إجراءات الطلاق في الأردن

إجراءات الطلاق في الأردن: فهم الإجراءات القانونية وحقوق الأطراف

الطلاق هو عملية قانونية تنهي العلاقة الزوجية بين الزوجين، ويتطلب من الطرفين أو أحدهما اتباع إجراءات قانونية معينة للحصول على حكم الطلاق. في الأردن، يعد الطلاق أحد القضايا المهمة التي تتعلق بحقوق الأفراد، حيث يتداخل فيها الشق الديني والقانوني والاجتماعي. تعتمد الإجراءات القانونية للطلاق في الأردن على قوانين الأحوال الشخصية، التي تختلف وفقًا لعدة عوامل، مثل دين الزوجين، ومدة الزواج، وأسباب الطلاق.

1. التشريع القانوني للطلاق في الأردن

في الأردن، يتبع المسلمون قوانين الأحوال الشخصية التي تنظم مسائل الزواج والطلاق في إطار الشريعة الإسلامية. بينما يتبع غير المسلمين (مثل المسيحيين) قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بكل ملة أو طائفة دينية. حيث يختص قانون الأحوال الشخصية للأردنيين المسلمين بقضايا الزواج والطلاق والنفقة والمواريث، في حين أن المسيحيين يتبعون قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بكل طائفة.

2. أنواع الطلاق في الأردن

يمكن تصنيف الطلاق في الأردن إلى عدة أنواع رئيسية حسب الأسباب التي تؤدي إليه وطريقة اتخاذه:

• الطلاق الرجعي: في هذا النوع من الطلاق، يحق للزوج العودة إلى الزوجة خلال فترة العدة دون الحاجة إلى عقد زواج جديد. إذا كان الزوج قد طلق زوجته طلاقًا رجعيًا، يمكنه إعادة الزواج منها خلال فترة العدة (التي قد تكون ثلاثة أشهر)، على أن يكون الطلاق الأول أو الثاني.

• الطلاق البائن: يعد هذا الطلاق طلاقًا نهائيًا، حيث لا يستطيع الزوج العودة إلى الزوجة إلا بعد عقد زواج جديد. يميز بين الطلاق البائن بينونة صغرى، الذي يحدث في حالة الطلاق الأول أو الثاني، وبين الطلاق البائن بينونة كبرى، الذي يحدث بعد الطلاق الثالث.

• الطلاق القضائي: هو الطلاق الذي يتم من خلال المحكمة بناءً على طلب أحد الزوجين. وقد يحدث هذا عندما يرفض الزوج إعطاء الطلاق، أو عندما يكون هناك أسباب قانونية تستدعي تدخل المحكمة. يتطلب الطلاق القضائي إقرارًا من القاضي بأن هناك أسبابًا قانونية للطلاق، مثل الضرر أو الإهانة.

• الخلع: هو نوع آخر من الطلاق الذي يتم من خلال طلب المرأة الطلاق مقابل دفع تعويض مالي للزوج. يعبر هذا عن حق المرأة في طلب الطلاق في حالة رفض الزوج إعطاء الطلاق، بشرط أن تقوم بإعادة المهر أو جزء منه.

3. إجراءات الطلاق في المحاكم الأردنية

إجراءات الطلاق في الأردن تبدأ بتقديم طلب الطلاق للمحكمة المختصة. على الزوجين أو أحدهما القيام بعدد من الخطوات القانونية للحصول على حكم الطلاق:

1. الخطوة الأولى: تقديم دعوى الطلاق

يجب على الزوج الذي يرغب في الطلاق (أو الزوجة في حالة الخلع) التوجه إلى المحكمة الشرعية في المنطقة التي يقيم فيها. يتم تقديم الدعوى مع الوثائق المطلوبة مثل عقد الزواج، وشهادات الطلاق السابقة (إن وجدت)، وأي مستندات أخرى ذات صلة. في حال كانت الدعوى مرفوعة من الزوجة، يجب عليها تحديد سبب الطلاق وتقديم الأدلة إن أمكن.

2. الخطوة الثانية: الجلسات والتسوية الودية

عند تقديم الدعوى، ستحدد المحكمة جلسة للمحاكمة، وفي هذه الجلسة، يسعى القاضي إلى تسوية النزاع بين الزوجين بشكل ودي، مع دعوة الطرفين للمشاركة في جلسات الوساطة أو المحاولات الودية. في كثير من الحالات، قد يكون القاضي قادرًا على الوصول إلى تسوية ترضي الطرفين، مثل التأكيد على دفع النفقة أو ترتيب حقوق الحضانة والزيارة للأبناء.

