أمراض العظام: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج
تُعدّ صحة العظام من أهم الجوانب التي تؤثر على حياة الإنسان، فالعظام لا تقتصر على دعم الجسم وحمايته فحسب، بل هي جزء أساسي من جهاز الحركة واحتياطي لتخزين المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور. ولكن هناك العديد من الأمراض التي قد تُصيب العظام، مما يؤدي إلى تدهور وظائفها ويجعلها عرضة للكسور والتشوهات. في هذا المقال، سنتناول أبرز أمراض العظام، أسبابها، أعراضها، طرق تشخيصها، وأساليب العلاج المتاحة.
1. هشاشة العظام (Osteoporosis)
تعتبر هشاشة العظام من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم، حيث تضعف العظام وتصبح هشة وأكثر عرضة للكسر. يحدث ذلك عندما يفقد الجسم القدرة على تجديد الخلايا العظمية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام.
الأسباب:
-
الشيخوخة: مع تقدم العمر، تتباطأ عملية تجديد الخلايا العظمية.
-
الهرمونات: تلعب هرمونات مثل الإستروجين (عند النساء) والتستوستيرون (عند الرجال) دورًا كبيرًا في صحة العظام.
-
الوراثة: قد يكون لديك استعداد وراثي للإصابة بهشاشة العظام إذا كانت هناك حالات في العائلة.
-
قلة النشاط البدني: الحياة الخاملة تساهم في تدهور العظام.
-
النظام الغذائي: نقص الكالسيوم وفيتامين “د” قد يؤدي إلى ضعف العظام.
الأعراض:
-
آلام الظهر بسبب الكسور الفقرية.
-
قصر القامة مع مرور الوقت.
-
الكسور المتكررة حتى في حالات السقوط البسيط.
التشخيص والعلاج:
يتم تشخيص هشاشة العظام باستخدام فحص كثافة العظام (DEXA). أما بالنسبة للعلاج، فهو يشمل:
-
الأدوية: مثل البيسفوسفونات والموديرونات.
-
النظام الغذائي: زيادة تناول الكالسيوم وفيتامين “د”.
-
النشاط البدني: مثل تمارين الوزن التي تحفز العظام على النمو.
2. التهاب المفاصل (Arthritis)
يعد التهاب المفاصل من الأمراض الشائعة التي تؤثر على المفاصل، حيث يصبح الغضروف بين العظام أقل سمكًا ومرونة، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها.
الأسباب:
-
التآكل الطبيعي: مع مرور الوقت، يتآكل الغضروف بسبب الاستخدام المستمر.
-
التهاب المناعة الذاتية: في حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، يهاجم جهاز المناعة الأنسجة السليمة في المفاصل.
-
الإصابات: الكسور أو التمزقات في المفاصل يمكن أن تؤدي إلى التهاب المفاصل.
-
الوراثة: بعض الأشخاص قد يكونون عرضة للإصابة بسبب العوامل الوراثية.
الأعراض:
-
الألم والتورم في المفاصل.
-
صعوبة في الحركة والأنشطة اليومية.
-
تصلب المفاصل خاصة في الصباح.
التشخيص والعلاج:
-
الفحوصات الطبية: الأشعة السينية والتحاليل المخبرية.
-
الأدوية: مثل المسكنات والمضادة للالتهابات.
-
العلاج الطبيعي: لتحسين مرونة المفصل.
-
الجراحة: في بعض الحالات المتقدمة قد يتطلب الأمر إجراء جراحة لاستبدال المفصل.
3. التهاب العظام (Osteomyelitis)
التهاب العظام هو حالة ناتجة عن عدوى بكتيرية أو فطرية في العظم، ويمكن أن تكون هذه العدوى ناجمة عن إصابة مباشرة أو عن طريق الدم.
الأسباب:
-
العدوى البكتيرية: غالبًا ما تكون المكورات العنقودية الذهبية هي السبب.
-
الإصابات: كسور أو جروح قد تكون ملوثة.
-
الأمراض المزمنة: مثل السكري، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
الأعراض:
-
ألم شديد في العظم.
-
الحمى والارتجاف.
-
تورم في المنطقة المصابة.
التشخيص والعلاج:
-
الفحوصات: التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والفحوصات المخبرية.
-
المضادات الحيوية: قد تكون ضرورية للقضاء على العدوى.
