أنواع الحروق وأسبابها

أنواع الحروق

تعد الحروق من الإصابات الشائعة التي يمكن أن تصيب الإنسان نتيجة تعرضه لمصادر حرارية مباشرة أو غير مباشرة، وهي إصابة تؤثر على الجلد أو الأنسجة تحت الجلد. الحروق لا تقتصر فقط على الحروق الناتجة عن النار، بل تشمل أيضًا الحروق الناتجة عن الحرارة، الكهرباء، المواد الكيميائية، وحتى الشمس. تصنف الحروق بحسب عمق الإصابة ومدى تأثر الأنسجة في الجسم.

1. أنواع الحروق حسب الدرجة

تعتبر الحروق من أكثر الإصابات التي تتفاوت في شدتها بناءً على عمق التأثير على الجلد. وفقًا لهذا المعيار، تنقسم الحروق إلى ثلاث درجات رئيسية هي:

أ. الحروق من الدرجة الأولى

تعد الحروق من الدرجة الأولى أقل الأنواع شدة، حيث تؤثر فقط على الطبقة الخارجية من الجلد، وهي البشرة. عادة ما تكون هذه الحروق ناتجة عن تعرض الجلد لمصادر حرارية معتدلة مثل الشمس أو تعرضه لماء ساخن. يتمثل التأثير الرئيسي لهذه الحروق في احمرار الجلد، وجفافه، والشعور بالحرقان أو الألم الخفيف. قد تستغرق هذه الحروق عدة أيام إلى أسبوع للشفاء، ولا تترك عادة آثارًا طويلة الأمد.

الأعراض الرئيسية للحروق من الدرجة الأولى:

• احمرار في الجلد.

• تورم بسيط.

• ألم موضعي.

• جفاف الجلد وتقشيره في بعض الأحيان.

ب. الحروق من الدرجة الثانية

تعد الحروق من الدرجة الثانية أكثر شدة من الحروق من الدرجة الأولى، حيث تؤثر على طبقة الجلد الخارجية (البشرة) وطبقة الجلد الثانية (الأدمة). ينتج عنها انتفاخ في الجلد وتكوين فقاعات مملوءة بالسوائل نتيجة الأضرار التي تحدث للأوعية الدموية الصغيرة. قد تحدث هذه الحروق بسبب التعرض للحرارة الشديدة، مثل الماء المغلي أو تماس مباشر مع النار.

الأعراض الرئيسية للحروق من الدرجة الثانية:

• ألم شديد.

• ظهور فقاعات على الجلد مملوءة بالسوائل.

• احمرار مع تورم.

• وجود جروح مفتوحة قد تفرز سوائل.

• الشفاء قد يستغرق أسابيع وقد يترك آثارًا مثل الندبات.

ج. الحروق من الدرجة الثالثة

تعد الحروق من الدرجة الثالثة الأكثر شدة من بين أنواع الحروق. في هذا النوع من الحروق، يتأثر الجلد بشكل كامل بما في ذلك الطبقات العميقة من الأنسجة مثل الدهون، العضلات، وربما الأنسجة الداخلية. يمكن أن يحدث نتيجة التعرض للنار المباشرة أو المواد الكيميائية الحارقة أو الكهرباء. تظهر الحروق من الدرجة الثالثة غالبًا باللون الأبيض أو الأسود، وقد تكون المنطقة المصابة خالية من الألم في البداية بسبب تدمير الأعصاب.

الأعراض الرئيسية للحروق من الدرجة الثالثة:

• لون الجلد يتراوح بين الأبيض أو الرمادي أو الأسود.

• تدمير كامل للأنسجة الملامسة للمصدر الحراري.

• فقدان الإحساس بسبب تدمير الأعصاب.

• تكون الحروق عميقة وقد تؤدي إلى صعوبة في الشفاء.

2. أنواع الحروق حسب السبب

أ. الحروق الحرارية

تعد الحروق الحرارية من أكثر الأنواع شيوعًا. تحدث هذه الحروق نتيجة التعرض لمصادر حرارة مثل النار، السوائل الساخنة، البخار، أو الأجسام الساخنة. يمكن أن تصيب هذه الحروق أي جزء من الجسم، وقد تكون خطيرة جدًا إذا كانت المساحة المصابة كبيرة.

مصادر الحروق الحرارية تشمل:

• النار المباشرة.

• الأجسام الساخنة مثل الأسطح المعدنية.

• الماء المغلي أو البخار.

• التعرض للحرارة العالية في أماكن العمل مثل المصانع.

