أين يزرع الكاجو؟
يُعد الكاجو من المحاصيل الاستوائية المهمة التي تشتهر بقيمتها الغذائية العالية ومذاقها الفريد، ويُزرع على نطاق واسع في العديد من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم. ويعود أصل شجرة الكاجو إلى البرازيل، غير أنها انتشرت عبر القرون لتغطي مساحات واسعة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. تنمو شجرة الكاجو في بيئات دافئة ورطبة وتحتاج إلى تربة جيدة التصريف ودرجات حرارة معتدلة إلى مرتفعة، مما يجعل من المناطق المدارية بيئة مثالية لهذا المحصول الاستراتيجي.
تُعرف شجرة الكاجو علمياً باسم Anacardium occidentale، وهي تنتمي إلى الفصيلة البطمية Anacardiaceae التي تشمل أيضاً المانجو والفستق. وتُنتج هذه الشجرة نوعين من الثمار: الكاجو الحقيقي، وهو النواة التي تُستخرج منها المكسرات، والكاجو الكاذب، أو ما يُعرف بتفاحة الكاجو، وهو جزء لحمي يتم استخدامه في بعض الصناعات الغذائية المحلية في مناطق زراعة الشجرة.
الموطن الأصلي للكاجو
الموطن الأصلي للكاجو هو شمال شرقي البرازيل، وتحديداً في منطقة الأمازون، حيث كانت القبائل الأصلية تستهلك الكاجو وتستخدم أجزاءً متعددة من الشجرة في الغذاء والدواء. وقد بدأ المستعمرون البرتغاليون في القرن السادس عشر بنقل بذور الكاجو إلى المناطق التي كانوا يستعمرونها في أفريقيا والهند، مما ساعد على انتشاره في مناطق استوائية أخرى.
أهم الدول المنتجة للكاجو
1. الهند
الهند من أوائل الدول التي زرعت الكاجو خارج موطنه الأصلي، وتُعد اليوم من أبرز الدول في إنتاج وتصدير الكاجو. تزرع الهند الكاجو في العديد من ولاياتها الساحلية مثل كيرلا، كارناتاكا، ماهاراشترا، وأندرا براديش، حيث تتيح البيئة المناخية والظروف الزراعية موطناً ملائماً لنمو هذه الشجرة.
2. فيتنام
تُعد فيتنام من أكبر الدول المصدّرة للكاجو في العالم حالياً، وتُشكّل صادراتها نسبة كبيرة من الكاجو المتاح في الأسواق العالمية. ويرجع نجاح فيتنام في هذه الصناعة إلى تطوير أساليب الزراعة والحصاد والتقشير، إضافة إلى دعم حكومي لهذا القطاع.
3. ساحل العاج (كوت ديفوار)
أصبحت كوت ديفوار في السنوات الأخيرة واحدة من أكبر المنتجين للكاجو في أفريقيا والعالم، وتفوقت على الهند من حيث حجم الإنتاج الخام. تعتمد شريحة كبيرة من السكان في كوت ديفوار على زراعة الكاجو كمصدر دخل رئيسي، ويُعد تصديره من أهم صادرات البلاد.
4. نيجيريا
تعتبر نيجيريا من الدول الأفريقية المهمة في زراعة الكاجو، خاصة في الولايات الجنوبية التي تتمتع بمناخ استوائي. وتمثل صادرات الكاجو مصدرًا هامًا للعملة الصعبة في الاقتصاد النيجيري.
5. تنزانيا
تنزانيا دولة أفريقية أخرى تُعد من أهم المنتجين للكاجو، وتُصدّر كميات كبيرة من المكسرات الخام إلى الهند وفيتنام لمعالجتها. كما تبذل الحكومة التنزانية جهوداً متواصلة لتطوير سلسلة القيمة المحلية وتعزيز تصنيع الكاجو محلياً.
6. البرازيل
رغم أن البرازيل هي الموطن الأصلي لشجرة الكاجو، إلا أنها تحتل حالياً مرتبة متوسطة من حيث حجم الإنتاج العالمي. ومع ذلك، لا تزال تزرع الكاجو في ولايات عدة مثل باهيا وسيرجيبي وسيارا، وتستخدم البلاد تفاحة الكاجو بكثافة في صناعة العصائر والمشروبات.
7. إندونيسيا
تعتبر إندونيسيا من المنتجين الناشئين للكاجو، وتسعى لتعزيز إنتاجها في مناطق مثل سولاويزي وجاوة وبالي، نظراً للطلب العالمي المتزايد على هذه المكسرات.