3. الخطوة الثالثة: حكم المحكمة

إذا فشلت محاولات التسوية الودية، يقوم القاضي بالاستماع إلى الأدلة والشهادات المقدمة من كلا الطرفين، ومن ثم يصدر حكمًا بالطلاق بناءً على الأسباب القانونية المقدمة. في حال كان الطلاق من طرف الزوج، يجب على الزوج تقديم نسخة من إشعار الطلاق. في حال كانت الزوجة هي صاحبة الدعوى، يجب أن تُثبت للمحكمة تضررها من الزوج.

4. الخطوة الرابعة: الإشعار بفترة العدة

يجب على الزوجة الانتظار حتى انتهاء فترة العدة بعد الطلاق. خلال فترة العدة (التي تمتد عادة إلى ثلاثة أشهر في الطلاق الرجعي)، يكون لها الحق في العودة إلى الزوج إذا لم يكن الطلاق قد تم على نحو قاطع (أي الطلاق البائن بينونة كبرى). في حالة الطلاق القضائي أو الخلع، قد تُمنح المرأة حكم الطلاق البائن، ما يعني أن الزواج قد انتهى نهائيًا.

5. الخطوة الخامسة: تصفية الحقوق المالية

تتضمن هذه الخطوة تحديد حقوق الزوجين المالية بعد الطلاق، مثل المهر والنفقة أو التعويضات، إضافة إلى تقسيم ممتلكات الزوجين في حال وجودها. على القاضي أن يحدد حقوق الزوجة المالية وفقًا للشرع أو القانون المدني في حال عدم اتفاق الزوجين على تسوية مالية.

6. الخطوة السادسة: الحضانة والزيارة

إذا كان الزوجان لديهما أطفال، فإن المحكمة ستحدد من سيحصل على الحضانة ومن سيتولى الزيارة. وفقًا لقانون الأحوال الشخصية الأردني، يُعطى الأم حق الحضانة للأبناء الصغار، بينما يكون الأب هو المسؤول عن توفير النفقة لهم. وتبقى حقوق الزيارة واضحة بحيث يتمكن كل طرف من الحفاظ على علاقته مع الأطفال.

4. الحقوق والواجبات بعد الطلاق

بعد الطلاق، يجب أن تحترم حقوق الطرفين المترتبة على الزواج والانفصال:

• حق الحضانة: كما ذكرنا، تُمنح الأم حق حضانة الأطفال إذا كانوا صغارًا، بينما يمكن أن تُمنح الحضانة للأب في حالات معينة.

• النفقة: يجب على الزوج دفع نفقة للزوجة في حال كان الطلاق من طرفه، بالإضافة إلى النفقة الشهرية للأطفال في حال وجودهم. يتم تحديد النفقة وفقًا لقدرة الزوج المالية.

• التعويض المالي: في حال كانت المرأة هي من طلبت الطلاق من خلال الخلع، يحق لها الحصول على تعويض مالي من الزوج وفقًا لما تقرره المحكمة.

• الميراث: يحق للزوجين المتطلقين الحصول على حقوق الميراث في حال كان الطلاق قد وقع قبل الوفاة.

5. القضايا المرتبطة بالطلاق

إلى جانب الطلاق، قد تظهر قضايا أخرى مثل النفقات أو العنف الأسري أو الحضانة، والتي يتم الفصل فيها ضمن إطار المحكمة الشرعية. تتعامل المحاكم الأردنية مع هذه القضايا بشكل منفصل وقد تشمل النظر في ظروف الزوجين ومدى تأثير الطلاق على الأطفال.

6. الطلاق في حالات العنف الأسري

في حال كان الطلاق نتيجة للعنف الأسري أو المعاملة السيئة من الطرف الآخر، تقوم المحكمة بمراجعة القضايا بعناية أكبر. تقدم المرأة في هذه الحالة دليلًا على تعرضها للعنف، مثل شهادات طبية أو إشعارات من الجهات المختصة، والتي تساعد القاضي في اتخاذ قرار بشأن الحضانة أو النفقة.

7. الاختلافات بين الطلاق في الأردن والقوانين الغربية

على الرغم من أن قوانين الطلاق في الأردن تأخذ في الاعتبار الشريعة الإسلامية، إلا أن القوانين الغربية تميل إلى التعامل مع الطلاق من منظور حقوقي قائم على المساواة بين الزوجين. في كثير من الأحيان، يكون الطلاق في الدول الغربية مرتبطًا بتقسيم الممتلكات بالنصف، في حين أن قوانين الأحوال الشخصية في الأردن قد تختلف باختلاف المذهب أو الديانة.