أمراض معدية قد تصيب المسافرين

4 أمراض مُعدية قد تُصاب بها خلال السفر

يُعتبر السفر من الأنشطة التي تمنح الإنسان فرصة لاكتشاف ثقافات جديدة ومناطق غير مألوفة، لكن رغم الفوائد العديدة التي يوفرها السفر، إلا أنه قد يكون محفوفًا بالمخاطر الصحية. من بين هذه المخاطر، تأتي الأمراض المعدية التي تُعتبر تهديدًا حقيقيًا للسياح والمسافرين. هذه الأمراض قد تنتقل بسهولة في أماكن مزدحمة أو بسبب ظروف صحية غير ملائمة أثناء الرحلة. في هذا المقال، سنتناول أربعة من أشهر الأمراض المعدية التي قد تصيب المسافرين، مع توضيح أسبابها، أعراضها، طرق الوقاية والعلاج المتاحة.

1. الملاريا

الملاريا هي واحدة من أكثر الأمراض المعدية شيوعًا التي قد يتعرض لها المسافرون، خاصة أولئك الذين يزورون مناطق معينة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. تسبب الملاريا طفيليات من جنس Plasmodium التي تنتقل عن طريق لدغات أنثى بعوضة الأنوفيليس الحاملة للطفيلي.

أسباب الإصابة

تحدث الإصابة بالملاريا عندما تقوم بعوضة الأنوفليس المصابة بلسع شخص سليم. الطفيليات التي تحملها تنتقل إلى مجرى الدم، حيث تبدأ في التكاثر داخل خلايا الدم الحمراء. يمكن أن تؤدي هذه الطفيليات إلى تدمير خلايا الدم الحمراء، مما يسبب أعراضًا شديدة مثل الحمى والقشعريرة.

الأعراض

تظهر أعراض الملاريا عادة بعد فترة تتراوح بين 7 إلى 30 يومًا من الإصابة. تشمل الأعراض:

• حمى شديدة

• قشعريرة

• تعرق مفرط

• صداع

• آلام في العضلات

• إعياء عام

طرق الوقاية والعلاج

من أهم طرق الوقاية من الملاريا استخدام المبيدات الحشرية وارتداء ملابس واقية وخصوصًا في المناطق التي تشهد انتشارًا واسعًا للبعوض. يمكن للمسافرين تناول أدوية وقائية قبل وأثناء وبعد السفر إلى المناطق الموبوءة بالملاريا. أما في حال الإصابة، فيتم العلاج بواسطة أدوية مضادة للطفيليات، مثل الأرتيميسينين.

2. التيفوئيد

التيفوئيد هو مرض بكتيري يسببه Salmonella enterica serotype Typhi، ويعتبر من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر تناول الطعام أو الماء الملوث. ويُعد السفر إلى المناطق ذات مستوى الرعاية الصحية المنخفض من أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.

أسباب الإصابة

تنتقل بكتيريا التيفوئيد عبر الطعام والماء الملوث ببراز شخص مصاب. كما يمكن أن تحدث العدوى من خلال التعامل مع الطعام بشكل غير صحي أو التفاعل مع بيئات غير نظيفة.

الأعراض

تظهر أعراض التيفوئيد عادة بعد 6-30 يومًا من التعرض للبكتيريا. وتشمل:

• حمى شديدة

• صداع

• آلام في البطن

• فقدان الشهية

• إمساك أو إسهال

طرق الوقاية والعلاج

تتمثل طرق الوقاية في تناول الطعام من مصادر موثوقة وشرب مياه معقمة فقط. يمكن للأشخاص المسافرين إلى المناطق الموبوءة أن يتلقوا لقاح التيفوئيد قبل السفر. كما يمكن علاج المرض باستخدام المضادات الحيوية، مثل السيفالوسبورين أو الكلورامفينيكول.

3. الإسهال المسافر

الإسهال المسافر هو مرض شائع يصيب العديد من الأشخاص عند السفر إلى دول ذات معايير صحية منخفضة. يتسبب فيه تناول طعام أو مياه ملوثة، ويعد من أكثر الأمراض التي تصيب المسافرين أثناء رحلاتهم.

أسباب الإصابة

تسبب بكتيريا مثل Escherichia coli (إي كولاي) والفيروسات والطفيليات إسهال المسافر. تنتقل هذه الميكروبات عبر الطعام والماء الملوث. يمكن أن تحدث الإصابة عند تناول طعام محضر في بيئة غير صحية أو شرب ماء ملوث.

الأعراض

تبدأ أعراض الإسهال عادة بعد 1-3 أيام من تناول الطعام الملوث. الأعراض تشمل:

• إسهال مائي

• آلام في البطن

• شعور بالغثيان أو القيء

• حمى خفيفة

• شعور عام بالإعياء

طرق الوقاية والعلاج

يتمثل العلاج في تناول السوائل لتعويض ما يفقده الجسم من ماء وأملاح، بالإضافة إلى تناول الأدوية المضادة للبكتيريا أو الفيروسات في الحالات الشديدة. من الطرق الوقائية تجنب تناول الطعام من الباعة الجائلين أو شرب المياه غير المفلترة، واستخدام حبوب تعقيم المياه عند السفر إلى المناطق الموبوءة.

4. حمى الضنك

تعد حمى الضنك من الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق لدغات البعوض، وتُعتبر من الأمراض الأكثر شيوعًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. يسبب المرض فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الفلافية، وينتقل من خلال لدغة بعوضة Aedes المصابة.

أسباب الإصابة

يحدث المرض نتيجة لدغة بعوضة من نوع Aedes aegypti أو Aedes albopictus التي تحمل فيروس حمى الضنك. ينتقل الفيروس إلى الإنسان عندما تلدغ البعوضة شخصًا مصابًا ثم تنتقل العدوى إلى شخص آخر.

الأعراض

تتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة، وقد تشمل:

• حمى شديدة

• صداع شديد خلف العينين

• آلام في العضلات والمفاصل

• طفح جلدي

• غثيان أو قيء

طرق الوقاية والعلاج

الوقاية من حمى الضنك تعتمد بشكل رئيسي على الحماية من لدغات البعوض، من خلال ارتداء ملابس طويلة الأكمام واستخدام طارد الحشرات. لا يوجد علاج محدد للمرض، لكن يتم علاج الأعراض باستخدام مسكنات الألم والمحاليل لتقليل الجفاف الناتج عن الحمى.

الختام

إن الأمراض المعدية التي قد يصاب بها المسافرون ليست مجرد مشاكل صحية فحسب، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على تجربة السفر بشكل عام. من المهم أن يكون المسافر على دراية بهذه الأمراض وأسبابها وطرق الوقاية منها. قبل السفر إلى المناطق الموبوءة، يجب اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، مثل التطعيمات، والالتزام بالإجراءات الصحية المناسبة للحفاظ على الصحة أثناء الرحلة.