في شركات مثل فورد وموتورولا عندما بدأت الإدارة في إعادة التفكير في نهجها.
التعليم هو حيث تبدأ المنافسة. يقارن سميث بين ما يؤكد عليه معلمو المدارس الابتدائية الأمريكية، مقارنة بالمهارات والقيم المعلمة في أماكن أخرى. كما يظهر كيف يتعاون رجال الأعمال في ألمانيا واليابان مع التربويين في إعداد برامج لتأهيل “الأطفال الوسطى” – أي الطلاب الثانويين المتوسطين – لمسارات مهنية متينة، وكيف تقوم المجتمعات الأمريكية المبتكرة بتطوير استراتيجيات مماثلة.
هذا الكتاب، الذي نشرته دار Random House في مايو عام 1995، يقدم للقارئ رؤية محدّثة وملهمة لتحديات العصر وكيفية مواجهتها بشكل فعّال، مما يجعله ضروريًا لكل من يرغب في فهم تطورات الاقتصاد العالمي وتأثيرها على القوى العاملة ونظام التعليم في أمريكا وخارجها.