ألم تحت الإبط الأيسر

ألم تحت الإبط الأيسر: الأسباب والعلاج

يعتبر الألم تحت الإبط الأيسر من الأعراض التي قد تثير القلق لدى العديد من الأشخاص، نظراً لارتباطه بمناطق حيوية في الجسم مثل القلب، العضلات، الأعصاب، والغدد الليمفاوية. على الرغم من أن هذا الألم في العديد من الأحيان قد يكون غير خطير، إلا أنه يمكن أن يشير في بعض الحالات إلى حالة طبية تتطلب اهتماماً.

في هذا المقال، سنتناول مختلف الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الألم تحت الإبط الأيسر، وكيفية تشخيص هذه الأسباب، بالإضافة إلى طرق العلاج المتاحة.

1. أسباب الألم تحت الإبط الأيسر

أ. الألم العضلي

تعد العضلات الموجودة تحت الإبط من المناطق الأكثر تعرضاً للإجهاد، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو الذين يرفعون الأوزان الثقيلة بشكل مفاجئ. قد يحدث الألم نتيجة للتعرض لإصابة أو تمزق عضلي في منطقة الصدر أو الكتف التي تشمل منطقة الإبط. إذا كنت قد شاركت في نشاط بدني مكثف أو رفعت شيئاً ثقيلًا، فمن المحتمل أن يكون الألم ناتجاً عن شد أو تمزق عضلي بسيط.

ب. التهاب الغدد الليمفاوية

تحت الإبط توجد العديد من الغدد الليمفاوية التي تلعب دوراً مهماً في الجهاز المناعي. يمكن أن تتسبب العدوى أو الالتهابات في تورم هذه الغدد، مما يؤدي إلى شعور بالألم أو الانتفاخ. قد يكون هذا الألم علامة على التهاب غدد ليمفاوية في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.

ج. أمراض القلب

على الرغم من أن ألم الصدر الأيسر غالباً ما يرتبط بالقلب، إلا أن بعض الأشخاص قد يشعرون بألم تحت الإبط الأيسر نتيجة لأزمة قلبية أو مشاكل في القلب مثل الذبحة الصدرية. يمكن أن يظهر الألم تحت الإبط الأيسر أحياناً كجزء من أعراض الأزمة القلبية، مصحوباً بأعراض أخرى مثل ضيق التنفس، الدوخة، أو التعرق المفرط. في حال حدوث هذا الألم مع أي من هذه الأعراض، يجب السعي للحصول على العناية الطبية الفورية.

د. مشاكل في الأعصاب

التعرض لضغط أو تلف الأعصاب في منطقة الكتف أو الصدر يمكن أن يؤدي إلى ألم يمتد إلى منطقة تحت الإبط. يُعرف هذا الألم عادةً بألم الأعصاب المذعور أو ألم العصب المفرط. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الضغط على الأعصاب بسبب الديسك أو التصلب المتعدد إلى هذا النوع من الألم.

هـ. الأورام السرطانية

من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ألم تحت الإبط الأيسر هو وجود أورام سرطانية في منطقة الثدي أو في الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط. قد يكون الألم في هذه الحالة ناتجاً عن انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية أو الأنسجة المحيطة. يعتبر الفحص الطبي الدوري أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن هذه الحالات.

و. التهابات الجلد والتقرحات

التهاب الجلد في منطقة تحت الإبط يمكن أن يسبب ألماً شديداً، خاصةً إذا كان هناك التهاب ناتج عن عدوى فطرية أو بكتيرية. تتسبب الرطوبة والاحتكاك في بعض الأحيان في ظهور التهابات في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى إحساس مؤلم.

ز. مشاكل في الجهاز التنفسي

في بعض الحالات، قد يكون الألم تحت الإبط الأيسر مرتبطاً بمشاكل في الجهاز التنفسي، مثل التهاب الرئتين أو انسداد الشعب الهوائية. قد يتسبب ذلك في شعور بالألم عند التنفس بعمق أو السعال.

ح. الآلام النفسية والعصبية

بعض الحالات النفسية مثل التوتر الشديد أو القلق قد تؤدي إلى شعور بالألم في مناطق متفرقة من الجسم، بما في ذلك تحت الإبط الأيسر. قد يحدث هذا النوع من الألم نتيجة لتشنجات عضلية أو زيادة في حدة الحساسية للألم بسبب التوتر النفسي.