جدول إنتاج الكاجو حسب الدول (تقديرات تقريبية لعام 2023)
| الدولة | حجم الإنتاج السنوي (بالأطنان) | النسبة من الإنتاج العالمي |
|---|---|---|
| كوت ديفوار | 950,000 | 25% |
| الهند | 745,000 | 20% |
| فيتنام | 450,000 | 12% |
| نيجيريا | 320,000 | 9% |
| تنزانيا | 270,000 | 7% |
| البرازيل | 150,000 | 4% |
| إندونيسيا | 120,000 | 3% |
| دول أخرى | 500,000 | 20% |
العوامل البيئية المؤثرة على زراعة الكاجو
تنمو شجرة الكاجو في مناطق تتراوح درجات الحرارة فيها بين 24 و30 درجة مئوية، وتحتاج إلى موسم جاف يتراوح بين 4 إلى 5 أشهر لتمكين الإزهار وتكوين الثمار. كما أن التربة المناسبة لزراعتها يجب أن تكون خفيفة، جيدة التهوية، وتتميز بالصرف الجيد، وتتحمل الشجرة التربة الرملية والفقيرة بالعناصر المغذية نسبياً. ويفضل أن تكون التربة ذات درجة حموضة تتراوح بين 5 و6.5.
تُعد الرياح القوية من التحديات التي تواجه زراعة الكاجو، إذ يمكن أن تسبب ضرراً للأزهار وتؤثر سلباً على تكوين الثمار. كما تحتاج الشجرة إلى ضوء شمس كافٍ لتزدهر وتنتج محصولاً جيداً.
مراحل زراعة الكاجو
-
تحضير الأرض: يتم تنظيف الأرض وإزالة الأعشاب وتجهيز الحُفر للزراعة بمسافات تتراوح بين 8 إلى 10 أمتار بين الأشجار.
-
زراعة البذور أو الشتلات: يمكن زراعة الكاجو إما بالبذور مباشرة أو باستخدام شتلات جاهزة يتم زراعتها في الحفر المعدة مسبقاً.
-
العناية بالشجرة: يشمل ذلك الري المنتظم في الفترة الأولى من النمو، والتسميد بالمغذيات المناسبة، وحماية الأشجار من الآفات مثل الحشرات القارضة أو الأمراض الفطرية.
-
الإثمار والحصاد: تبدأ الأشجار عادة في الإثمار بعد 3 إلى 5 سنوات من الزراعة، ويستمر موسم الحصاد نحو شهرين إلى ثلاثة حسب المناخ. يُجمع الكاجو عندما تسقط تفاحته على الأرض، وتُفصل النواة عن التفاحة يدوياً أو باستخدام أدوات خاصة.
استخدامات شجرة الكاجو
إضافة إلى المكسرات الشهيرة التي تُستخرج من نواة الكاجو، هناك استخدامات متعددة لأجزاء الشجرة الأخرى:
-
تفاحة الكاجو: تُستخدم في صنع العصائر والمربى والمشروبات الكحولية في بعض البلدان.
-
القشرة الخارجية: تحتوي على زيت يُعرف بـ “زيت قشرة الكاجو” ويُستخدم في صناعة المواد العازلة والدهانات والمبيدات الحشرية.
-
الأخشاب: تُستخدم أخشاب الشجرة أحياناً في صناعة الفحم النباتي أو الحطب.
أهمية زراعة الكاجو اقتصاديًا
يمثل الكاجو محصولاً ذا قيمة تجارية مرتفعة، ويسهم في دعم الاقتصادات المحلية في الدول النامية من خلال توفير فرص عمل في الزراعة، والمعالجة، والتصدير. وقد ازداد الطلب العالمي على الكاجو بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين بفضل التغيرات في الأنماط الغذائية واهتمام المستهلكين بالتغذية الصحية، ما جعله من المحاصيل الاستراتيجية في العديد من السياسات الزراعية.
كما أن القيمة المضافة التي يمكن استخلاصها من تصنيع الكاجو وتعبئته وتصديره تعزز من أهمية الاستثمار في هذه السلسلة الإنتاجية، خاصة في البلدان الأفريقية والآسيوية التي تسعى لتقليل الاعتماد على تصدير المواد الخام.
مستقبل زراعة الكاجو
تشير التوقعات إلى أن زراعة الكاجو ستستمر في التوسع خلال العقود القادمة، خصوصًا في ظل دعم برامج التنمية الزراعية المستدامة، وتزايد الطلب على المكسرات الطبيعية. وتعمل منظمات دولية وحكومات محلية على توفير التدريب والمعدات والتقنيات الحديثة للمزارعين لتحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية.
كما تبرز الحاجة إلى تعزيز سلاسل القيمة المحلية لزيادة العوائد وتحسين الأمن الغذائي في المناطق الريفية، فضلاً عن تعزيز الشراكات بين المنتجين والمصنّعين والمصدرين لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا المحصول عالي القيمة.
المصادر:
-
FAO – Food and Agriculture Organization of the United Nations.
-
International Nut and Dried Fruit Council – INC.
