أمراض اللوزتين وأسبابها

أمراض اللوزتين: أسبابها، أعراضها، تشخيصها وعلاجها

تعتبر اللوزتين من الأعضاء الحيوية التي تلعب دورًا مهمًا في حماية الجسم من الأمراض والعدوى. تقع اللوزتان في مؤخرة الحلق، وتعملان كخط دفاع أول ضد الجراثيم والبكتيريا التي تدخل الجسم عبر الفم أو الأنف. لكن، مثل أي عضو آخر في الجسم، قد تصاب اللوزتان ببعض الأمراض التي قد تؤثر على صحة الفرد بشكل كبير. في هذا المقال، سنناقش جميع جوانب أمراض اللوزتين، بدءًا من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بها، مرورًا بالأعراض الشائعة، وصولاً إلى طرق التشخيص والعلاج.

1. ما هي اللوزتان؟

اللوزتان هما كرتين صغيرتين من الأنسجة تقعان في الحلق على جانبي البلعوم. تعدان جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، حيث يقومان بترشيح الجراثيم والبكتيريا التي قد تدخل إلى الجسم من خلال الفم أو الأنف. تعمل اللوزتان أيضًا على تحفيز الجسم لإنتاج الأجسام المضادة لمكافحة العدوى.

تتكون اللوزتان من أنسجة ليمفاوية، وهي جزء من الجهاز الليمفاوي الذي يعد جزءًا من جهاز المناعة في الجسم. تحتوي اللوزتان على خلايا مناعية تسمى الخلايا التائية والخلايا البائية، والتي تلعب دورًا في حماية الجسم من الجراثيم.

2. أنواع أمراض اللوزتين

2.1 التهاب اللوزتين (التهاب اللوزتين الحاد)

يعتبر التهاب اللوزتين من أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب اللوزتين. يحدث هذا الالتهاب بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية. قد تشمل الأسباب الشائعة لالتهاب اللوزتين الفيروسات مثل فيروس الأنفلونزا أو الفيروسات المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي. في بعض الحالات، قد تسبب البكتيريا مثل بكتيريا “المكورات العقدية” التهاب اللوزتين.

أعراض التهاب اللوزتين الحاد:

• ألم حاد في الحلق

• صعوبة في البلع

• انتفاخ واحمرار في اللوزتين

• ظهور بقع بيضاء أو صفراء على اللوزتين

• حمى (ارتفاع درجة الحرارة)

• صداع عام وآلام في الجسم

• تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة

• رائحة فم كريهة

تشخيص التهاب اللوزتين الحاد:

يتم تشخيص التهاب اللوزتين الحاد من خلال الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بفحص اللوزتين والحلق. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار مسحة من الحلق للكشف عن وجود بكتيريا العقدية.

علاج التهاب اللوزتين الحاد:

• العلاج الدوائي: إذا كانت العدوى بكتيرية، قد يتم وصف المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين. أما إذا كانت العدوى فيروسية، فالعلاج يكون عادةً داعمًا لتخفيف الأعراض مثل خافضات الحرارة والمهدئات.

• العلاج المنزلي: يشمل شرب السوائل بكثرة، والراحة، واستخدام الغرغرة بالماء الدافئ والملح لتخفيف الالتهاب.

2.2 التهاب اللوزتين المزمن

يعد التهاب اللوزتين المزمن حالة حيث تستمر الالتهابات في اللوزتين بشكل متكرر أو تستمر لفترات طويلة. قد يؤدي هذا النوع من الالتهاب إلى مضاعفات أكثر خطورة إذا ترك دون علاج.

أعراض التهاب اللوزتين المزمن:

• التهاب مستمر في الحلق

• صعوبة في البلع

• التهاب متكرر في الأذن

• تضخم مستمر في اللوزتين

• وجود رائحة فم كريهة (نتيجة لتراكم البكتيريا في اللوزتين)

• تعب عام وضعف في جهاز المناعة

تشخيص التهاب اللوزتين المزمن:

يتم التشخيص من خلال الفحص السريري، بالإضافة إلى اختبارات الدم في بعض الحالات لمعرفة ما إذا كانت هناك عدوى مستمرة أو مستعصية.

