أنواع أحكام التجويد وتفاصيلها

أنواع أحكام التجويد وأهميتها في تلاوة القرآن الكريم

تعدّ أحكام التجويد من العلوم الأساسية التي تضمن قراءة القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة، وفقًا لما وصل إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام. فهي تتعلق بتطبيق القواعد الصوتية واللغوية التي تضمن نطق الحروف بمواضعها الصحيحة، مع مراعاة صفاتها الصوتية، وكذلك الفواصل والتنغيمات في القراءة. يأتي ذلك لكون القرآن الكريم قد نزل باللغة العربية الفصحى، التي تتطلب معايير دقيقة للتلاوة السليمة. في هذا المقال، سنتناول أنواع أحكام التجويد وتفاصيلها الكثيرة التي تجعل من القراءة الصحيحة للقرآن أمرًا ممكنًا ومهمًا في حياة المسلم.

1. المدود

المد في التجويد يعني إطالة الصوت بالحروف المدية، وهي حروف (ا، و، ي) التي تأخذ الحكم المدّي عند التلاوة، وتتنوع أنواع المدود في القرآن الكريم.

أ. المد الطبيعي

يعد المد الطبيعي هو المد الذي يكون من دون أي سبب خاص، وتكون مدته مقدار حركتين فقط. يحدث هذا المد في الكلمات التي تحتوي على حروف مدية في أواخرها دون أن يأتي بعد الحرف المدّي أي سبب آخر.

ب. المد الفرعي

المد الفرعي هو المد الذي يحدث نتيجة لعوامل أخرى مثل:

• المد بسبب السكون: يحدث هذا المد عند السكون بسبب الحروف الساكنة التي تقع في الكلمة. مثل: قَالَ.

• المد بسبب همز: يحدث عندما تأتي همزة بعد حرف مدّي، مما يؤدي إلى إطالة الصوت في الكلمة. مثل: آل.

• المد المنفصل: وهو المد الذي يحدث عندما يأتي حرف المد ثم يليه حرف همز في كلمة تليها. مثل: أَآمَنْتُمْ.

2. الإخفاء

الإخفاء هو نطق الحروف بصفة غير ظاهرة، بحيث لا يكون الصوت معتمدًا على التفخيم أو الترقيق المفرط. يمر الإخفاء في التجويد من خلال الإخفاء الكامل أو الجزئي، حيث يكون الحرف الأخير في الكلمة مشدودًا أو متحركًا.

أ. الإخفاء الحقيقي

وهو ما يحدث عند وجود حرفين في نفس السياق، مثل: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، حيث يتطلب من القارئ إخفاء حرف اللام، وتحويله إلى حرف مفخم متماسك.

ب. الإخفاء الحنفي

يحدث هذا الإخفاء عند الحروف المقطعة مثل الآراء، ويعني السماع الكامل دون ظهور أي تفصيل إضافي.

3. القلقلة

القلقلة هي عملية صوتية تحدث عندما تكون الحروف في كلمة محصورة بين حرفين، فيتم تحريكها بسرعة. وتشمل القلقلة خمس حروف هي: ق، ط، ب، ج، د. يحدث في هذه الحروف أثناء التلاوة تذبذب الصوت الناتج عن الضغط على الأحرف، وذلك يتسبب في تحريكها ببطء وظهور تذبذب الصوت.

4. التفخيم والترقيق

اللغة العربية تحتوي على العديد من الحروف التي تتطلب نطقًا ثقيلًا أو خفيفًا، بحسب السياق. هناك حروف تكون مفخمة، وأخرى تكون مرققة.

أ. التفخيم

يحدث التفخيم عندما يتطلب الحرف أن يتم نطقه بصوت ثقيل وضاغط، وذلك يشمل بعض الحروف مثل: ص، ع، غ.

ب. الترقيق

أما الترقيق فيحدث عندما يطغى الصوت الخفيف على الحروف، مثل: ر، ل، ف.

5. التنوين والنون الساكنة

يعد التنوين والنون الساكنة من الأحكام الهامة في التجويد، حيث لهما تأثير على كيفية نطق الحروف.

أ. الإظهار

الإظهار في التجويد يعنى أن الحرف المنطوق من النون الساكنة أو التنوين يكون واضحًا، ولا يتم إخفاؤه خلف الحروف المجاورة له.

ب. الإخفاء

ويتم الإخفاء عند وجود حروف مع التنوين أو النون الساكنة، بحيث يظل الصوت غير واضح بشكل كامل.

ج. الإدغام

الإدغام هو إدخال الحروف الساكنة في بعضها ليتكون حرف واحد مشترك، وبهذا يتم تقليل عدد الحروف المستعملة في التلاوة. تتطلب بعض الكلمات أن يتم الإدغام بطريقة صحيحة وفقًا لقواعد التجويد.

6. الوقف

الوقف هو قطع القراءة عند نهاية الآية أو الكلمة، وهو جزء مهم في تجويد القرآن. هناك نوعان من الوقف في التجويد:

أ. الوقف القبيح

ويقصد به أن يتوقف القارئ عند كلمة لا تسمح بإكمال معنى الجملة بعد التوقف عندها، مما يضر بالفهم.

ب. الوقف الجائز

وهو الذي يتم عند أماكن يسمح فيها التوقف دون التأثير على معنى الكلام.

ج. الوقف اللازم

هو التوقف الجوهري عند نهاية آية معينة، حيث تتوقف فيها القراءة تمامًا.

7. الشدّ

الشدّ هو نوع آخر من أحكام التجويد، يتم عند إظهار نطق حرف مشدّد مع الحروف التي لها صفات معينة، مثل الشدّ مع الحروف الساكنة.

8. المرسوم

المرسوم هو الطريقة التي يتم بها عرض الحروف في القرآن الكريم بشكل يناسب التلاوة.

9. المتصل والمنفصل

• المتصل: هو الحروف التي تأتي مع بعضها البعض في الكلمة، مما يجعل نطقها مترابطًا.

• المنفصل: هو الكلمات التي يكون فيها كل حرف مختلف عن الآخر، ويحتاج القارئ إلى التفريق بينهما أثناء القراءة.

10. الاستعلاء والاستفال

الاستعلاء هو عبارة عن نطق الحروف الثقيلة، وهو يستخدم عند النطق بحروف معينة مثل (ص، ط، ظ)، بينما الاستفال يحدث عند نطق الحروف الخفيفة.

11. التسميع والتدريب

تعدّ التسميع والتدريب من الأساسيات الهامة في إتقان أحكام التجويد، حيث يجب على القارئ أن يتعود على التدريب المستمر لتقوية مهاراته في التلاوة، مع مراعاة كل حكم من الأحكام التي تم شرحها.

الخاتمة

إنَّ أحكام التجويد تمثل علمًا راسخًا يعين المسلم على قراءة القرآن الكريم بشكل صحيح. لا تقتصر هذه الأحكام على الأداء الصوتي فقط، بل تشمل أيضًا النية الصادقة والاهتمام الدائم بالإتقان. إن إتقان هذا العلم ليس محصورًا في العلماء فقط، بل هو واجب على كل مسلم يسعى لتحسين تلاوته، والتواصل مع معاني القرآن الكريم بشكل أفضل.