إثيوبيا، واحدة من الدول الأفريقية الفريدة التي تتميز بتنوع ثقافي وجغرافي متنوع. وتعتبر من أكبر الدول في إفريقيا من حيث عدد السكان والمساحة الجغرافية. ولاية أوروميا هي واحدة من الإقليم الإدارية الكبرى في إثيوبيا، وتعتبر موطنًا لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الثقافات واللغات.

تقع ولاية أوروميا في الجزء الغربي والوسطى من إثيوبيا، وتشترك في الحدود مع عدة ولايات أخرى. وتتميز بتضاريس متنوعة تتضمن جبالاً، وسهولاً، وودياناً، وأنهاراً. وتعتبر منطقة الريف الأورومو موطنًا للعديد من القبائل والمجموعات العرقية، مما يجعلها غنية بالتنوع الثقافي والتاريخي.

قد يكون للولاية دور هام في الاقتصاد الإثيوبي، حيث تضم العديد من الموارد الطبيعية مثل الزراعة والتعدين والثروة المائية. وتعتبر الزراعة أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الولاية، حيث يزرع المحاصيل الزراعية المختلفة مثل الذرة والشعير والبقوليات والقهوة وغيرها.

علاوة على ذلك، تعتبر ولاية أوروميا موطنًا لعدة معالم سياحية ومواقع أثرية تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، مثل متنزهات الحياة البرية والمناظر الطبيعية الساحرة والمواقع التاريخية مثل موقع لاليبيلا الأثري.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الشعب الأورومو من أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا، ولهم تاريخ طويل وثقافة غنية. تشمل ثقافتهم الفنون التقليدية مثل الموسيقى والرقص والشعر، بالإضافة إلى تقاليدهم وعاداتهم الدينية والاجتماعية التي تعكس تراثهم العريق.

شعب الأورومو: تاريخ وجغرافيا وثقافة

شعب الأورومو هو أكبر قوميات جمهورية إثيوبيا الفدرالية، حيث يمثل أكثر من 39.5% من سكان البلاد. يتجاوز عددهم 35 مليون نسمة، مما يجعلهم أكبر الشعوب الكوشية من حيث العدد. يليهم الشعب الصومالي بتعداد تقريبي يبلغ 18 مليون نسمة.

التاريخ

يعتبر شعب الأورومو من أقدم الشعوب القاطنة في منطقة القرن الأفريقي. رغم عدم وجود تقديرات دقيقة لتاريخ استيطانهم، تشير الأدلة إلى وجودهم في مواطنهم الحالية منذ حوالي 7000 سنة. يُعتقد أنهم الأصل الذي انبثقت منه معظم الشعوب الكوشية الجنوبية الشرقية، مثل الصوماليين والعفريين والساهو في إريتريا والنوبين في مصر والسودان. كانوا يستعملون ميناء زيلع التاريخي في استيراد وتصدير البضائع مثل المواشي والحبوب والقهوة والجلود الحيوانية. تُعرف القهوة الأورومية في العالم العربي باسم قهوة لقمتي وبن هرري، وتمثل القهوة الأورومية 40% من الإنتاج العالمي وفقاً للدراسات المتوفرة. يعود اكتشاف القهوة لأول مرة في العالم إلى منطقة غرب جما الأورومية. منذ أربعين عامًا، يكافح شعب الأورومو من خلال جبهة تحرير أورومو التي يرأسها حالياً السيد داؤود أبسا لنيل حق تقرير المصير، حيث يشكلون نحو 40 مليون نسمة من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 80 مليونًا.

الجغرافيا

بعد الثورة التي أطاحت بحكم الديكتاتور منجستو هيلا مريام، حصل الشعب الأورومي على حكم ذاتي ضمن إقليم يشكلون فيه الأغلبية، بمساحة تبلغ 353,690 كيلومتر مربع، وعاصمته مدينة نازريت (الناصرية / أداما قديماً). يحده أقاليم العفر والأمهرة وبني شنقول من الشمال، والحدود الكينية من الجنوب، والإقليم الصومالي من الشرق. يمتد نطاق الأورومو عميقًا وواسعًا داخل الأراضي الكينية، مجاورين للمناطق الصومالية في شمال وشمال شرق كينيا. تدعو حركة تحرير شعب الأورومو إلى استعادة إقليم مساحته 600,000 كيلومتر مربع، تكون عاصمته أديس أبابا (فين فينِّه قديماً).

