أهم تحاليل الحمل والفحوصات الطبية

تحاليل الحمل: دليلك الكامل لفهم الفحوصات والاختبارات المتعلقة بالحمل

يعد الحمل من أكثر الفترات التي ينتظرها الكثيرون، وتبدأ خلالها رحلة جديدة من الحياة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا. تجرى العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية خلال فترة الحمل للتأكد من صحة الأم والجنين، ولكل تحليل دور خاص في مراقبة تطور الحمل. في هذا المقال، نستعرض أهم تحاليل الحمل وأنواعها، بالإضافة إلى أهمية كل فحص في ضمان سير الحمل بشكل سليم.

1. تحليل الحمل المنزلي

يعد تحليل الحمل المنزلي من أبسط وأسرع الطرق للكشف عن الحمل. يعتمد هذا التحليل على فحص البول للكشف عن وجود هرمون الحمل “HCG” (Human Chorionic Gonadotropin)، وهو هرمون يُفرز من المشيمة بعد انغراس البويضة المخصبة في الرحم.

كيفية إجراء التحليل المنزلي:

• يتم استخدام شريط اختبار مخصص للحمل.

• يتم جمع عينة من البول، وغالبًا ما يُفضل جمع البول في الصباح الباكر للحصول على نتيجة أدق.

• يتم وضع العينة على الشريط حسب التعليمات المرفقة، وبعد مرور فترة قصيرة يظهر على الشريط خطين في حال كانت النتيجة إيجابية.

من الجدير بالذكر أن تحليل الحمل المنزلي يمكن أن يكون دقيقًا للغاية إذا تم اتباع التعليمات بدقة، إلا أن النتيجة قد تتأثر في بعض الأحيان بأخطاء في التوقيت أو تلوث العينة.

2. تحليل الحمل في الدم (اختبار HCG)

يعد تحليل HCG في الدم أكثر دقة من اختبار الحمل المنزلي. يعتمد هذا الاختبار على قياس مستويات هرمون الحمل في الدم، والذي يبدأ الظهور في الدم بعد بضعة أيام من تخصيب البويضة. يتم إجراء هذا التحليل في المختبر عن طريق سحب عينة من الدم.

أنواع اختبار HCG في الدم:

• الاختبار الكمي (Quantitative HCG Test): يقيس مستوى هرمون HCG بشكل دقيق. يساعد هذا الاختبار في تحديد مقدار الهرمون في الدم ويمكن أن يكون مفيدًا لتحديد تقدم الحمل بشكل أكثر دقة، ومعرفة ما إذا كان الحمل طبيعيًا أم لا.

• الاختبار النوعي (Qualitative HCG Test): يكتشف ما إذا كان هرمون HCG موجودًا في الدم أم لا. يتم استخدام هذا الاختبار في الغالب للتأكد من وجود الحمل، ولا يقدم معلومات حول مستوى الهرمون.

يُفضل إجراء اختبار HCG في الدم بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين من تأخر الدورة الشهرية للحصول على نتيجة دقيقة.

3. فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)

يعد فحص الموجات فوق الصوتية من أهم الفحوصات التي تُجرى خلال الحمل، فهو يتيح للأطباء مراقبة تطور الجنين وتقييم صحة الأم. يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لتصوير الرحم والأعضاء التناسلية باستخدام الموجات الصوتية.

أهمية فحص السونار:

• تحديد عمر الحمل: يساعد السونار في تحديد تاريخ بداية الحمل بشكل أكثر دقة من تأخر الدورة الشهرية.

• مراقبة نمو الجنين: يتمكن الأطباء من مراقبة نمو الجنين، والتأكد من تطور أعضائه بشكل طبيعي.

• الكشف عن التشوهات الخلقية: يمكن للسونار أن يكشف عن بعض العيوب الخلقية في الجنين، مثل الشقوق الشفوية أو مشاكل في الأعضاء الداخلية.

• تحديد عدد الأجنة: في حالات الحمل المتعدد، يساعد السونار في تحديد عدد الأجنة.

• مراقبة صحة المشيمة: يساعد السونار أيضًا في مراقبة وضع المشيمة في الرحم ومدى تأثيرها على صحة الجنين.

يتم إجراء فحص السونار عادةً في الأسبوع السابع إلى العاشر من الحمل. قد يتطلب الأمر إجراء عدة فحوصات بالسونار على مدار الحمل لمتابعة تطور الجنين.

4. اختبار فحص الدم الثلاثي (Triple Test)

يعد فحص الدم الثلاثي من الفحوصات المهمة التي تُجرى بين الأسبوعين 15 و20 من الحمل. هذا التحليل يقيس مستويات ثلاثة أنواع من البروتينات في دم الأم:

• الألبومين.

