أعشاب ونباتات برية

أنواع الفطر السام وأعراضه

أنواع الفطر السام: خصائصه وطرق الوقاية منه

يعتبر الفطر من الكائنات الحية التي لها دور كبير في النظام البيئي، حيث يمكن أن تتغذى عليه العديد من الكائنات الحية ويستفيد منه البشر في بعض الأنواع التي يتم تناولها كغذاء. ومع ذلك، توجد بعض أنواع الفطر السام التي قد تسبب أضرارًا صحية جسيمة أو حتى تؤدي إلى الوفاة إذا تم تناولها. يعد الفطر السام من أكثر المخاطر التي تهدد سلامة الإنسان عند جمع الفطر من البرية، ويجب التعامل معه بحذر شديد.

منذ العصور القديمة، كان الإنسان يواجه تحديات كبيرة في التمييز بين أنواع الفطر الصالح للأكل والفطر السام، حيث يمكن أن تتشابه الأنواع السامة مع الأنواع الصالحة للأكل بشكل كبير، ما يؤدي إلى التسمم. في هذا المقال، سوف نناقش أنواع الفطر السام الشائعة، خصائصها، كيفية الوقاية منها، وأعراض التسمم التي تسببها.

أنواع الفطر السام الشائعة

  1. فطر الأمانيتا بيلا (Amanita phalloides)

    • يعد فطر الأمانيتا بيلا واحدًا من أكثر أنواع الفطر السام شهرة وخطورة. يُعرف أيضًا باسم “الفطر القاتل” أو “فطر الموت”. يسبب هذا الفطر التسمم الكبدى الحاد ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات من تناوله.

    • الخصائص المميزة: يتميز هذا الفطر بغطاء لونه أخضر زيتوني أو بني فاتح، وله حواف ناعمة قليلاً. يعتبر السطح السفلي للغطاء أبيض اللون، بينما تحتوي الأقدام على حلقة ملونة. يشتهر هذا الفطر بوجود سُم يشبه الـ “أماتكس”، وهو نوع من السموم الفطرية القوية.

  2. فطر الأمانيتا موسكاريا (Amanita muscaria)

    • يشتهر فطر الأمانيتا موسكاريا بلونه الأحمر الساطع ووجود بقع بيضاء على سطحه، مما يجعله أحد الفطريات الأكثر تميزًا. يتم العثور عليه غالبًا في الغابات ذات الأشجار الصنوبرية.

    • الخصائص المميزة: هذا الفطر يحتوي على مركبات سامة تُعرف بـ “الإيزوتروبوتامين” و”الموسكارين” التي قد تسبب الهلوسة، الغثيان، القيء، والدوار. تناول هذا الفطر يمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة، على الرغم من أنه ليس قاتلًا مثل الأمانيتا بيلا.

  3. فطر الكوردسِبس (Cortinarius spp.)

    • تنتمي فطريات الكوردسِبس إلى عائلة الفطريات ذات الغطاء البني. على الرغم من أن العديد من فطريات الكوردسِبس غير سامة، فإن بعض الأنواع تحتوي على مركبات سامة يمكن أن تسبب التسمم.

    • الخصائص المميزة: غالبًا ما يتم الخلط بين فطريات الكوردسِبس وبعض الأنواع الصالحة للأكل بسبب التشابه في الشكل، وهو ما يجعل تحديد الأنواع السامة منها أمرًا صعبًا. السم الموجود في فطر الكوردسِبس يسبب مشاكل في الكلى قد تؤدي إلى الفشل الكلوي.

  4. فطر الكوبريلا (Coprinus atramentarius)

    • يعرف فطر الكوبريلا أيضًا باسم “فطر الحبر” بسبب قدرته على إفراز سائل أسود يشبه الحبر. يُعتبر فطر الكوبريلا سامًا عند تناوله مع الكحول.

    • الخصائص المميزة: يتميز هذا الفطر بلونه الرمادي أو الأسود الداكن ويشبه الفطر العادي من حيث الشكل، ولكنه يفرز سائلًا أسود عند تحلله. تناول هذا الفطر مع الكحول يمكن أن يسبب تأثيرات سامة خطيرة، بما في ذلك التسمم والتسمم بالكحول.

  5. فطر الغاليبس (Galerina marginata)

    • يُعتبر فطر الغاليبس من الأنواع السامة التي تنتمي إلى نفس عائلة الأمانيتا. يحتوي هذا الفطر على مركبات سامة تؤثر بشكل كبير على الكبد.

    • الخصائص المميزة: هذا الفطر صغير الحجم وله لون بني مصفر، كما يحتوي على رائحة تشبه رائحة الفاكهة العفنة. تحتوي الأنواع السامة من هذا الفطر على سموم خطيرة تؤدي إلى تدمير خلايا الكبد.

