طب وصحة

أمراض سرطانية أكثر شيوعًا لدى الرجال

النجاح الصحي: أمراض سرطانية تصيب الرجال أكثر من النساء

تعد الأمراض السرطانية من أخطر التحديات الصحية التي يواجهها البشر في العصر الحديث. ورغم أن السرطان يصيب الأفراد من جميع الأعمار والأجناس، إلا أن الدراسات والبحوث العلمية تشير إلى أن الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان مقارنة بالنساء. هذا التفاوت في معدلات الإصابة بين الجنسين يمكن أن يعزى إلى عدة عوامل بيولوجية، هرمونية، سلوكية وبيئية. في هذا المقال، سنناقش أبرز الأمراض السرطانية التي تصيب الرجال بشكل أكبر من النساء، مع التركيز على الأسباب المحتملة وراء هذا التفاوت وطرق الوقاية والعلاج.

1. سرطان الرئة

سرطان الرئة هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا وخطورة في جميع أنحاء العالم، ويُعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة بسبب السرطان في كل من الرجال والنساء. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن الرجال هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة مقارنة بالنساء. وهذا يرجع إلى عدة عوامل، أبرزها التدخين، حيث يعد الرجال أكثر عرضة لهذه العادة المدمرة في بعض الثقافات والمجتمعات. على الرغم من أن النساء قد بدأوا في زيادة معدلات التدخين في السنوات الأخيرة، إلا أن الذكور كانوا أكثر عرضة لهذا السلوك على مر العقود، مما يعزز من احتمالية إصابتهم بسرطان الرئة.

وبالإضافة إلى التدخين، تشير الأبحاث إلى أن العوامل البيئية الأخرى، مثل التعرض للتلوث الجوي في المناطق الحضرية والمهنية، قد تساهم أيضًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الرجال. ومن الجدير بالذكر أن سرطان الرئة غالبًا ما يُشخّص في مراحل متأخرة، مما يزيد من صعوبة العلاج والشفاء.

2. سرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال. تُظهر الدراسات أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالنساء، وذلك لأن البروستاتا هي عضو موجود فقط لدى الرجال. وتشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل ستة رجال قد يُصاب بسرطان البروستاتا في مرحلة ما من حياتهم، وهو ما يعادل أكثر من 170,000 حالة سنويًا في الولايات المتحدة وحدها.

يعد العمر والوراثة من أبرز العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. يزداد خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان مع تقدم العمر، حيث أن معظم الحالات يتم تشخيصها لدى الرجال الذين تجاوزوا سن الستين. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تحديد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا. إذا كان هناك أفراد في العائلة قد أُصيبوا بهذا السرطان، فإن الرجل يكون أكثر عرضة للإصابة به.

3. سرطان القولون والمستقيم

سرطان القولون والمستقيم هو نوع آخر من السرطانات التي تصيب الرجال بشكل أكبر من النساء. وعلى الرغم من أن هذا النوع من السرطان يصيب كلا الجنسين، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الرجال لديهم معدلات إصابة أعلى به مقارنة بالنساء. يتطور سرطان القولون والمستقيم عندما تبدأ خلايا القولون أو المستقيم في النمو بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تكوين أورام قد تنتشر إلى الأعضاء الأخرى.

يعتبر النظام الغذائي غير الصحي، والذي يحتوي على كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمعالجة، وكذلك قلة النشاط البدني وزيادة الوزن، من أبرز العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويظهر الرجال في هذه الفئة العمرية بشكل أكبر، حيث تُظهر الدراسات أن الذكور لديهم معدلات أعلى من النساء فيما يتعلق بهذه العوامل المؤدية إلى السرطان.

4. سرطان الكبد

سرطان الكبد هو نوع آخر من السرطان الذي يصيب الرجال أكثر من النساء. في كثير من الحالات، يرتبط سرطان الكبد بالعوامل البيئية مثل التسمم الكحولي أو الإصابة بفيروس التهاب الكبد، الذي يؤدي إلى تليف الكبد. يُعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان بسبب زيادة معدلات تعاطي الكحول والتدخين بينهم، وكذلك بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس التهاب الكبد في بعض الفئات السكانية.

