كيف أزيل تشققات البطن بعد الولادة: دليل شامل لعلاج علامات التمدد الجلدية

تُعد تشققات البطن من أكثر التغيرات الجلدية شيوعاً بعد الحمل والولادة، حيث تُصاب بها نسبة كبيرة من النساء نتيجة التغيرات السريعة في حجم البطن وتمدد الجلد المصاحب لنمو الجنين. هذه التشققات، التي تُعرف أيضاً بعلامات التمدد (Stretch Marks)، قد تظهر بألوان مختلفة تتراوح بين الزهري والبنفسجي، وتتحول مع الوقت إلى اللون الأبيض أو الفضي. وبالرغم من أنها لا تُسبب ألماً جسدياً، إلا أنها قد تكون مصدر قلق جمالي ونفسي للكثير من النساء، خصوصاً عند التأثير على ثقة المرأة بنفسها بعد الولادة.

يتناول هذا المقال بالتفصيل الأسباب العلمية وراء تشققات البطن، أنواعها، العوامل التي تزيد من شدتها، أبرز العلاجات الطبية والطبيعية المتاحة، إلى جانب توصيات مدعومة بالأبحاث والنتائج السريرية، مما يجعله دليلاً متكاملاً لكل امرأة تبحث عن حل فعّال للتخلص من هذه العلامات واستعادة مرونة وجمال بشرتها.

أولاً: الأسباب العلمية لظهور تشققات البطن بعد الولادة

تشققات البطن تحدث بسبب تمدد الجلد بسرعة تفوق قدرته الطبيعية على التمدد، مما يؤدي إلى تمزق الألياف الكولاجينية والإيلاستين في طبقات الجلد العميقة، وخصوصاً طبقة الأدمة (Dermis). عند حدوث هذا التمزق، تتكون خطوط طولية أو عرضية تُعرف بالتشققات.

العوامل المؤثرة في ظهور التشققات:

• زيادة الوزن السريعة أثناء الحمل

• العوامل الوراثية

• نقص في إنتاج الكولاجين والإيلاستين

• جفاف الجلد المزمن

• العمر (النساء الأصغر سناً أكثر عرضة لعلامات التمدد)

ثانياً: الأنواع المختلفة لتشققات البطن

تتشكل تشققات الحمل في مراحل مختلفة وتختلف ألوانها تبعاً لمرحلة الشفاء:

تُظهر الأبحاث أن التدخل المبكر خلال المرحلة الأولى يكون أكثر فعالية في تخفيف مظهر هذه التشققات ومنع تحولها إلى الشكل الدائم والأبيض.

ثالثاً: العلاجات الطبية المتوفرة

1. العلاج بالليزر (Laser Therapy)

يُعد الليزر من أكثر العلاجات فعالية لتقليل مظهر التشققات. تعتمد هذه التقنية على تحفيز إنتاج الكولاجين داخل الجلد.

• أنواع الليزر المستخدمة:

  • ليزر فراكشنال CO2

  • ليزر PDL (Pulsed Dye Laser)

تشير دراسة نشرت في Dermatologic Surgery Journal إلى أن جلسات الليزر الفراكشنال تحسّن مظهر التشققات بنسبة تتراوح بين 40% إلى 60% بعد عدة جلسات.

2. التقشير الكيميائي (Chemical Peels)

يتم استخدام أحماض قوية مثل حمض الجليكوليك (Glycolic Acid) لتحفيز تجديد الجلد. التقشير يحفز إنتاج خلايا جديدة ويُقلل من شدة العلامات.

3. الميكرونيدلينغ (Microneedling)

عبارة عن تقنية تستخدم إبر دقيقة تُحدث جروحاً صغيرة لتحفيز استجابة التئام الجلد، مما يؤدي إلى زيادة في إنتاج الكولاجين.

أثبتت التجارب السريرية أن جلسات الميكرونيدلينغ المنتظمة تُحسن ملمس الجلد وتُقلل من مظهر التشققات بنسبة تصل إلى 70%.

4. الكريمات الطبية الموصوفة

• تريتينوين (Tretinoin): ينتمي إلى مشتقات فيتامين A ويعمل على تجديد الخلايا.

• حمض الهيالورونيك: يزيد من ترطيب ومرونة الجلد.

• الكورتيكوستيرويدات الموضعية: تُقلل من الالتهابات الموضعية.

يُفضل استخدام هذه المنتجات تحت إشراف طبي لتجنب الأعراض الجانبية خصوصاً أثناء الرضاعة الطبيعية.