• الاستريول غير المباشر.

• HCG.

يساعد هذا الفحص في تقييم احتمالية وجود بعض العيوب الخلقية أو المشاكل الوراثية لدى الجنين، مثل متلازمة داون. يعتمد هذا الفحص على مقارنة النتائج مع متوسط المعدلات الطبيعية لهذه البروتينات في الدم، وتحديد ما إذا كانت هناك أي علامات تدل على خطر متزايد لوجود هذه العيوب.

5. تحليل السكري أثناء الحمل (اختبار تحمل الجلوكوز)

يعد اختبار تحمل الجلوكوز من التحاليل الأساسية التي تُجرى خلال الحمل للكشف عن الإصابة بسكري الحمل. يتم في هذا الفحص إعطاء الأم مشروبًا يحتوي على الجلوكوز، ثم يتم قياس مستويات السكر في الدم بعد مرور ساعة أو ساعتين.

يُفضل إجراء هذا الفحص بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل، حيث تعتبر هذه الفترة الأكثر شيوعًا لظهور سكري الحمل. يساعد هذا الفحص في الكشف المبكر عن الحالات التي قد تؤثر على صحة الأم والجنين، مثل زيادة وزن الجنين أو مشاكل في نموه.

6. تحليل البروتين في البول

يعد تحليل البروتين في البول من الفحوصات التي تُجرى للكشف عن وجود مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل. في حالة الحمل السليم، يجب أن يكون مستوى البروتين في البول منخفضًا جدًا. ولكن إذا كانت هناك زيادة في البروتين في البول، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود تسمم الحمل.

7. فحص الفيروسات والأمراض المعدية

هناك العديد من الفيروسات والأمراض التي قد تؤثر على صحة الأم والجنين أثناء الحمل، لذا يتم إجراء مجموعة من الفحوصات للكشف عن هذه الأمراض:

• فحص التهاب الكبد الوبائي: يساعد في الكشف عن وجود التهاب الكبد الوبائي (B أو C)، الذي قد يتسبب في مشاكل صحية للأم والجنين.

• فحص مرض الزهري: يتم إجراؤه للتأكد من خلو الأم من مرض الزهري، الذي يمكن أن ينتقل إلى الجنين ويسبب مشاكل صحية.

• فحص الفيروس المضخم للخلايا (CMV): قد يؤدي الفيروس المضخم للخلايا إلى مضاعفات في الحمل، لذا يُفضل إجراء هذا الفحص.

8. تحليل فحص الدم الوراثي

يتم إجراء فحوصات الدم الوراثية للكشف عن وجود بعض الأمراض الوراثية التي قد تؤثر على صحة الجنين. تتضمن هذه الفحوصات فحص مستوى بعض الجينات أو الطفرات الوراثية التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض معينة.

أبرز الاختبارات الوراثية:

• اختبار متلازمة داون: يساعد هذا الاختبار في تقييم احتمال وجود متلازمة داون في الجنين.

• اختبار أنيميا الفول: يتم فحص الجينات المرتبطة بأنيميا الفول، وهي حالة قد تؤدي إلى انهيار خلايا الدم الحمراء.

تساعد هذه الفحوصات في الحصول على نتائج دقيقة حول حالة الجنين، وتمكين الأطباء من تقديم النصائح المناسبة للوالدين بناءً على هذه النتائج.

9. اختبار الكشف عن الحمل خارج الرحم

يعد اختبار الحمل خارج الرحم ضروريًا إذا كان هناك شك في أن الحمل قد يكون خارج الرحم، حيث يؤدي الحمل خارج الرحم إلى زيادة في مستويات هرمون الحمل ولكن لا يحدث نمو طبيعي للجنين. يتم الكشف عن هذا من خلال فحص الموجات فوق الصوتية وتحليل الدم لمستويات HCG.

10. تحليل نقص الفيتامينات والمعادن

قد تتعرض الأم خلال الحمل لنقص في بعض الفيتامينات والمعادن المهمة مثل فيتامين د والحديد والكالسيوم. يتم إجراء تحاليل الدم للكشف عن هذه النواقص، وتحديد الجرعات المناسبة من المكملات الغذائية لتفادي أي مشاكل صحية قد تؤثر على الحمل.

الختام

تعد تحاليل الحمل من الخطوات الأساسية في مراقبة صحة الأم والجنين طوال فترة الحمل. من خلال هذه التحاليل والفحوصات، يمكن للأطباء ضمان سير الحمل بشكل طبيعي والكشف المبكر عن أي مشاكل قد تنشأ.