أمراض تنتقل عبر اللعاب

الأمراض التي تنتقل عن طريق اللعاب:

اللَّعَاب هو سائل بيولوجي يفرزه الغدد اللعابية في الفم، ويحتوي على العديد من الإنزيمات والمواد الكيميائية التي تساعد في هضم الطعام وتنظيف الفم. في الظروف الطبيعية، لا يُعتبر اللعاب خطرًا صحيًا. لكن عندما يكون الشخص مصابًا بعدوى أو مرض معين، يمكن أن يصبح اللعاب وسيلة لنقل الجراثيم والفيروسات، مما يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض بين الأفراد. العديد من الأمراض تنتقل عن طريق اللعاب سواء عبر التواصل المباشر مثل التقبيل أو من خلال مشاركة الأدوات الشخصية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق اللعاب.

1. الإنفلونزا (Flu)

الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي وتنتقل بسهولة من شخص لآخر. يُعتبر اللعاب من وسائل نقل الفيروس بشكل رئيسي، حيث يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى آخر عبر التقبيل أو السعال أو العطس. عند ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس، يمكن أن يكون اللعاب الوسيلة التي تحمل الفيروس إلى الجسم.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل.

• التحدث أو السعال بالقرب من شخص آخر.

• مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والملاعق.

2. فيروس إبشتاين بار (Epstein-Barr Virus – EBV)

فيروس إبشتاين بار هو فيروس ينتمي إلى مجموعة الفيروسات الهربسية، ويعد المسؤول عن العديد من الأمراض بما في ذلك داء وحيدات النوى، وهو من الأمراض الشائعة التي تنتقل عبر اللعاب. يُعرف داء وحيدات النوى عادةً بـ “مرض التقبيل” نظرًا لأن الفيروس يُنقل بشكل رئيسي من خلال اللعاب.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل.

• مشاركة أدوات الأكل أو الشرب مع شخص مصاب.

• الاتصال المباشر مع اللعاب.

3. مرض الهربس الفموي (Oral Herpes)

الهربس الفموي هو عدوى فيروسية تُسبّبها فيروسات الهربس البسيط (HSV-1)، وهو يسبب تقرحات على الشفاه والفم. يُعتبر اللعاب من الوسائل الرئيسية التي يمكن أن ينقل من خلالها الفيروس إلى شخص آخر، خصوصًا عند تعرض الشخص لعدوى نشطة.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل، خاصةً عندما تكون القروح النشطة موجودة.

• مشاركة أدوات الشرب أو الطعام.

• الاتصال المباشر مع الشخص المصاب.

4. التهاب اللوزتين (Tonsillitis)

التهاب اللوزتين هو التهاب في اللوزتين، وهما جزآن صغيران يقعان في الحلق. يحدث هذا الالتهاب نتيجة للعدوى الفيروسية أو البكتيرية، ويعد اللعاب وسيلة رئيسية لنقل العدوى بين الأفراد. في بعض الحالات، قد تكون العدوى بكتيرية مثل التهاب اللوزتين العقدي، والتي يمكن أن تنتقل بسهولة من خلال اللعاب.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل.

• التنفس بالقرب من الشخص المصاب.

• مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب أو الملاعق.

5. التهاب الغدة النكفية (Mumps)

التهاب الغدة النكفية هو عدوى فيروسية تُسبب تورمًا في الغدد النكفية، وهي الغدد التي تقع على جانبي الوجه تحت الأذنين. ينتقل الفيروس المسبب لهذا المرض عن طريق اللعاب، ويمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس والجامعات. تُعتبر اللعاب الوسيلة الأكثر شيوعًا لنقل الفيروس.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل.

• السعال أو العطس بالقرب من الآخرين.

• مشاركة الأغراض الشخصية مثل الأكواب والملاعق.