ب. الحروق الكيميائية

تنتج الحروق الكيميائية عندما تتلامس المواد الكيميائية القوية مع الجلد أو الأنسجة. هذه الحروق قد تحدث نتيجة التعرض للأحماض أو القواعد (المواد القلوية) مثل الأحماض الكبريتيكية، أو الصودا الكاوية. الحروق الكيميائية تكون شديدة في كثير من الأحيان وتسبب تلفًا عميقًا في الأنسجة وقد تؤدي إلى تشوهات.

المواد الكيميائية التي تسبب الحروق تشمل:

• الأحماض مثل حمض الكبريتيك.

• القلويات مثل هيدروكسيد الصوديوم.

• المنظفات الصناعية.

• المواد السامة الأخرى التي تحتوي على مركبات كيميائية قوية.

ج. الحروق الكهربائية

تحدث الحروق الكهربائية عندما يتعرض الشخص لصدمة كهربائية نتيجة ملامسته لمصدر كهرباء مباشر أو غير مباشر. قد تكون الحروق الكهربائية ناتجة عن الأسلاك المكشوفة، الأجهزة الكهربائية المعيبة، أو حتى البرق. تتفاوت شدة الحروق الكهربائية اعتمادًا على شدة التيار الكهربائي ومدة التعرض. في بعض الحالات، قد تؤدي الحروق الكهربائية إلى مشاكل صحية شديدة مثل توقف القلب أو تلف الأنسجة الداخلية.

المصادر الكهربائية التي تسبب الحروق تشمل:

• الأسلاك الكهربائية المكشوفة.

• الأجهزة الكهربائية التي تحتوي على عيوب.

• البرق.

• الصدمات الكهربائية من الآلات الصناعية.

د. الحروق الناتجة عن الشمس

تعد الحروق الناتجة عن الشمس من أنواع الحروق التي تحدث عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس لفترات طويلة دون حماية. يعد هذا النوع من الحروق من أكثر الحروق شيوعًا في المناطق الاستوائية أو في أوقات الصيف، حيث يمكن أن تؤدي أشعة الشمس المباشرة إلى تفاعل الجلد مع الأشعة فوق البنفسجية (UV)، مما يؤدي إلى تهيج الجلد واحمراره.

أعراض الحروق الشمسية:

• احمرار الجلد.

• ألم وحكة.

• تقشير الجلد في المناطق المتضررة.

• زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد في حالة التعرض المتكرر لأشعة الشمس.

3. المضاعفات المحتملة للحروق

الحروق، بغض النظر عن درجتها أو نوعها، قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب. بعض هذه المضاعفات تشمل:

أ. العدوى

بسبب تدمير الأنسجة وتعرضها للهواء، تصبح المنطقة المصابة بالحروق عرضة للعدوى. إذا دخلت البكتيريا إلى المنطقة المفتوحة، قد تحدث عدوى مؤلمة وصعبة العلاج.

ب. التشوهات

في حالة الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة، قد يترك الحرق ندوبًا دائمة تؤثر على شكل الجلد أو تؤدي إلى تشوهات. هذه التشوهات قد تؤثر على المظهر الجمالي أو على القدرة على الحركة إذا كانت الحروق قد أصابت المفاصل.

ج. اختلال التوازن الحراري

عندما يصاب الشخص بحروق شديدة، يمكن أن يتعرض للجفاف الشديد وفقدان السوائل، مما يؤدي إلى اختلال في توازن حرارة الجسم. يمكن أن تكون هذه المشكلة مهددة للحياة إذا لم يتم علاجها بسرعة.

د. الإصابات الداخلية

الحروق الكهربائية أو الحروق الناتجة عن المواد الكيميائية قد تتسبب في تلف الأنسجة الداخلية وتؤثر على الأعضاء الحيوية مثل القلب أو الكبد أو الكلى. هذا النوع من الإصابات قد يتطلب علاجًا فوريًا.

4. علاج الحروق

يعتمد علاج الحروق بشكل أساسي على نوع الحرق وشدته. في حالة الحروق من الدرجة الأولى، يمكن علاج الحرق في المنزل باستخدام بعض العلاجات المنزلية مثل كمادات الماء البارد والمرطبات. أما الحروق من الدرجة الثانية، فقد تتطلب عناية طبية لحماية الجروح من العدوى وتخفيف الألم. أما الحروق من الدرجة الثالثة، فيجب نقل المصاب إلى المستشفى بشكل عاجل للحصول على العلاج المناسب الذي قد يتضمن الأدوية المسكنة للألم، التغذية الوريدية، وعلاجات أخرى حسب الحاجة.

الخاتمة

الحروق هي إصابات تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للأفراد وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وصحيح. معرفة أنواع الحروق وطرق التعامل معها يساعد في تجنب الكثير من الأضرار الصحية ويحسن من فرص الشفاء بشكل كامل.