رواية “أنجا الكاذبة”، من تأليف توماس موران، تعيدنا إلى فترة مظلمة في تاريخ الإنسانية، حيث تجسد لنا قصة النجاة الصعبة لأنجا فيينيفسكا خلال فترة الحرب العالمية الثانية في مدينة كراكوف البولندية المحتلة من قبل القوات الألمانية. تظهر أنجا بصورة تكاد تكون شفافة في جسدها الذي نجا من المحن، حيث تبدو كـ “فستان فارغ يتجول” في عيون والتر فاس، الذي يراقبها عبر سياج السلك الشائك المحيط بمخيم النازحين في بافاريا الرمادية. والتر، الجندي من الجانب الخاسر، يحمل أسراره الخاصة.
تتشكل علاقة زواج بين أنجا ووالتر كزواج من الرغبة المشتركة، حيث يتمنى كل منهما بشدة أن يصبحوا شخصيات جديدة، يتركون وراءهما ذكريات الحرب الشنيعة وما قاموا به في تلك الفترة الصعبة. يهرب الاثنان إلى مزرعة عائلة والتر في سفح جبال الألب الإيطالية، وهناك يصبحون أكثر من مجرد لاجئين يشتركون في عداء مشترك. تظهر أمامهم إمكانية الشفاء وحتى الخلاص، ولكن عندما يظهر رفيق حرب قديم لوالتر على عتبة بابهم، يبدأ سلامهم الهش في التفكك. يقدم موران بعناية وبفعالية تجسيدًا قويًا للصراع العاطفي المحزن الذي يهدد بتدمير حبهم وحياتهم الجديدة، ويضعه ببراعة في سياق عالم فوضوي تغير إلى الأبد.
الكتاب، الذي يتناول فئة الرواية التاريخية والواقعية، صدر عن دار النشر ريفرهيد هاردكوفر في سبتمبر عام 2003. يتميز بأسلوب كتابة رائع ينقلنا إلى عالم الشخصيات ويعكس ببراعة التحولات النفسية والعواطف المعقدة في ظل الأحداث الهامة التي شهدتها تلك الحقبة الزمنية الصعبة.