إزالة الذقن المزدوج

التخلص من الذقن المزدوج

يُعد الذقن المزدوج من أكثر المشاكل الجمالية التي تؤرق الكثيرين من النساء والرجال على حدٍ سواء، إذ يرتبط ظهوره غالبًا بعوامل متعددة تشمل التقدم في العمر، زيادة الوزن، وضعف العضلات تحت الفك السفلي، أو حتى عوامل وراثية بحتة. مع تطور الوعي الصحي والجمالي، أصبح البحث عن طرق فعّالة وآمنة للتخلص من الذقن المزدوج هدفًا أساسيًا لمن يرغب في تحسين مظهره الخارجي والحفاظ على تناسق ملامح الوجه. يشمل هذا المقال الموسع عرضًا لأسباب الذقن المزدوج، وآليات تشكله، وأهم العلاجات الطبية والتجميلية، إلى جانب التمارين والنصائح المنزلية والخيارات الجراحية وغير الجراحية، مع الإشارة إلى الدراسات العلمية والبيانات الداعمة لضمان محتوى دقيق وموثوق.

أسباب ظهور الذقن المزدوج

يظهر الذقن المزدوج نتيجة تراكم الدهون تحت الجلد في منطقة ما تحت الذقن والفك السفلي، مع ارتخاء العضلات والجلد بفعل التقدم في العمر أو ضعف النسيج الضام. من بين أبرز العوامل المؤدية لظهور هذه المشكلة:

• العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا كبيرًا في تحديد توزيع الدهون في الجسم وشكل الذقن والفك، وقد يُعاني بعض الأشخاص من ذقن مزدوج حتى مع وزن مثالي.

• زيادة الوزن: تراكم الدهون الزائدة يؤدي إلى امتلاء منطقة تحت الذقن، خاصة مع قلة ممارسة التمارين التي تستهدف شد الرقبة والفك.

• الشيخوخة الطبيعية: مع التقدم في العمر، يفقد الجلد مرونته وتضعف عضلات الرقبة والوجه، مما يُسهم في ظهور الترهل.

• وضعية الجلوس الخاطئة: قلة الانتباه لوضعية الرأس والرقبة قد تؤدي إلى ضعف عضلات أسفل الذقن، فتسهم في تراكم الدهون.

آلية تشكل الذقن المزدوج

يتكون الذقن المزدوج أساسًا من تراكم الدهون في طبقة تحت الجلد المعروفة باسم الطبقة الدهنية تحت الذقن، وهي مرتبطة أيضًا بضعف العضلة الجلدية للعنق (Platysma) وهي عضلة رقيقة تمتد من عظم الفك حتى الترقوة وتساعد في شد الجلد أسفل الذقن. عند ضعف هذه العضلة أو فقدانها للشد، تصبح المنطقة عرضة للترهل وتراكم الدهون والسوائل اللمفاوية.

الأساليب المنزلية لعلاج الذقن المزدوج

إن تبني نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تقليل حجم الذقن المزدوج أو منعه من التفاقم. من أبرز الطرق:

النظام الغذائي

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يُعد حجر الزاوية في محاربة تراكم الدهون عامةً، بما فيها الدهون تحت الذقن. ينصح الأطباء بتقليل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة، وزيادة استهلاك البروتينات الخالية من الدهون، والخضروات الورقية، والفواكه الغنية بالألياف.

شرب الماء

الحفاظ على ترطيب الجسم يُسهم في شد البشرة وتقليل احتباس السوائل الذي قد يزيد من بروز الذقن المزدوج.

التمارين الموجهة

تساعد بعض التمارين البسيطة في تقوية عضلات الفك والرقبة، مما يُقلل من الترهل ويحسن مظهر منطقة تحت الذقن.

من التمارين الفعالة:

• تمرين رفع الرأس: استلقِ على ظهرك وارفَع رأسك قليلًا تجاه الصدر، واثبت لعدة ثوانٍ ثم عد للوضع الأصلي.

• تمرين الدفع للأمام: ادفع الفك السفلي للأمام أثناء إمالة الرأس للخلف لشد العضلات أسفل الذقن.

• مضغ العلكة: يساعد في تحريك عضلات الفك باستمرار، مما يزيد من شد الجلد في هذه المنطقة.

الخيارات التجميلية غير الجراحية

مع التقدم في طب التجميل، ظهرت عدة خيارات طبية فعّالة تساعد على تقليل الذقن المزدوج دون الحاجة للجراحة:

حقن إذابة الدهون

تعتمد هذه التقنية على حقن مواد تعمل على إذابة الدهون المتراكمة أسفل الذقن. يُعد حمض الديوكسيكوليك من أكثر المواد استخدامًا لهذا الغرض، حيث يعمل على تكسير الخلايا الدهنية بشكل دائم.