6. التهاب الكبد الوبائي من النوع “C” (Hepatitis C)

على الرغم من أن التهاب الكبد الوبائي من النوع “C” ينتقل بشكل رئيسي عن طريق الدم، إلا أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى إمكانية انتقاله عبر اللعاب، خاصة إذا كان الشخص المصاب يعاني من نزيف في الفم بسبب تقرحات أو أمراض لثوية. وفي حين أن هذا النوع من العدوى ليس شائعًا عبر اللعاب، إلا أن ملامسة اللعاب للشخص المصاب قد يزيد من خطر الإصابة.

كيفية انتقال المرض:

• ملامسة الدم المصاب.

• التقبيل (في حالات معينة).

7. السل (Tuberculosis)

السل هو مرض تسببه بكتيريا تُسمى “المتفطرة السلية”، وهو يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين. على الرغم من أن السل ينتقل غالبًا عبر الهواء من خلال السعال والعطس، إلا أن اللعاب أيضًا يمكن أن يحمل البكتيريا في حالة وجود تقرحات في الفم أو اللثة، مما يزيد من خطر انتقال العدوى.

كيفية انتقال المرض:

• السعال أو العطس بالقرب من الآخرين.

• التقبيل في حالة وجود تقرحات نشطة.

8. التهاب اللثة (Gingivitis) وأمراض اللثة الأخرى

التهاب اللثة هو حالة تنشأ بسبب تراكم البلاك والبكتيريا على الأسنان واللثة، ويمكن أن يتسبب في تورم واحمرار اللثة. في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التهاب اللثة في نزيف اللثة، مما يجعل اللعاب وسيلة لنقل البكتيريا إلى الآخرين.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل.

• ملامسة الأدوات الشخصية الملوثة بالبكتيريا.

9. مرض السارس (SARS – Severe Acute Respiratory Syndrome)

السارس هو مرض تنفسي ناتج عن فيروس كورونا (SARS-CoV), الذي يمكن أن ينتقل عن طريق اللعاب، خاصةً عند حدوث تلامس مباشر بين الشخص المصاب والأشخاص الآخرين. عادة ما ينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ التنفسي، ولكن يمكن أن يتواجد أيضًا في اللعاب.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل أو الاتصال المباشر.

• التنفس بالقرب من الشخص المصاب.

10. مرض كوفيد-19 (COVID-19)

مرض كوفيد-19، الذي تسببه سلالة فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2)، انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم. ينتقل الفيروس عن طريق الهواء، من خلال قطرات اللعاب الناتجة عن السعال أو العطس أو حتى التحدث. بما أن الفيروس يمكن أن يُلتقط من الأسطح الملوثة باللعاب، يعتبر هذا من الأمراض التي تنتقل بشكل فعال عبر اللعاب.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل.

• السعال والعطس بالقرب من شخص آخر.

• مشاركة الأدوات الشخصية.

11. العدوى الفطرية (Fungal Infections)

العدوى الفطرية، مثل المبيضات (التي تُسببها الفطريات مثل Candida albicans), يمكن أن تنتقل عبر اللعاب في بعض الحالات. قد يعاني بعض الأشخاص من إصابات فطرية في الفم، وتنتقل الفطريات من خلال التلامس المباشر مع اللعاب، خاصة إذا كان الشخص يعاني من ضعف في الجهاز المناعي.

كيفية انتقال المرض:

• التقبيل.

• استخدام أدوات شخصية ملوثة.

الخاتمة:

من خلال هذه الأمثلة، يتضح أن اللعاب يمكن أن يكون وسيلة فعّالة في نقل العديد من الأمراض المعدية. إن فهم كيفية انتقال هذه الأمراض يمكن أن يساعد في اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة مثل تجنب التقبيل مع الأشخاص المرضى، والحفاظ على النظافة الشخصية، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية. من المهم أيضًا أن يتم تعزيز الوعي حول الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق اللعاب لضمان الوقاية منها والحفاظ على الصحة العامة.