“أورسون ويلز: قصص حياته”
“أورسون ويلز: قصص حياته” هو كتاب يقدم نظرة جديدة ومثيرة لأحد أكثر الشخصيات التي تحيطها الغموض في تاريخ السينما، وذلك من خلال عبقرية “بيتر كونراد”، أحد أفضل النقاد الثقافيين لدينا.
كان أورسون ويلز رجلاً يتحول شكلاً، كان ساحرًا يخترع الأساطير عن نفسه وكان يسمح للآخرين بإضافة القصص إليها. في مناسبات مختلفة، قارن نفسه بالمسيح – مخلص البشرية – وبلوسيفر – الملاك الثائر الذي أدى إلى سقوط البشرية. كانت شخصيته تجمع بين الأدوار التي قام بها – ملوك، طغاة، جنرالات، قادة صناعة، مخرجين سينمائيين طاغين – وبين الانتصارات الواقعية أو الخيالية التي كان يرويها للآخرين أو التي كانوا ينسبونها إليه. ورغم أنه تمت مدحه في طفولته كعبقري، فإنه ظل محيراً من قدرته الخاصة، غير قادر على فهمها أو السيطرة عليها، وبدأ في اعتبار عقله نعمة ملعونة؛ وانتهت أيامه بالترويج للنبيذ وتقديم حيل السحر على البرامج التلفزيونية. في بعض الأحيان، رأى انهيار طموحاته الأولى كمأساة؛ وفي مزاج آخر، رأى حياته كمسرحية مهينة، واستقر – مثل شخصية أخرى مفضلة لديه، فالستاف في مسرحيات شكسبير – ليأكل ويشرب ويكون سعيدًا بطريقة متهورة.
بدلاً من كتابة سيرة ذاتية تقليدية لأورسون ويلز، قام بيتر كونراد بالتحقيق في القصص التي كان يرويها ويلز عن حياته – الأساطير والتاريخ السري المخفي في الأفلام التي صنعها والتي لم يكملها، في الكتب التي كتبها وتلك التي قرأها. النتيجة تأخذنا عميقًا في خيال ويلز، مبينة كيف خلق نفسه، ثم دمر نفسه في النهاية.