-
الجراحة: قد يحتاج الأمر في بعض الحالات إلى إزالة الأنسجة الميتة.
4. مرض باجيت العظمي (Paget’s Disease of Bone)
يعد مرض باجيت من الأمراض التي تسبب نموًا غير طبيعي للعظام، حيث يعاني الشخص المصاب من تكسر العظام في مرحلة من مراحل الحياة ثم تعافيها بشكل سريع وغير طبيعي.
الأسباب:
-
الوراثة: وجود تاريخ عائلي للمرض يمكن أن يزيد من خطر الإصابة به.
-
العدوى الفيروسية: قد تساهم العدوى الفيروسية في حدوث مرض باجيت.
الأعراض:
-
آلام العظام والمفاصل.
-
تشوهات في العظام، مثل التقوس أو التضخم.
-
ضعف العظام مما يؤدي إلى كسور متكررة.
التشخيص والعلاج:
-
الفحوصات: اختبار مستوى الألكالين فوسفاتاز في الدم، والأشعة السينية.
-
الأدوية: مضادات الباجيت مثل البيسفوسفونات.
-
الجراحة: قد يتم استبدال المفاصل أو تصحيح التشوهات في العظام في الحالات المتقدمة.
5. كسور العظام
الكسور هي حدوث شرخ أو انكسار في العظم نتيجة لصدمات أو ضغط زائد. هناك أنواع عديدة من الكسور مثل الكسور المغلقة (حيث لا يتم اختراق الجلد) والكسور المفتوحة (حيث يتم اختراق الجلد).
الأسباب:
-
الإصابات الحادة: مثل الحوادث أو السقوط.
-
الأمراض العظمية: مثل هشاشة العظام التي تجعل العظام أكثر هشاشة.
الأعراض:
-
ألم حاد في موقع الكسر.
-
تورم وكدمات.
-
عدم القدرة على تحريك الجزء المصاب.
التشخيص والعلاج:
-
الأشعة السينية: لتحديد مكان ونوع الكسر.
-
العلاج: يتراوح من التجبير إلى الجراحة في حالات الكسور المعقدة.
-
التأهيل: يشمل العلاج الطبيعي لاستعادة الحركة والقوة بعد التئام الكسر.
6. السرطان العظمي (Bone Cancer)
سرطان العظام هو نوع نادر من السرطان الذي ينشأ في الأنسجة العظمية. قد يكون أوليًا (أي يبدأ في العظام) أو ثانويًا (عندما ينتقل من جزء آخر في الجسم).
الأسباب:
-
الوراثة: بعض الحالات مثل الأورام الليفية تظهر في بعض العائلات.
-
العلاج الإشعاعي: يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام.
الأعراض:
-
ألم غير مفسر في العظام.
-
تورم وكتلة محسوسة تحت الجلد.
-
مشاكل في الحركة إذا كان الكسر يؤثر على المفصل.
التشخيص والعلاج:
-
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
-
العلاج الكيميائي: يمكن أن يستخدم قبل أو بعد الجراحة.
-
الجراحة: لاستئصال الورم العظمي.
7. داء العظام الغضروفي (Chondromalacia)
يحدث داء العظام الغضروفي عندما يتدهور الغضروف الذي يغطي أطراف العظام في المفاصل، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها.
الأسباب:
-
الإصابات: مثل التواء المفاصل.
-
الشيخوخة: مع تقدم العمر، يتدهور الغضروف بشكل طبيعي.
الأعراض:
-
ألم في المفصل، خاصة عند الحركة.
-
سماع صوت خشخشة أثناء الحركة.
التشخيص والعلاج:
-
الفحوصات: الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.
-
العلاج: يشمل الراحة، العلاج الطبيعي، وفي بعض الحالات الجراحة.
خلاصة
تتعدد أمراض العظام وتتراوح في شدتها من حالات قابلة للعلاج بسهولة إلى حالات قد تؤدي إلى تغييرات دائمة في الجسم. من المهم أن نتبع أسلوب حياة صحي يتضمن التغذية المتوازنة، النشاط البدني المنتظم، والحفاظ على وزن مناسب للحفاظ على صحة العظام. إذا كنت تشعر بأي من الأعراض المذكورة أعلاه، يفضل استشارة الطبيب للحصول على تشخيص مبكر وعلاج فعال يساهم في تجنب تدهور الحالة.

