أنواع الطيور في الأردن

أنواع الطيور في الأردن: تنوع بيئي فريد بين الصحراء والجبال والوديان

يعد الأردن من الدول الغنية بالتنوع البيولوجي، حيث تتقاطع فيه ثلاث مناطق جغرافية حيوية رئيسية هي: المنطقة الإيرانية-الطورانية، المنطقة الصحراوية العربية، والمنطقة السودانية الاستوائية. وتكمن أهمية هذا الموقع الجغرافي في كونه طريقاً رئيسياً لهجرة الطيور، إضافة إلى ما يوفره من مواطن طبيعية متنوعة للطيور المقيمة والمهاجرة على حد سواء. تتنوع البيئات الطبيعية في الأردن ما بين الصحاري الجافة، الغابات المتوسطية، الأراضي الزراعية، السهول، الأودية والجبال، ما يخلق ظروفاً مثالية لأنواع كثيرة من الطيور بأن تتخذ من الأردن موطناً دائماً أو مؤقتاً لها.

يشير سجل الحياة البرية في الأردن إلى وجود أكثر من 430 نوعاً من الطيور تم رصدها وتوثيقها، منها ما هو مقيم طوال العام، ومنها ما يهاجر بشكل موسمي خلال الربيع والخريف، فضلاً عن بعض الأنواع العارضة التي تظهر في ظروف مناخية معينة. ويتوزع هذا التنوع من الطيور على مجموعات بيئية عديدة تشمل الطيور الجارحة، الطيور المغردة، الطيور المائية، وطيور السهول والصحراء.

الطيور المقيمة في الأردن

تضم فئة الطيور المقيمة تلك الأنواع التي تتكاثر وتبني أعشاشها في الأردن وتظل موجودة فيه على مدار العام. ومن أبرز هذه الأنواع:

• العقاب الملكي الشرقي (Aquila heliaca): أحد أندر الطيور الجارحة في المنطقة، يتواجد في المرتفعات الجبلية ويُصنف كنوع مهدد بالانقراض.

• الغراب النوحي (Corvus ruficollis): ينتشر بكثرة في المناطق الصحراوية الجنوبية من المملكة.

• الحمامة البرية (Columba livia): تتواجد في الجبال والمنحدرات الصخرية، وهي من الطيور الأصلية في البلاد.

• البلبل الأبيض الخد (Pycnonotus leucotis): طائر مغرد يتميز بصوته الجميل، يعيش في الغابات والمناطق الحضرية ذات الأشجار الكثيفة.

الطيور المهاجرة

يمثل الأردن معبراً حيوياً للطيور المهاجرة بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، ويشهد موسمين رئيسيين للهجرة: موسم الربيع من مارس حتى مايو، وموسم الخريف من أغسطس حتى نوفمبر. خلال هذه الفترات، تعبر ملايين الطيور سماء الأردن أو تتوقف مؤقتاً للاستراحة والتغذية.

من بين أشهر الطيور المهاجرة التي تمر بالأردن:

• اللقلق الأبيض (Ciconia ciconia): يشاهد بأعداد ضخمة خلال الهجرة، خصوصاً في سهل البقعة ووادي الأردن.

• العقاب الرقط الكبير (Aquila clanga): طائر جارح مهاجر يظهر خلال فترة الخريف.

• السنونو (Hirundo rustica): طائر صغير يتميز بسرعته ورشاقته في الطيران، يهاجر بأعداد كبيرة.

• الطيطوي الأخضر (Tringa ochropus): طائر مائي يظهر غالباً في مناطق المياه العذبة والمستنقعات المؤقتة.

الطيور المائية

توفر بعض المناطق في الأردن، مثل وادي الأردن، ووادي عربه، وخليج العقبة، بيئة مثالية للعديد من أنواع الطيور المائية، سواء المقيمة أو المهاجرة. ومن أبرز هذه الأنواع:

• النحام الوردي (Phoenicopterus roseus): يظهر في بحيرة الأزرق والمناطق الرطبة الأخرى.

• البجع الأبيض (Pelecanus onocrotalus): يمر أثناء الهجرة وقد يشاهد في محمية الأزرق.

• الغرنيق (Ardea cinerea): من طيور البلشون المنتشرة في مناطق المياه المفتوحة.

الطيور الجارحة

تلعب الطيور الجارحة دوراً بيئياً بالغ الأهمية، إذ تسهم في التحكم بأعداد الفرائس مثل القوارض والزواحف. وفي الأردن، تنتشر العديد من أنواع الطيور الجارحة، منها:

• الصقر الشاهين (Falco peregrinus): من أسرع الطيور في العالم، يعشش في المنحدرات والجبال.

