“أنا ديفيد”، كتاب يتلألأ بفكرة مبدعة وسرد ملحمي، يروي حكاية حياة ديفيد البالغة اثني عشر عامًا التي قضاها في معتقل مرير في شرق أوروبا. صائدًا على صفحاته الحبكة المعقدة والمشوقة، يأخذنا الكتاب إلى عوالم مظلمة لم تخطر ببال أي طفل في سن ديفيد.
مؤلفا هذا العمل الأدبي الرائع هما آن هولم وإل دبليو كينجسلاند، اللذان نقلوا لنا ببراعة فائقة تجربة ديفيد الفريدة. يظهر ديفيد في الرواية كشخصية تحمل عبء حياة قاسية، حيث يكتشف أنه لا يعلم شيئًا عن العالم الخارجي خلال السنوات الاثني عشر الماضية. ومع ذلك، عندما يأتي له الفرصة للهروب، يتخذ قرارًا جريئًا ويغامر بالفرار.
يبدأ ديفيد رحلته الاستثنائية في عالم جديد مجهول، حيث يجد نفسه مطاردًا من قبل أعداء ملتهمين له. تندلع المعركة في قلب هذا الكون الغريب، حيث يجد ديفيد نفسه يتصارع من أجل التكيف مع الوضع الجديد، وكل ما يمتلكه هو بوصلة، وبضع قطع من الخبز، وقدميه اللتين تؤلمانه، بالإضافة إلى نصائح غامضة تقترح عليه أن يلجأ إلى اللجوء في الدنمارك. هل هذا كافٍ للبقاء؟
تعكس هذه الرواية الكلاسيكية لآن هولم عن المعنى الحقيقي للحرية وقوة الأمل. تتناول ببراعة مواضيع اجتماعية حيوية، مثل قضايا الشباب والهروب، وتسلط الضوء على أبعاد نفسية عميقة. كما أن تصوير ديفيد لرحلته الغير عادية يلهم القارئ للتأمل في قيم الصمود والتحدي في وجه التحديات الشاقة.
يندرج هذا العمل الأدبي الرائع تحت فئة الرواية الشبابية، حيث يقدم للقارئ رؤية فريدة وملهمة لتحديات الشباب في مواجهة الظروف الصعبة. وتظهر المؤلفة آن هولم مهارتها الاستثنائية في خلق عوالم وشخصيات تتنفس بالحياة، مما يضفي على القصة عمقًا يفوق حدود الزمان والمكان.
يتميز هذا الإصدار بتقديمه من قبل دار النشر Clarion Books، التي قدمت هذا الكنز الأدبي في شهر يناير من العام 2004، ليكون محط أنظار عشاق الأدب الشبابي والباحثين عن قصص تتناول مواضيع اجتماعية هامة.