  6. فطر “الفلوميا” (Gyromitra esculenta)

    • يُعرف فطر “الفلوميا” باسم “الفطر الدموي” أو “فطر الدم الحارق” وهو فطر سام للغاية. يمكن أن يؤدي تناول هذا الفطر إلى أعراض شديدة مثل الغثيان، القيء، التعرق الغزير، والإسهال.

    • الخصائص المميزة: يتميز هذا الفطر بلونه الأحمر أو البني الفاتح مع شكل متموج على سطحه. تحتوي بعض أنواع الفطر “الفلوميا” على مركبات سامة تُسمى “هيدرازين”، التي تُعتبر خطيرة جدًا إذا تم تناولها.

السموم في الفطر السام

تختلف أنواع السموم الموجودة في الفطر السام وفقًا لنوع الفطر، وتكون هذه السموم السبب الرئيسي في تأثيرات التسمم التي قد يسببها الفطر. السموم الرئيسية تشمل:

  1. الأماتين (Amatoxins)

    • تعتبر هذه السموم من أكثر السموم قوة، وهي موجودة بشكل رئيسي في فطر الأمانيتا بيلا. تعمل الأماتين على تثبيط عمل إنزيمات الكبد التي تساعد في إزالة السموم من الجسم، ما يؤدي إلى تدمير خلايا الكبد والفشل الكبدي الحاد.

  2. الموسكارين (Muscarine)

    • يتواجد هذا السم في فطر الأمانيتا موسكاريا وهو يسبب تأثيرات مثل الهلوسة، تقلصات المعدة، التعرق، وضعف في التنفس. في الحالات الشديدة، قد يتسبب الموسكارين في الوفاة بسبب فشل الجهاز التنفسي.

  3. الهيدرازين (Hydrazine)

    • يتواجد في بعض أنواع الفطر مثل فطر “الفلوميا”. يعتبر الهيدرازين مركبًا سامًا للغاية يؤثر على نظام الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي ويزيد من خطر حدوث ضرر شديد للكبد.

  4. السبورانات (Sporidesmin)

    • توجد هذه السموم في بعض الأنواع النادرة من الفطر. وهي تعتبر شديدة السمية ويمكن أن تؤدي إلى تدمير الخلايا الكبديّة وتعطل وظيفة الكبد.

أعراض التسمم بالفطر السام

تختلف أعراض التسمم بناءً على نوع الفطر السام الذي تم تناوله، وكذلك كمية الفطر التي تم تناولها. في حالة الفطر السام الذي يحتوي على الأماتين، تتراوح الأعراض من:

  1. المرحلة الأولى (الـ 6-12 ساعة الأولى):

    • تتضمن الأعراض المبكرة عادة غثيانًا، قيئًا، وألمًا في البطن. في هذه المرحلة، قد يبدو الشخص المصاب بصحة جيدة نسبيًا، وهو ما يساهم في التأخير في التشخيص.

  2. المرحلة الثانية (من 12-24 ساعة):

    • مع مرور الوقت، تظهر أعراض إضافية مثل الإسهال الشديد وفقدان السوائل، مما يؤدي إلى الجفاف. قد تظهر أعراض تسمم الكبد مثل اصفرار الجلد (اليرقان) وانخفاض ضغط الدم.

  3. المرحلة الثالثة (بعد 48 ساعة):

    • تتدهور الحالة الصحية بشكل حاد. يحدث فشل كبدي حاد يتطلب علاجًا طارئًا في المستشفى، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

طرق الوقاية من التسمم بالفطر السام

  1. عدم تناول الفطر البرّي دون معرفة دقيقة: من أهم قواعد السلامة هو عدم تناول الفطر الذي تم جمعه من البرية دون التأكد الكامل من النوع. يجب على الأفراد الذين يرغبون في جمع الفطر الاستعانة بالخبراء في هذا المجال أو استخدام الكتب والمراجع الموثوقة.

  2. استخدام أجهزة الكشف عن السموم: تتوافر بعض الأجهزة التي يمكن استخدامها للكشف عن السموم في الفطر، لكن لا تعتبر هذه الأدوات كافية بمفردها، ويجب أن تكون مصحوبة بمعرفة تفصيلية بنوع الفطر.

  3. تجنب الفطر المشبوه: في حال وجود شك في نوع الفطر الذي تم جمعه، يجب تجنب تناوله، حتى لو كان يشبه الأنواع الصالحة للأكل.

  4. التعرف على الأنواع الصالحة والأخرى السامة: من الضروري معرفة الخصائص المميزة بين الفطر الصالح للأكل والفطر السام، مثل اللون، الشكل، والرائحة، بالإضافة إلى البيئات التي ينمو فيها كل نوع.

خاتمة

إن التعامل مع الفطر، سواء كان صالحًا للأكل أو سامًا، يتطلب درجة عالية من الحذر والمعرفة. الفطر السام يعد من أكبر المخاطر البيئية التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان إذا لم يتم التعرف عليه بشكل صحيح. لذا، من المهم اتباع الإرشادات الوق