تعتبر الأمراض المزمنة المرتبطة بالكبد مثل التليف الكبدي والالتهاب الكبدي الوبائي من أبرز عوامل الخطر للإصابة بسرطان الكبد. وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن الرجال لديهم قابلية أكبر للإصابة بهذه الأمراض المزمنة مقارنة بالنساء، مما يزيد من احتمالات إصابتهم بسرطان الكبد.

5. سرطان المثانة

سرطان المثانة هو سرطان آخر يُصيب الرجال أكثر من النساء. يعد التدخين أحد أكبر عوامل الخطر لهذا المرض، حيث إن نسبة الرجال المدخنين أعلى بكثير من النساء في معظم أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن بعض المواد الكيميائية السامة المستخدمة في الصناعات قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة لدى الرجال، خاصة في الصناعات التي تتطلب التعامل مع المواد الكيميائية الملوثة.

يعتبر سرطان المثانة أحد السرطانات التي تميل إلى الانتشار بسرعة، مما يعقّد خيارات العلاج. عادة ما يتم تشخيص المرض في مراحل متقدمة، ما يؤثر بشكل كبير على نتائج العلاج.

6. سرطان المريء

سرطان المريء هو نوع آخر من السرطان الذي يصيب الرجال بشكل أكبر. ويُعزى هذا التفاوت في الإصابة إلى عدة عوامل مثل التدخين، وتعاطي الكحول، والسمنة. حيث تساهم هذه العوامل في تهيئة بيئة ملائمة لتطور سرطان المريء، الذي يساهم في ارتفاع معدلات الإصابة به في صفوف الرجال مقارنة بالنساء.

على الرغم من أن سرطان المريء نادر نسبيًا، إلا أن العوامل البيئية والسلوكية تزيد من احتمالية الإصابة به بين الرجال. ولذلك فإن الوقاية من هذا النوع من السرطان تتطلب تقليل التدخين، والتقليل من تناول الكحول، والابتعاد عن الأطعمة عالية الدهون.

العوامل التي تساهم في تفاوت الإصابة بالسرطان بين الرجال والنساء

  1. الهرمونات: تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في تطوير السرطان. فالهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون، التي توجد بمستويات أعلى في النساء، قد تساهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان. في المقابل، يكون تأثير هرمون التستوستيرون، الذي يكون بمستويات أعلى في الرجال، أكثر تأثيرًا في بعض الأنواع من السرطان مثل سرطان البروستاتا.

  2. السلوكيات والتقاليد: يميل الرجال إلى اتخاذ بعض السلوكيات والممارسات التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، مثل التدخين، وتعاطي الكحول، والنظام الغذائي غير الصحي. كما أن بعض المهن التي يتعرض فيها الرجال للمواد الكيميائية قد تساهم أيضًا في زيادة معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان.

  3. العوامل الوراثية: على الرغم من أن السرطان ليس دائمًا وراثيًا، فإن العوامل الجينية يمكن أن تساهم في زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. وعادةً ما يكون للرجال أنماط وراثية قد تساهم في زيادة معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا وسرطان القولون.

  4. العوامل البيئية: العوامل البيئية مثل التلوث والتعرض للمواد السامة تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. الرجال الذين يعملون في صناعات معينة قد يتعرضون بشكل أكبر للمواد الكيميائية السامة التي تساهم في تطور السرطان.

الوقاية والعلاج

تشير الدراسات إلى أن الوقاية من السرطان تبدأ من العادات اليومية. يمكن للرجال تقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان عن طريق اتباع نمط حياة صحي يشمل:

  • التوقف عن التدخين: يعد التدخين أحد أكبر عوامل الخطر للعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والمثانة.

  • ممارسة الرياضة: الحفاظ على وزن صحي من خلال ممارسة النشاط البدني بانتظام يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والكبد.

  • تجنب تناول الكحول: تقليل استهلاك الكحول يساهم في الوقاية من العديد من أنواع السرطان.

  • التغذية السليمة: تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والألياف يقلل من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.

  • الفحوصات الدورية: إجراء فحوصات طبية دورية للكشف المبكر عن السرطان يمكن أن يساعد في اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، مما يزيد من فرص العلاج والشفاء.

ختامًا، بينما يصيب السرطان الرجال والنساء على حد سواء، تبين الأبحاث أن الرجال يعانون من العديد من أنواع السرطان بشكل أكثر من النساء. ومع ذلك، يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية التي تساعد في تقليل هذه الفجوة.