أهم المدن

• أديس أبابا: كان اسمها الأورومي فنفيني (Finfeni) أو شغر ديرداوا.
• نازريت: الناصرة، وكان اسمها الأورومي أداما.

الأقاليم

الأقاليم في إثيوبيا:

• أرسي
• بالي
• بورنا
• هررغي
• وللغا
• وللوا
• جيما
• شوا
• غوجى
• إيلو ابابور
• غوجام

الأقاليم في كينيا:

يمتد نطاق الأورومو في كينيا من الشمال حيث الحدود الإثيوبية، حتى حدود قبائل البجون الصومالية في بوني. يجاورهم شرقًا الإقليم الصومالي، وغربًا شعوب رندللي وكيكويو ومنطقة تياتا.

المحافظات

تتكون أوروميا من المحافظات التالية: أرسي، بالي، هررغي، شوا، إيلو ابابور، ولو، بورنا، وللغا، جما.

السكان

يتراوح عدد سكان أوروميا ما بين 35-40 مليون نسمة، مما يشكل 35-45% من تعداد السكان الكلي لإثيوبيا. تتراوح نسبة المسلمين بين 55%-60%، بينما تتراوح نسبة المسيحيين بين 40%-45%.

أكبر القبائل

برينتو / برينتوما:

• وللو
• يجّو
• إيتّو
• كاريو
• انيا
• اتو
• ألا
• أوبورّا
• بابيلّي
• نوولي
• جارسو

بورانا:

• ماجا
• تولاما
• قوجي
• بورانا
• قبرا
• قرّي
• عروسي

شعب الأورومو يتميز بتاريخ غني وثقافة متنوعة، وتستمر جهودهم في السعي لتحقيق حقوقهم وتقرير مصيرهم في المنطقة.

أهم الشخصيات التاريخية

الملك إياووس (1755-1769)

الملك إياووس، المعروف بملك ملوك الحبشة، حكم لمدة أربع عشرة سنة (1755-1769). كان نصف أورومي واستعان بالقادة الأقوياء من أخواله الأورومو لتثبيت حكمه والقضاء على مناوئيه. فرض لغة الأورومو على البلاط الحبشي في العاصمة قوندار، مما يعكس تأثيره الكبير.

علي الأول (توفي 1788)

علي الأول كان أمير ييجّو والوصي الحامي لملك ملوك الحبشة. أسس مدينة دبري تابور التي أصبحت عاصمة لسلالة الحاكمة التي أسسها. كان له دور كبير في تحولات العاصمة إلى قوندار، حيث أصبح أميرًا هناك.

علي الثاني (1819-1866)

أمير ييجّو والوصي الحامي لملك ملوك الحبشة في الثانية عشرة من عمره. تولى علي الثاني مسؤوليات كبيرة بفضل نسبه الملكي من والده والأميرة مينين ليبين أميدي. بلغ من القوة والنفوذ درجة كبيرة حيث كان يقوم بتنصيب وخلع ملوك الحبشة بناءً على مصالحه. اتهم بأنه يخفي إسلامه، خاصةً لأنه كان يزور قبر الأمير أحمد بن إبراهيم الغازي ويطلب النصر عنده.

السيدة مينين

أصبحت إمبراطورة في القرن الثامن عشر، وهي من الشخصيات البارزة في تاريخ الأورومو.

الأمير محمد علي (1850-1915)

الأمير محمد علي، المعروف بالملك ميكاييل ملك سيون، وُلد في مقاطعة الوللو. تحول إلى المسيحية وأطلق على نفسه اسم الأمير ميكاييل من مقاطعة وللو بعد أن عينه الملك منيليك الثاني قائدًا للجيش وحاكمًا لمقاطعة شوا. تزوج من ابنة الملك منيليك الكبرى وكان له دور كبير في الإدارة العسكرية والسياسية.