رابعاً: العلاجات الطبيعية والوصفات المنزلية

بعض النساء يفضلن اللجوء إلى البدائل الطبيعية الأقل تكلفة. على الرغم من أن نتائجها قد تكون أقل وضوحاً مقارنةً بالعلاجات الطبية، إلا أن الانتظام والدمج بين عدة مكونات قد يعطي نتائج ملموسة مع الوقت.

1. زبدة الشيا وزبدة الكاكاو

تُستخدم هذه الزبدات بسبب احتوائها على نسبة عالية من الدهون التي تعمل على ترطيب الجلد وزيادة مرونته. يمكن خلطها مع زيت جوز الهند وتطبيقها يومياً.

2. زيت الورد وزيت اللوز

يحتوي زيت الورد على مضادات أكسدة وفيتامين A وC، مما يُساعد في تجديد أنسجة الجلد. أما زيت اللوز فيُعزز الترطيب العميق ويُستخدم بانتظام للمناطق المتضررة.

3. جل الألوفيرا (Aloe Vera)

له خصائص مهدئة ومجددة للبشرة، كما يُساعد على تسريع التئام الجلد وتحسين مرونته.

4. خلطة العسل والليمون

يُخلط العسل الطبيعي مع قطرات من عصير الليمون ويُوضع على البطن لمدة 15 دقيقة ثم يُغسل بماء فاتر. يحتوي العسل على مواد مجددة، بينما يعمل الليمون كمقشر طبيعي.

خامساً: العوامل المساعدة في تسريع إزالة التشققات

1. الترطيب العميق والمستمر

المواظبة على ترطيب الجلد مرتين يومياً باستخدام كريمات غنية بفيتامين E وزيوت طبيعية يُقلل من وضوح التشققات مع الوقت.

2. التغذية السليمة

يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين C (البرتقال، الفراولة)، والزنك (المكسرات، البذور)، وفيتامين E (الأفوكادو، الزيوت النباتية). هذه العناصر تساهم في تجديد الخلايا وتحسين جودة الأنسجة الجلدية.

3. شرب كميات كافية من الماء

الحفاظ على ترطيب الجسم من الداخل يدعم مرونة الجلد ويمنع تفاقم التشققات.

سادساً: تقنيات التدليك العلاجي

التدليك المنتظم باستخدام زيوت علاجية يُنشط الدورة الدموية ويُحفز إنتاج الكولاجين في الجلد. يُفضل تدليك المنطقة المصابة بحركات دائرية لمدة 10 دقائق يومياً.

يمكن أيضاً استخدام أدوات التدليك مثل فرشاة الجسم الجافة (Dry Brush) لتحفيز تدفق الدم وزيادة امتصاص الزيوت والكريمات العلاجية.

سابعاً: متى تبدأ النتائج بالظهور؟

تختلف النتائج حسب نوع العلاج، ومدى عمق التشققات، ومدة وجودها:

ثامناً: الوقاية من التشققات في الحمل المستقبلي

رغم أن بعض العوامل الوراثية لا يمكن التحكم بها، إلا أن تطبيق بعض الاستراتيجيات الوقائية قد يُقلل من فرصة ظهور علامات التمدد في الحمل التالي:

• الحفاظ على زيادة وزن صحية أثناء الحمل (بين 10 إلى 15 كغ تقريباً)

• استخدام كريمات الترطيب من بداية الحمل، خصوصاً الغنية بزبدة الشيا أو زيت الأرغان

• تدليك البطن يومياً بزيوت طبيعية

• تناول مكملات غذائية تحتوي على الكولاجين وفيتامين C بعد استشارة الطبيب

• ارتداء ملابس حمل مريحة وغير ضاغطة

تاسعاً: هل تختفي تشققات البطن تماماً؟

تشققات البطن لا تختفي تماماً في معظم الحالات، لكنها قد تصبح أقل وضوحاً إلى حد كبير، وقد لا تُلاحظ من النظرة الأولى خاصة مع استخدام العلاجات المناسبة. العامل الزمني له دور كبير، إذ تميل التشققات إلى التلاشي التدريجي مع مرور الوقت.

بحسب الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD)، فإن الجمع بين العلاجات الطبية، التغذية الجيدة، والعناية المستمرة بالبشرة هو الخيار الأكثر فعالية للوصول إلى بشرة صحية ومظهر جلد أقرب لما قبل الحمل.

المصادر:

1. American Academy of Dermatology Association – Stretch Marks: Why They Appear and How to Treat Them
   
   https://www.aad.org/public/cosmetic/scars-stretch-marks/stretch-marks

2. Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology – A Review of the Use of Microneedling in Dermatology
   
   https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5986265/