• النسر الأسمر (Gyps fulvus): من أكبر الطيور الجارحة، يعيش في المناطق الجبلية مثل الشوبك والطفيلة.

• العوسق (Falco tinnunculus): من الصقور الصغيرة، ويتواجد بكثرة في الحقول والمزارع.

• الباشق الأوراسي (Accipiter nisus): يعتمد في غذائه على الطيور الصغيرة، ويشاهد في الغابات وأطراف المدن.

طيور الصحراء

تشكل الصحراء الجنوبية الأردنية، خصوصاً مناطق وادي رم والبادية، موطناً للعديد من الأنواع التي تتأقلم مع البيئة القاحلة، مثل:

• القطا الرملي (Pterocles orientalis): يتغذى على البذور ويطير لمسافات طويلة للوصول إلى مصادر المياه.

• الدُخَل الصحراوي (Ammomanes deserti): طائر صغير الحجم يتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

• النعار الصحراوي (Rhodopechys obsoleta): يعيش في التلال الصخرية والمناطق الجافة المفتوحة.

• الهدهد (Upupa epops): يتميز بريشه الفريد وصوته المميز، ويوجد في السهول المفتوحة والواحات.

الطيور المغردة

الطيور المغردة لها أهمية كبيرة في النظام البيئي، ليس فقط بسبب دورها في التلقيح ونشر البذور، بل أيضاً لما تضفيه من جمال على البيئة الطبيعية. من أشهر الطيور المغردة في الأردن:

• الحسون الأوروبي (Carduelis carduelis): يتميز بألوانه الزاهية وصوته الجميل، لكنه يتعرض للصيد الجائر.

• الشحرور (Turdus merula): طائر معروف في الحدائق والغابات.

• الهازجة (Sylvia spp.): عدة أنواع من الهازجات تمر بالأردن أثناء الهجرة.

• السنونو الجبلي (Hirundo daurica): طائر مغرد يفضل البيئات المفتوحة والصخرية.

الطيور المهددة بالانقراض في الأردن

تتعرض بعض الطيور في الأردن لتهديدات متعددة مثل الصيد الجائر، فقدان المواطن الطبيعية، والتغيرات المناخية. ويشكل الحفاظ على هذه الأنواع أولوية قصوى لدى الجمعيات البيئية.

من الأنواع المهددة بالانقراض:

• القبج العربي (Alectoris melanocephala): يُعد من الأنواع المهددة بسبب الصيد الجائر.

• الحبارى الآسيوية (Chlamydotis macqueenii): من الطيور الأرضية النادرة.

• العقاب الملكي الشرقي (Aquila heliaca): مهدد بفقدان المواطن الطبيعية.

• نسر الأذون (Torgos tracheliotos): تم تسجيل وجوده النادر جنوب الأردن.

محميات الطيور في الأردن

بذلت الجمعيات البيئية مثل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة جهوداً كبيرة في إنشاء المحميات لحماية تنوع الطيور، وقد تم تخصيص عدد من المحميات الطبيعية لمراقبة الطيور وحمايتها:

جهود الحماية والمراقبة

تُعد مراقبة الطيور أحد أبرز الأنشطة البيئية في الأردن، حيث يتم تتبع تحركات الطيور وتعداداتها بشكل دوري، خصوصاً خلال فترات الهجرة. وقد أُدرج الأردن ضمن مسارات الهجرة الدولية المعترف بها في إطار اتفاقية “رامسار” لحماية المناطق الرطبة. كما أطلقت مبادرات تعليمية وتوعوية لزيادة الوعي البيئي تجاه الطيور، خصوصاً في المجتمعات المحلية المجاورة للمحميات.

وتهدف الجهود إلى:

• حماية المواطن الطبيعية من التوسع العمراني العشوائي.

• تنظيم الصيد ومكافحة الصيد الجائر.

• نشر الثقافة البيئية في المدارس والجامعات.

• دعم البحوث والدراسات المتعلقة بتنوع الطيور وسلوكها.

الخاتمة

يحتفظ الأردن بثروة طبيعية ثمينة من الطيور التي تعكس تنوع بيئاته وتوازنه البيولوجي، وتبرز مكانته كمعبر عالمي للطبيعة وهجرة الكائنات. الحفاظ على هذا الإرث البيئي يتطلب تكاتفاً بين المؤسسات الرسمية، الجمعيات البيئية، والمجتمعات المحلية، وذلك لضمان استدامة هذا التنوع الفريد للأجيال القادمة، وحماية الطيور من التهديدات المتزايدة.

المراجع:

1. الجمعية الملكية لحماية الطبيعة – RSCN (rscn.org.jo)

2. BirdLife International – Country Profile: Jordan (birdlife.org)