أهم الأمور التي يجب أن تضعها في حسبانك قبل ترك عملك
يعد قرار ترك العمل من القرارات الحاسمة في حياة أي شخص، إذ يرتبط بالكثير من العوامل النفسية والمالية والاجتماعية. في كثير من الأحيان، يتخذ الأفراد هذا القرار نتيجة لعدة أسباب تتراوح بين الضغوط المهنية، أو الرغبة في تحقيق طموحات شخصية أو تغيير الاتجاه المهني. لكن قبل أن تتخذ هذا القرار الحاسم، من الضروري أن تضع في حسبانك مجموعة من الأمور التي ستؤثر بشكل مباشر على مستقبلك المهني والشخصي. هذا المقال يستعرض أهم هذه الأمور التي يجب مراعاتها بعناية، لضمان اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.
1. التأكد من استعدادك المالي
أحد أبرز العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التفكير في ترك العمل هو الوضع المالي. إن ترك العمل دون وجود خطة مالية محكمة قد يعرض الشخص لمشاكل مالية قد تكون عواقبها وخيمة. يجب أولاً التأكد من وجود مدخرات كافية تكفي لتغطية نفقات الحياة الأساسية لفترة لا تقل عن 6 أشهر إلى سنة، وفقًا لنمط حياتك ومتطلباتك المالية.
بالإضافة إلى المدخرات، يجب حساب الدخل المتوقع في حال قمت بالانتقال إلى وظيفة أخرى أو بدأت مشروعًا خاصًا. من المهم ألا تعتمد على الافتراضات أو التفاؤل المفرط بخصوص المستقبل المالي. إذا كنت تفكر في الاستقالة دون خطة واضحة للمستقبل المالي، فإن ذلك قد يعرضك لمواقف صعبة على المدى الطويل.
2. التفكير في المستقبل المهني
الانتقال من وظيفة إلى أخرى أو تغيير المسار المهني قد يكون خطوة مثمرة، لكنه في نفس الوقت قد يتسبب في فقدان الخبرات المكتسبة أو التخلي عن بعض الفرص القيمة. قبل ترك عملك، يجب أن تسأل نفسك عن أهدافك المهنية على المدى البعيد. هل سيوفر لك العمل المقبل الفرص التي تبحث عنها؟ هل الانتقال إلى مجال جديد سيحسن فرصك الوظيفية؟
عليك أن تدرس جيدًا المسار الذي ترغب في سلوكه بعد مغادرة عملك الحالي. إذا كنت ترغب في الانتقال إلى مجال جديد، يجب أن تكون لديك المهارات اللازمة لتلك الوظيفة أو المجال. قد تحتاج إلى تطوير نفسك عن طريق الحصول على شهادات أو دورات تدريبية تساعدك في الانتقال بسلاسة.
3. التأثيرات الاجتماعية والشخصية
قد يسبب ترك العمل في بعض الحالات تغيرًا في الروتين اليومي والعلاقات الاجتماعية، سواء داخل بيئة العمل أو خارجها. إذا كنت تعمل في بيئة عمل تجمعك مع زملاء عمل يعتبرون بمثابة أصدقاء لك، قد تجد أن قرار المغادرة ليس سهلًا، خاصة إذا كنت ستبتعد عن دائرة معارفك الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تشعر أنك مرتبط بوظيفة معينة بسبب مكانتك الاجتماعية أو مكانتك الأسرية، فقد يكون من الصعب اتخاذ قرار الرحيل. من الضروري أن تفكر في كيفية تأثير مغادرتك على حياتك الشخصية وعلى علاقاتك مع الآخرين.
4. تحليل البيئة النفسية في العمل
قبل ترك عملك، من المهم أن تقيم البيئة النفسية التي تعمل فيها. هل تشعر بأنك محبط أو غير مُقدر؟ هل تعاني من ضغوطات مستمرة تؤثر على صحتك النفسية والجسدية؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فيجب أن تسعى أولاً لتحسين الوضع إن أمكن. يمكنك البدء بمحادثات مع مديرك المباشر أو مع مستشار داخلي إذا كان ذلك متاحًا في مؤسستك.
إذا كانت بيئة العمل سامة وتؤثر على جودة حياتك بشكل دائم، فإن ترك العمل قد يكون الخيار الأفضل. لكن قبل اتخاذ هذه الخطوة، تأكد من أنك قد جربت جميع الخيارات المتاحة لتحسين الوضع.