الملك إياسو الرابع

ابن الملك ميكاييل ملك سيون، حكم لثلاث سنوات حتى أطيح به. زار مدينة هرر وصلى في مسجد هناك، مما أثار حفيظة القساوسة وأدى إلى الإشاعات حول إسلامه. خلال الحرب العالمية الأولى، اتهم بدعم دول المحور والإنجليز اتهموه بدعم القائد الصومالي السيد محمد عبد الله حسن. بعد فترة حكم قصيرة، أُطيح به وقضى حياته في الإقامة الجبرية، ومات مسلماً.

الملك أبا جيفار الثاني (1878-1932)

عاهل مملكة قيبي في جيمّار، قاوم سيطرة الملك هيلاسيلاسي الذي هزمه واعتقله حتى توفي.

اللغة

اللغة الأورومية، التي يسميها أبناؤها “أفان أورومو” أو “أف أورومو” بالصومالية، هي من اللغات الكوشية، وتتشابه بشكل كبير مع اللغة الصومالية. يمكن اعتبار اللغتين لهجتين متفرعتين من اللغة الكوشية الشرقية الأم.

الدين

يدين أكثر من ثلثي الأوروميين بالإسلام، مما يجعلهم يشكلون مركز ثقل كبير للمسلمين في إثيوبيا، حيث يشكل المسلمون 56% من السكان، والأورومو يشكلون نصف هؤلاء. نسبة أخرى تدين بالديانة المسيحية، وتنقسم إلى فئتين: فئة اعتنقت المسيحية للحصول على نفوذ في البلاط الحبشي، وفئة أخرى تم تنصيرها بالقوة أو عبر الاستغلال كأقنان في أراضي أمراء الحبشة وكرادلة الكنيسة الأرثوذكسية. لا يزال بعض أبناء الأورومو يعتنقون الديانة الكوشية القديمة التي كان مركزها الإله الواحد “واق”، بالإضافة إلى ديانات أخرى.

أهمية الأورومو في القرن الأفريقي

يشكل شعب الأورومو جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي والثقافي في منطقة القرن الأفريقي. رغم التحديات التي واجهها عبر التاريخ، بما في ذلك محاولات الاحتلال والسيطرة الثقافية والدينية، حافظ الأورومو على هويتهم وثقافتهم. كما أن لهم دورًا كبيرًا في التاريخ الإسلامي والمسيحي في المنطقة، ويسهمون بشكل كبير في التوازن الديموغرافي والديني في إثيوبيا.

دخول الإسلام إلى الأورومو

انتشار الإسلام

دخل الإسلام إلى شعب الأورومو عبر مملكة أكسوم، بعد الهجرة الأولى والثانية إلى الحبشة. ساهم في نشره تدفق التجار المسلمين على إمارات الطراز الإسلامي، والاحتكاك المستمر بين المسلمين الصوماليين والأورومو. كان لإمارة هرر بقيادة الأمير أحمد بن إبراهيم الغازي، المعروف بأحمد غري أو غران، دور كبير في نشر الإسلام بين الأوروميين.

علاقة الأوروميين بالجزيرة العربية

للأوروميين علاقة تجارية وسياسية قديمة مع الجزيرة العربية. انتشر الإسلام في قرن أفريقيا بفضل تجار العرب، لا سيما الجنوبيين منهم، الذين حملوا الإسلام مع تجارتهم. هاجر عدد كبير من تجار العرب إلى المنطقة، واختلطوا بالسكان المحليين، مما أثر فيهم بالعادات والتقاليد. المذهب الشافعي، الذي كان يتبعه أولئك التجار، هو المذهب الفقهي المنتشر في المنطقة حتى اليوم.

قصة الملك النجاشي

يُقال إن الملك النجاشي تربى في الجزيرة العربية حتى أجاد اللغة العربية، لذا لم يحتج إلى مترجم عندما استقبل الوفد الذي أرسله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الحبشة، بقيادة جعفر بن أبي طالب. تلا جعفر عليه سورة مريم، وأبدى النجاشي تعاطفاً مع الإسلام والمسلمين.

أصحمة كان ملكًا على الحبشة عند مبعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). كانت أرض الحبشة آنذاك تشمل مناطق أوسع مما هي عليه اليوم، بما في ذلك أجزاء من تجراي وإريتريا. مقام النجاشي كان في تجراي، وهناك يُقال إن قبره موجود.

