أنا، فيليني: استكشاف عبقرية الفن السابع

فيليني كما يراه شارلوت شاندلر: سيرة ذاتية تبرز الروح الخالدة للفن السابع

في عالم السينما، يعتبر Federico Fellini واحداً من أبرز المخرجين الإيطاليين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الفن السابع. وقد أتى كتاب “أنا، فيليني” (I, Fellini) الذي كتبته شارلوت شاندلر ليضيف بُعداً إضافياً لفهم شخصية هذا المخرج العظيم وأعماله الفريدة. صدر الكتاب في أكتوبر من عام 1995 عن دار نشر Random House، ويعد إضافة قيمة لكل محبي السينما وعشاق الفن.

فيليني وتاريخه:

فيليني، الذي يعتبره العديدون من رواد الفن السينمائي، قد أضاف مصطلح “فيلينيسكي” (Felliniesque) إلى اللغة، وهو ما يعكس التأثير العميق الذي أحدثه في عالم السينما. لكن الكتاب لا يقتصر على تقديم سيرة ذاتية تقليدية، بل يقدم أيضاً نافذة إلى روح فيليني، من خلال مقاربة تتسم بالفلسفية أحياناً وتكون شديدة التواضع في أحيان أخرى. تركز شاندلر في كتابها على استكشاف الجوانب المختلفة لشخصية فيليني، مما يساعد في تكوين صورة شاملة عن هذا الفنان الرائع.

الوجوه البارزة في حياة فيليني:

من بين العديد من الجوانب التي يتناولها الكتاب، هناك تسليط الضوء على مجموعة من الشخصيات البارزة التي كان لها تأثير كبير على حياة فيليني وأعماله. من هؤلاء، يمكن الإشارة إلى الممثلين المعروفين مثل مارشيليو ماستروياني، أنيتا إكبيرج، صوفيا لورين، وآنا ماجاني. كما يتناول الكتاب أيضاً التعليق على مخرجين آخرين مثل روبرتو روسيليني، إنغمار برغمان، وميشيلانجيلو أنطونيوني.

لكن ما يبرز في الكتاب هو التركيز على جوليتا ماسينا، زوجة فيليني وممثلة رئيسية في العديد من أفلامه. ماسينا لم تكن مجرد شريكة حياة، بل كانت أيضاً مصدر إلهام أساسي لأعماله. يقدم الكتاب تحليلاً مفصلاً لتأثيرها على أفلامه وكيف ساهمت في تحقيق رؤيته الفنية.

نظرة على أسلوب فيليني الفني:

“أنا، فيليني” لا يقدم فقط خلفية تاريخية أو سير ذاتية، بل يعرض أيضاً جوانب من أسلوب فيليني الفني. أسلوبه المميز كان يتميز بتصوير الأحلام والخيالات، مما جعل أفلامه تتمتع بجاذبية سحرية. يعتبر فيليني أحد رواد سينما الأحلام، وقد شكلت أعماله مثالاً على كيفية دمج الواقع والخيال بأسلوب فني يترك أثراً عميقاً في المشاهدين.

التأثير الثقافي واللغوي:

لم يكن تأثير فيليني مقتصراً على السينما الإيطالية فقط، بل تعدى ذلك ليشمل السينما العالمية. المصطلح “فيلينيسكي” الذي أضيف إلى اللغة يعكس مدى تأثيره العميق على الفن السابع. فيليني لم يكن مجرد مخرج، بل كان أيضاً رمزاً للخيال والإبداع. والكتاب يوضح كيف أن أسلوبه المميز قد ألهم العديد من الفنانين والمبدعين في مختلف أنحاء العالم.

الخلاصة:

كتاب “أنا، فيليني” لشاندلر هو أكثر من مجرد سيرة ذاتية؛ إنه تأمل في عبقرية شخصية غنية ومعقدة، تستحق كل التقدير والاحترام. من خلال استكشافها لعالم فيليني وأعماله، تقدم شاندلر للقارئ رؤية عميقة ومؤثرة حول هذا المخرج الرائع. الكتاب ليس فقط هدية لمحبي السينما، بل هو أيضاً مصدر إلهام لأي شخص يبحث عن فهم أعمق للإبداع والفن.