5. البحث عن فرص بديلة
إذا قررت مغادرة عملك، من الضروري أن تبحث عن فرص بديلة قبل أن تترك وظيفتك الحالية. في بعض الأحيان، قد يبدو أن الوضع في مكان العمل لا يمكن تحمله، لكن لا بد من التأكد من أن لديك خيارات أخرى متاحة، سواء كانت وظيفة أخرى في نفس المجال أو وظيفة في مجال مختلف تمامًا.
البحث عن وظيفة جديدة يمكن أن يكون عملية طويلة ومعقدة، لذا فمن الأفضل أن تبدأ في البحث قبل اتخاذ القرار النهائي. قد يتطلب ذلك تحديث سيرتك الذاتية، تحسين مهارات المقابلات، والبحث في شبكاتك المهنية.
6. تأثير ترك العمل على مزاجك وصحتك النفسية
يجب أن تضع في اعتبارك أن ترك العمل قد يكون له تأثير عميق على حالتك النفسية. قد تشعر بالراحة مؤقتًا بعد مغادرتك لوظيفة لا تشعر بالرضا عنها، ولكن في بعض الأحيان قد تشعر بالندم أو القلق بشأن المستقبل بعد فترة قصيرة.
إذا كنت على دراية بأنك قد تعاني من مشاعر مثل الوحدة أو العزلة بعد مغادرة العمل، فإن ذلك يجب أن يكون جزءًا من حساباتك. لا تنسَ أن تبحث عن مصادر دعم خارج العمل، مثل الأصدقاء أو الأسرة، الذين يمكن أن يساعدوك في التكيف مع الوضع الجديد.
7. الاستعداد للتعامل مع التغيرات المفاجئة
أحد التحديات الكبرى التي قد تواجهك بعد ترك العمل هو التعامل مع التغيرات المفاجئة التي قد تحدث في حياتك. على سبيل المثال، قد تتعرض لتغيير في وضعك المالي، أو قد تجد صعوبة في التكيف مع بيئة العمل الجديدة إذا انتقلت إلى وظيفة أخرى. بعض الناس قد يعانون من صعوبة في التكيف مع الوضع الجديد بعد مغادرة العمل، مما قد يؤدي إلى شعور بالعزلة أو القلق.
من المهم أن تكون مستعدًا لهذه التغيرات وأن تكون لديك خطة للتعامل معها. يجب أن تضع في اعتبارك أن التغيرات، حتى لو كانت إيجابية، قد تكون مرهقة في البداية.
8. الاعتبارات القانونية والحقوق الوظيفية
قبل اتخاذ قرار ترك عملك، من الضروري أن تكون على دراية كاملة بحقوقك القانونية في مكان العمل. يجب أن تتأكد من أنك لا تخالف أي من شروط العقد الذي وقعته مع الشركة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون على دراية بحقوقك فيما يتعلق بالاستقالة، مثل حقوقك في الحصول على مكافأة نهاية الخدمة أو أي مستحقات أخرى.
في بعض البلدان، قد يتطلب الأمر تقديم إشعار مسبق للشركة قبل مغادرتك، ويجب أن تتأكد من أن لديك جميع المعلومات اللازمة لتجنب أي مشاكل قانونية بعد تركك للعمل.
9. تقييم الخيارات البديلة بعد ترك العمل
قد يفتح لك ترك العمل أبوابًا جديدة، مثل فرص البدء في مشروعك الخاص، أو الانطلاق في مجال آخر كنت ترغب فيه. يمكن أن يكون المغادرة بمثابة بداية جديدة، شريطة أن تكون قد درست خياراتك بعناية. لا تقتصر الفرص البديلة على مجرد البحث عن وظيفة جديدة، بل يمكن أن تشمل أيضًا التحضير لبدء عمل حر أو الانخراط في مجال يتيح لك استثمار مهاراتك الشخصية والفنية.
10. التحضير النفسي لترك العمل
أخيرًا، من المهم أن تكون مستعدًا نفسيًا لهذا القرار. قد تكون لديك الكثير من العواطف المرتبطة بالمغادرة، مثل الحزن أو حتى الندم. إن التركيز على الأهداف المستقبلية والتركيز على الفرص التي ستتاح لك بعد مغادرة العمل يمكن أن يساعد في تسهيل عملية التكيف.
إن ترك العمل ليس مجرد قرار مهني، بل هو قرار يتعلق بمستقبل حياتك بأكملها. إذا كنت قد فكرت في جميع الجوانب التي تم ذكرها سابقًا، فإنك ستكون على دراية أكبر بما هو مطلوب منك في هذه المرحلة الانتقالية.
