أنواع سرطان الجلد وعلاجاته

أنواع سرطان الجلد: تعريف، أسباب، أعراض وطرق العلاج

يُعتبر سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وهو ينشأ عندما تبدأ الخلايا في الجلد في النمو بشكل غير طبيعي. مع تزايد أعداد المصابين بسرطان الجلد في العقدين الأخيرين، أصبح من الضروري التعرف على أنواعه المختلفة، كيفية الوقاية منها، وأحدث طرق العلاج المتاحة. في هذا المقال، سنغطي بالتفصيل أنواع سرطان الجلد، أسبابها، أعراضها، طرق الوقاية والعلاج المتاحة، بالإضافة إلى أحدث الدراسات والابتكارات في مجال علاج هذا المرض.

1. ما هو سرطان الجلد؟

سرطان الجلد هو نمو غير طبيعي للخلايا في طبقات الجلد. يعود ذلك إلى تغييرات (طفرات) تحدث في الحمض النووي (DNA) لخلايا الجلد، مما يؤدي إلى نموها بشكل خارج عن السيطرة. يمكن أن يظهر سرطان الجلد في أي جزء من الجسم، ولكن غالبًا ما يظهر في المناطق المعرضة للشمس مثل الوجه، العنق، الأذنين، اليدين، والذراعين.

2. أنواع سرطان الجلد

سرطان الجلد يُصنف إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:

2.1 سرطان الخلايا القاعدية (Basal Cell Carcinoma)

يعتبر هذا النوع من أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعًا، حيث يُقدر أنه يمثل نحو 80% من حالات سرطان الجلد. ينشأ هذا النوع من الخلايا القاعدية الموجودة في الطبقة السفلية من البشرة. يُعتبر سرطان الخلايا القاعدية أكثر الأنواع التي تحدث في مناطق الجلد المعرضة لأشعة الشمس، مثل الوجه والعنق واليدين.

أعراض سرطان الخلايا القاعدية:

• ظهور نتوء لؤلؤي أو شبيه بالجلد الرقيق الذي قد ينزف عند الضغط عليه.

• قد يتسبب في تقرحات أو جروح تلتئم ببطء.

• قد يظهر على شكل جروح حمراء أو بقع قشرية تزداد في الحجم مع مرور الوقت.

أسباب سرطان الخلايا القاعدية:

• التعرض المفرط لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية.

• التاريخ العائلي لسرطان الجلد.

• التعرض للأشعة السينية أو المواد الكيميائية السامة.

العلاج:

يتم علاج سرطان الخلايا القاعدية عادة من خلال الجراحة لإزالة الورم. في بعض الحالات، قد يتم استخدام العلاج الإشعاعي أو الأدوية الموضعية.

2.2 سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma)

يُعتبر هذا النوع ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعًا، وهو ينشأ من الخلايا الحرشفية الموجودة في الطبقة العليا من الجلد. يتشكل عادةً في المناطق المعرضة للشمس، مثل الوجه، الأذنين، الشفتين، واليدين، ولكنه قد يظهر أيضًا في مناطق غير مكشوفة للشمس.

أعراض سرطان الخلايا الحرشفية:

• ظهور تقرحات أو كتل متقشرة على الجلد.

• نمو سريع أو غير منتظم للآفات الجلدية.

• نزيف أو تقرحات مؤلمة قد تستمر لفترة طويلة.

أسباب سرطان الخلايا الحرشفية:

• التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.

• الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو يرتبط بشكل خاص بسرطان الجلد في الشفتين والأعضاء التناسلية.

• ضعف جهاز المناعة بسبب أدوية المناعة أو أمراض معينة مثل الإيدز.

العلاج:

يتطلب علاج سرطان الخلايا الحرشفية في العادة الجراحة لإزالة الخلايا السرطانية. في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، خاصةً في الحالات التي تتطور فيها الأورام إلى مناطق أخرى من الجسم.

2.3 سرطان الجلد الميلانيني (Melanoma)

سرطان الجلد الميلانيني هو أخطر أنواع سرطان الجلد، حيث يمثل نسبة صغيرة من حالات سرطان الجلد (حوالي 1-2%) ولكنه يتسبب في معظم حالات الوفاة المرتبطة بسرطان الجلد. ينشأ هذا النوع من الخلايا الميلانينية التي تنتج صبغة الميلانين في الجلد. هذا النوع من السرطان يمكن أن يظهر في أي مكان على الجسم، سواء كان معرضًا للشمس أو لا.