الترددات الراديوية (Radiofrequency)

يُستخدم جهاز خاص يطلق موجات تردد راديوي تسخن الطبقة العميقة من الجلد لتحفيز إنتاج الكولاجين، مما يشد البشرة ويقلل من الترهل.

العلاج بالتبريد (Cryolipolysis)

يُعرف أيضًا بتجميد الدهون، ويستهدف الخلايا الدهنية بتقنية التبريد الفائق حتى تتحلل طبيعيًا ويقوم الجسم بالتخلص منها.

الجدول التالي يوضح مقارنة بين بعض الخيارات التجميلية:

الخيارات الجراحية

في بعض الحالات التي يكون فيها تراكم الدهون كبيرًا أو يرافقه ترهل جلدي واضح، قد يُوصى بالتدخل الجراحي لتحقيق نتائج مرضية ودائمة. تشمل الإجراءات الأكثر شيوعًا:

شفط الدهون تحت الذقن

يتم عبر جراحة بسيطة تحت التخدير الموضعي أو العام، حيث تُزال الدهون بواسطة أنبوب رفيع، ما يحقق تحديدًا أوضح لخط الفك والرقبة.

شد الرقبة

يتضمن إزالة الجلد الزائد وشد عضلات الرقبة، وغالبًا ما يُجرى مع شفط الدهون للحصول على مظهر شبابي مشدود.

شد الوجه السفلي

أحيانًا يُدمج شد الرقبة مع شد الوجه السفلي لعلاج الترهل الممتد من الذقن إلى الفك والخدين، ويُعتبر هذا الإجراء أكثر شمولًا ويعطي نتائج طويلة الأمد.

الوقاية من الذقن المزدوج

للوقاية من تكون الذقن المزدوج أو تأخير ظهوره ينصح الخبراء باتباع الإرشادات التالية:

• الحفاظ على وزن صحي ومستقر.

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع التركيز على تقوية عضلات الرقبة والفك.

• تجنب وضعيات الجلوس الخاطئة لفترات طويلة خاصة عند استخدام الهواتف الذكية.

• العناية اليومية بالبشرة عبر الترطيب المستمر واستخدام كريمات تحتوي على الكولاجين والريتينول عند الحاجة.

العلاجات المنزلية الشعبية: ما مدى فعاليتها؟

يتداول البعض وصفات منزلية يعتقد أنها تقلل من الذقن المزدوج مثل استخدام أقنعة القهوة أو الطين أو المساج بزيوت طبيعية كزيت اللوز أو زيت جوز الهند. ورغم أنها قد تساعد على تنشيط الدورة الدموية مؤقتًا، إلا أن الأدلة العلمية على فعاليتها في إذابة الدهون محدودة جدًا، لذا لا يُعتمد عليها كحل أساسي.

أثر نمط الحياة على مظهر الذقن المزدوج

العادات اليومية تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم أو تقليل هذه المشكلة، فالجلوس لفترات طويلة مع انحناء الرأس للأمام يُضعف عضلات الرقبة والفك. لذلك يُوصى بتعديل طريقة الجلوس والنوم، مع تجنب الوسائد العالية جدًا التي تُحدث زوايا حادة بين الذقن والرقبة.

أحدث الابتكارات والتوجهات في طب التجميل

يشهد مجال العلاجات التجميلية تطورًا ملحوظًا مع ظهور تقنيات جديدة مثل الموجات فوق الصوتية عالية التركيز (HIFU) والتي تعمل على شد الأنسجة العميقة دون جراحة، بالإضافة إلى تقنيات الليزر المتقدمة التي تستهدف الخلايا الدهنية بدقة. هذه الحلول تقدم بدائل أكثر أمانًا وأقل تدخلًا من الجراحة التقليدية، مع فترات تعافي قصيرة.

النتائج المتوقعة ومدة ظهورها

تختلف مدة ظهور النتائج باختلاف التقنية المستخدمة ومدى التزام الشخص بالتعليمات الصحية. على سبيل المثال، قد يستغرق ظهور نتائج التمارين المنزلية عدة أشهر من الالتزام المستمر، بينما تظهر نتائج الحقن أو الترددات الراديوية بشكل أسرع ولكن غالبًا تحتاج إلى جلسات متعددة للحفاظ عليها.

خلاصة علمية

التخلص من الذقن المزدوج يتطلب فهم الأسباب المحفزة له أولًا، ثم اختيار الوسيلة الأنسب وفقًا لحالة الشخص وتفضيلاته. يعتمد ذلك على المزج بين نمط الحياة الصحي، والعلاجات الموضعية، وخيارات الطب التجميلي المتاحة، لضمان نتائج فعّالة ومستدامة.

المصادر

1. Mayo Clinic – Double Chin Treatments

2. American Society of Plastic Surgeons – Neck Lift and Submental Liposuction