2. كيفية تشخيص الألم تحت الإبط الأيسر

يتطلب تشخيص الألم تحت الإبط الأيسر إجراء فحص طبي شامل يشمل عدة خطوات:

أ. الفحص السريري

سيقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة بشكل دقيق للتحقق من وجود أي تورم أو احمرار أو علامات التهاب. في حال كان الألم مرتبطاً بالعضلات أو الغدد الليمفاوية، سيحاول الطبيب تحديد سبب الألم بناءً على الأعراض الأخرى المصاحبة.

ب. الفحوصات التصويرية

في حال كان الألم ناتجاً عن مشكلة في الأنسجة الداخلية أو الأعصاب، قد يطلب الطبيب فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للكشف عن أي مشاكل في العظام أو الأنسجة.

ج. الفحوصات المخبرية

إذا كان يشتبه في وجود عدوى أو التهاب في الغدد الليمفاوية أو أي أمراض مناعية، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات مخبرية تشمل تحاليل الدم. هذه الفحوصات تساعد في الكشف عن أي علامات التهاب أو عدوى في الجسم.

د. الفحوصات القلبية

في حال كانت الشكوك تشير إلى وجود مشاكل في القلب، قد يُجرى للمريض فحوصات قلبية مثل رسم القلب (ECG) أو اختبارات الإجهاد لتقييم صحة القلب.

3. علاج الألم تحت الإبط الأيسر

أ. العلاج المنزلي للألم العضلي

إذا كان الألم تحت الإبط ناتجاً عن إجهاد عضلي أو تمزق بسيط، يمكن اتباع بعض الطرق المنزلية لتخفيف الألم، مثل:

1. الراحة: تجنب الأنشطة التي قد تزيد من الألم.

2. الثلج: تطبيق الثلج على المنطقة المصابة لمدة 15-20 دقيقة لتخفيف الالتهاب والتورم.

3. مسكنات الألم: يمكن تناول مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم.

ب. علاج التهاب الغدد الليمفاوية

في حال كان الألم ناتجاً عن التهاب الغدد الليمفاوية بسبب عدوى، قد يصف الطبيب مضادات حيوية لعلاج العدوى. في بعض الحالات، قد تكون العلاجات الداعمة مثل الكمادات الدافئة مفيدة لتخفيف الألم والتورم.

ج. علاج الأورام السرطانية

إذا كان الألم ناتجاً عن أورام سرطانية في الغدد الليمفاوية أو الثدي، فإن العلاج يعتمد على نوع السرطان ومدى انتشاره. يمكن أن يشمل العلاج الكيميائي، الإشعاعي أو الجراحي للتخلص من الورم.

د. العلاج الدوائي لمشاكل الأعصاب

في حال كان الألم ناتجاً عن مشاكل في الأعصاب مثل التصلب المتعدد أو التوتر العصبي، يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام أدوية مخصصة لتخفيف الألم العصبي، مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية مضادة للتشنجات.

هـ. العلاج الطبيعي والتدليك

العلاج الطبيعي يمكن أن يساعد في التخفيف من الألم العضلي أو التوتر الذي يسبب الألم تحت الإبط. التقنيات مثل التدليك العلاجي أو التمدد الخفيف قد تكون مفيدة في تحسين مرونة العضلات وتقليل الألم.

4. الوقاية من الألم تحت الإبط الأيسر

يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية لتجنب الألم تحت الإبط الأيسر، مثل:

1. التمرين المعتدل: ممارسة الرياضة بشكل منتظم ولكن بشكل معتدل لتقوية العضلات.

2. الحفاظ على النظافة: العناية بنظافة منطقة الإبط لتجنب التهابات الجلد.

3. إدارة التوتر: استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا لتقليل مستويات التوتر العصبي.

4. الفحص الطبي الدوري: إجراء فحوصات طبية دورية للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية.

5. متى يجب زيارة الطبيب؟

ينبغي على الشخص استشارة الطبيب في حال كان الألم تحت الإبط مصحوبًا بأي من الأعراض التالية:

• ألم مستمر أو متزايد.

• تورم أو انتفاخ غير مبرر.

• صعوبة في التنفس.

• شعور بالدوار أو الغثيان.

• أعراض مشابهة لأزمة قلبية مثل ضغط في الصدر.

من المهم أن يتم التشخيص والعلاج بشكل سريع في حالات الألم المستمر أو المترافق مع أعراض خطيرة.

المصادر:

• Mayo Clinic. (2021). “Armpit Pain: Causes and Treatment.”

• WebMD. (2020). “Pain Under the Arm.”