علاج التهاب اللوزتين المزمن:

• المضادات الحيوية: إذا كانت العدوى بكتيرية، يتم وصف مضاد حيوي.

• الجراحة: في الحالات الشديدة، قد يُوصى بإجراء عملية استئصال اللوزتين (استئصال اللوزتين)، خصوصًا في الحالات التي تتكرر فيها العدوى أو تسبب مضاعفات.

2.3 الخراج حول اللوزتين (الخراج اللوزي)

يعد الخراج حول اللوزتين حالة طارئة، حيث يتجمع القيح في الأنسجة المحيطة باللوزتين نتيجة لعدوى بكتيرية. يمكن أن يحدث هذا بعد التهاب لوزتين حاد غير معالج أو عندما تستمر العدوى في التسبب في تراكم القيح.

أعراض الخراج حول اللوزتين:

• ألم شديد في الحلق

• صعوبة شديدة في البلع

• تورم في الرقبة

• حمى شديدة

• فقدان القدرة على فتح الفم بالكامل (تسمى هذه الحالة “تصلب الفك”)

• رائحة فم كريهة

تشخيص الخراج حول اللوزتين:

يتم تشخيص الخراج حول اللوزتين من خلال الفحص السريري، وقد يتطلب الأمر تصويرًا بالأشعة للكشف عن حجم الخراج.

علاج الخراج حول اللوزتين:

• التصريف الجراحي: يتم عادةً تصريف الخراج بواسطة جراحة صغيرة لفتح المنطقة المحيطة باللوزتين وإزالة القيح.

• المضادات الحيوية: يتم استخدام المضادات الحيوية للمساعدة في مكافحة العدوى.

2.4 تضخم اللوزتين

تضخم اللوزتين هو حالة تحدث عندما تنمو اللوزتان بشكل غير طبيعي بسبب الاستجابة المناعية المستمرة للعدوى أو العوامل البيئية الأخرى. قد يحدث التضخم المزمن نتيجة التهاب متكرر أو التهاب مزمن في اللوزتين.

أعراض تضخم اللوزتين:

• صعوبة في التنفس (خصوصًا أثناء النوم)

• صعوبة في البلع

• صوت مبحوح

• انسداد في الأنف أو الفم

• انقطاع التنفس أثناء النوم (الشخير الشديد أو التوقف عن التنفس)

تشخيص تضخم اللوزتين:

يتم التشخيص بناءً على الفحص البدني للأطباء، وقد يلزم إجراء اختبارات أخرى مثل التنظير أو الأشعة السينية لفحص مدى تضخم اللوزتين.

علاج تضخم اللوزتين:

• العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد تساعد أدوية مثل مضادات الاحتقان أو الستيرويدات في تقليل التورم.

• استئصال اللوزتين: في الحالات التي تؤثر بشكل كبير على التنفس أو البلع، قد يكون الحل الأنسب هو استئصال اللوزتين.

3. الوقاية من أمراض اللوزتين

بينما لا يمكن دائمًا منع الإصابة بأمراض اللوزتين، يمكن اتخاذ بعض التدابير للحد من خطر العدوى:

• غسل اليدين بشكل متكرر: يساعد غسل اليدين على منع انتقال العدوى.

• تجنب الاتصال مع الأشخاص المصابين: تجنب التفاعل مع الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي أو التهاب الحلق.

• تعزيز جهاز المناعة: اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن يساعد في تقوية جهاز المناعة.

4. متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب على الشخص زيارة الطبيب إذا:

• استمرت أعراض التهاب الحلق لأكثر من بضعة أيام.

• كانت هناك صعوبة شديدة في البلع أو التنفس.

• كانت الحمى شديدة أو مصحوبة بأعراض أخرى غير معتادة.

• كان هناك تورم ملحوظ في اللوزتين أو في الرقبة.

5. الخاتمة

تعد أمراض اللوزتين من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. من خلال التعرف على أسباب وأعراض هذه الأمراض، يمكن للفرد أن يتخذ الخطوات اللازمة للتشخيص والعلاج بشكل مبكر. في الحالات الشديدة أو المزمنة، قد تكون الجراحة هي الحل الأنسب لتجنب المضاعفات. إذا كنت تشعر بأي من الأعراض المذكورة، فلا تتردد في استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب وفقًا لحالتك الصحية.