أعراض سرطان الجلد الميلانيني:

• ظهور شامة جديدة أو تغيير في شامة قديمة، حيث تصبح غير منتظمة في الشكل أو اللون.

• تزايد حجم الشامة أو وجود حواف غير منتظمة.

• وجود تغيرات في اللون، حيث قد تظهر الشامة بلون متباين بين الأسود، البني، الأحمر أو الأزرق.

• نزيف أو حكة في الشامة أو البقعة المصابة.

أسباب سرطان الجلد الميلانيني:

• التعرض المفرط لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية.

• التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الجلد الميلانيني.

• وجود أكثر من 50 شامة أو شامات غير طبيعية.

• وجود حالة مرضية جلدية سابقة، مثل التقرن الشعاعي أو الشامات غير المنتظمة.

العلاج:

• الجراحة لإزالة الورم.

• في بعض الحالات، قد يتطلب العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.

• العلاج المناعي والعلاج المستهدف قد يستخدم في المراحل المتقدمة أو في الحالات التي تكون فيها الأورام قد انتشرت.

3. أسباب سرطان الجلد

التعرض الطويل والمفرط لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية (UV) هو السبب الرئيسي لحدوث سرطان الجلد. قد يحدث السرطان نتيجة لتلف الحمض النووي (DNA) في خلايا الجلد بسبب الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي لتلك الخلايا.

أسباب أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد:

• العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد قد يزيد من احتمال الإصابة.

• تكرار حروق الشمس: الأشخاص الذين يتعرضون لحروق شمس شديدة خلال فترة الطفولة أو المراهقة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.

• الأمراض المناعية: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى الإيدز أو من يتناولون أدوية تثبط الجهاز المناعي، يكونون أكثر عرضة للإصابة.

• التعرض للمواد الكيميائية: بعض المواد الكيميائية مثل الزيوت المعدنية قد تساهم في زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الجلد.

4. تشخيص سرطان الجلد

تشخيص سرطان الجلد يتطلب الفحص الطبي من قبل طبيب متخصص في الأمراض الجلدية. في البداية، يقوم الطبيب بفحص الشامات أو الآفات الجلدية المشكوك فيها من خلال النظر إليها. إذا كان هناك شك في وجود سرطان، قد يطلب الطبيب إجراء عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر (خزعة جلدية) لتحديد ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية.

5. طرق الوقاية من سرطان الجلد

على الرغم من أن هناك عوامل لا يمكن السيطرة عليها، مثل العوامل الوراثية، إلا أنه يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد. تتضمن هذه التدابير:

• الابتعاد عن التعرض المفرط لأشعة الشمس: من الأفضل تجنب التعرض للشمس في الأوقات التي تكون فيها الأشعة فوق البنفسجية أكثر قوة (من الساعة 10 صباحًا إلى 4 مساءً).

• استخدام واقي الشمس: تطبيق واقي الشمس بتركيز لا يقل عن SPF 30 قبل التعرض للشمس، مع إعادة تطبيقه كل ساعتين أو بعد السباحة.

• ارتداء الملابس الواقية: ارتداء قبعات عريضة الحواف، ونظارات شمسية، وملابس طويلة للحد من التعرض المباشر للشمس.

• الفحص الدوري للجلد: إجراء فحص جلدي دوري لاكتشاف أي تغييرات في الشامات أو الآفات الجلدية.

6. العلاج والتطورات الحديثة في علاج سرطان الجلد

أدى التقدم الكبير في مجال الطب إلى ظهور عدة طرق جديدة لعلاج سرطان الجلد، خاصة في حالات السرطان المتقدم. تتضمن العلاجات الحديثة:

• العلاج المناعي: الذي يستخدم جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.

• العلاج المستهدف: والذي يستهدف البروتينات أو الجينات التي تساهم في نمو السرطان.

• العلاج بالإشعاع: والذي يستخدم الأشعة لعلاج السرطان الذي لا يمكن استئصاله بالجراحة.

• الجراحة: تعتبر الخيار الأساسي لعلاج سرطان الجلد في مراحله المبكرة.

7. الخلاصة

يعتبر سرطان الجلد من الأمراض القابلة للوقاية والتشخيص المبكر، حيث إنه مع العناية الكافية، يمكن الحد من خطورة الإصابة به بشكل كبير. وعلى الرغم من أن سرطانات الجلد المختلفة قد تكون مزعجة، إلا أن الكثير من الحالات يمكن علاجها بنجاح إذا تم اكتشافها مبكرًا واتباع طرق العلاج المناسبة.