تأثير الإسلام على شعب الأورومو

حافظ شعب الأورومو على اتصال دائم بالجزيرة العربية، مما ساعدهم على التمسك بالإسلام. رغم المحاولات المستمرة لتنصيرهم من قبل الإمبراطورية الحبشية المسيحية، استمر الأوروميون في التمسك بإسلامهم والدفاع عنه.

الصراع الديني والسياسي في المنطقة

التنافس بين الأمهريين والأوروميين

كان هناك تنافس دائم بين العنصرين الأساسيين في المنطقة: الأمهريين، الذين يدينون بالمسيحية، والأوروميين، الذين يدينون بالإسلام. استعان المسيحيون بالدعم الأوروبي لتعزيز نفوذهم، بينما استمر الأوروميون في مواجهة التحديات للحفاظ على دينهم.

دور الكنائس التبشيرية

دخلت الكنائس التبشيرية المنطقة بوزنها الثقيل، محاربة الإسلام عبر الربط الوثيق مع الكنيسة الأم في روما. تمكنت المسيحية من الهيمنة السياسية والاقتصادية والفكرية في المنطقة، حيث أنشأت إمبراطورية حبشية في أديس أبابا، استهدفت المسلمين بالاضطهاد والتعذيب.

التعليم ونظام الحياة

التعليم

اضطر المسلمون في الحبشة، ولا سيما الريفيين منهم، إلى مقاطعة المدارس الحكومية التبشيرية التي كانت تسعى لتشويه الإسلام والنيل من الرسول (صلى الله عليه وسلم). لجأوا إلى التعليم في المساجد الأهلية، واعتمدوا نظام الحلقات المعروف لدى المسلمين الأوائل. سافر الطلاب الراغبون في التوسع في دراستهم إلى الأزهر في مصر، أو السودان، أو الجزيرة العربية.

نظام الحياة

قاطع الأوروميون المدارس والمحاكم الإثيوبية، واعتمدوا على نظام التفاوض والصلح لحل مشكلاتهم. في حالات القتل، تنازل أولياء الدم عن القصاص لصالح الدية، التي تتحملها قبيلة القاتل. كانوا يستخدمون نظمًا خاصة بهم، بعضها كان يخضع للدراسة لضمان توافقها مع الشريعة الإسلامية.

خاتمة

إن تاريخ شعب الأورومو طويل ومعقد، مليء بالتحديات والإنجازات. من خلال قادتهم وشخصياتهم البارزة، أثبت الأورومو قدرتهم على التأثير في مجريات التاريخ في إثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي بشكل عام. يستحق هذا الشعب التقدير والدعم لاستمراره في الحفاظ على هويته ومقاومته للمحاولات المتعددة لمحو ثقافته وتاريخه.

مصادر و مراجع

هذه مراجع قد تفيدك في توثيق المعلومات حول أوروميا:

1. “FDRE States: Basic Information, Oromia”. The Federal Democratic Republic of Ethiopia. مؤرشف من الأصل في 2011-07-23.
2. “2009 CIA map marks Nazrēt (Adama) as an administrative (regional) capital. Eritrea and Ethiopia (Map). 1:5,000,000. وكالة المخابرات المركزية. 2009. Map #803395. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.
3. “Ethiopia Atlas of Key Demographic and Health Indicators, 2005 (PDF)”. Calverton: Macro International, 2008. 2008. ص. 2, 3, 10. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-05-17.
4. Mosisa, Abraham T. (13 يناير 2004). “Letter to U.N. Secretary-General”. Oromo Studies Association. مؤرشف من الأصل في 2006-05-09. اطلع عليه بتاريخ 2006-02-25.
5. “2011 National Statistics(accessed 7 May 2012)”. نسخة محفوظة 30 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
6. Refugees, United Nations High Commissioner for. “Refworld | Ethiopia and the Oromo People: Is it possible to determine whether an Ethiopian is an ethnic Oromo by the individual’s last name? What religion or religions are practiced by ethnic Oromos in Ethiopia”. Refworld (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-02-05. Retrieved 2021-05-11.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاطلاع على ماذا تعرف عن أورومو! ؟ لفضيلة الشيخ/ محمد أمان بن علي الجامي – عميد كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية كمرجع إضافي للمعلومات المتعلقة بأوروميا.