ألم تحت الإبط: الأسباب والعلاج

ألم تحت الإبط: الأسباب والعلاج

يعتبر الألم الذي يشعر به الفرد تحت الإبط من المشاكل الشائعة التي يمكن أن يواجهها الكثيرون في مرحلة من مراحل حياتهم. وعلى الرغم من أن هذا الألم غالبًا ما يكون غير مؤلم بشكل كبير أو مؤقت، فإنه في بعض الحالات قد يشير إلى وجود مشكلة صحية أكبر. يتسبب الألم في هذه المنطقة لأسباب متنوعة تشمل المشاكل العضلية والعصبية، وأحيانًا قد يكون ناتجًا عن أمراض خطيرة تتطلب التدخل الطبي الفوري. في هذا المقال، سنتناول الأسباب المحتملة للألم تحت الإبط، وكيفية التشخيص والعلاج المناسب.

1. مقدمة:

الألم تحت الإبط يمكن أن يتراوح بين شعور بالشد الخفيف أو الإحساس بالحرقان إلى ألم شديد قد يكون مصحوبًا بتورم أو تغير في الجلد. ومن المهم أن نلاحظ أن هذه المنطقة تحتوي على العديد من الأنسجة والأعصاب، ما يجعلها عرضة للعديد من العوامل المسببة للألم.

2. أسباب ألم تحت الإبط:

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالألم في منطقة تحت الإبط، وتشمل:

أ. الالتهابات:

تعتبر الالتهابات من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى ظهور الألم تحت الإبط. وقد تكون هذه الالتهابات ناتجة عن:

• التهاب الغدد اللمفاوية: تحت الإبط توجد غدد لمفاوية تعتبر جزءًا من جهاز المناعة. وعند تعرض هذه الغدد للالتهاب بسبب عدوى أو التهاب آخر، قد يؤدي ذلك إلى تورم مؤلم.

• التهاب الجلد أو القوباء الحلقية: قد تحدث التهابات جلدية تحت الإبط نتيجة للتعرق الزائد أو الإصابة بالعدوى البكتيرية مثل القوباء الحلقية أو الجروح الصغيرة التي لا يتم علاجها بشكل جيد.

ب. التهاب العضلات:

قد يحدث ألم تحت الإبط نتيجة لشد العضلات في منطقة الصدر أو الكتف. قد يكون هذا ناتجًا عن:

• الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية: رفع الأثقال أو القيام بحركات مفاجئة قد يؤدي إلى الشد العضلي في العضلات التي تتصل بمنطقة الإبط.

• وضعية الجسم غير السليمة: الجلوس لفترات طويلة بوضعية غير صحيحة قد يؤدي إلى إجهاد عضلات الصدر والكتف، ما يسبب ألمًا في المنطقة.

ج. التوتر العصبي:

الأعصاب الموجودة تحت الإبط قد تتعرض للضغط أو التهيج بسبب الضغط العصبي أو الإجهاد. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الألم العصبي في هذه المنطقة، وهو ما يمكن أن يكون مصحوبًا بشعور بالحرقان أو الوخز.

د. مشاكل القلب:

في بعض الحالات، قد يكون الألم تحت الإبط علامة على مشاكل صحية في القلب، مثل الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية. يشعر المريض في هذه الحالة بألم غير مريح قد ينتشر إلى الذراع اليسرى أو منطقة الصدر، وقد يرافقه ضيق في التنفس أو عرق بارد. يجب عدم تجاهل الألم في هذه الحالة واستشارة الطبيب فورًا.

هـ. أمراض الثدي:

تعد الأمراض المتعلقة بالثدي من الأسباب المحتملة للألم تحت الإبط، مثل:

• التهاب الثدي: قد يتسبب التهاب الثدي في ألم تحت الإبط، خاصةً عند النساء المرضعات أو أثناء فترة الحمل.

• الأورام: على الرغم من ندرة حدوثها، إلا أن وجود أورام سرطانية في الثدي أو الأنسجة المجاورة قد يؤدي إلى ألم يمتد إلى تحت الإبط.

و. الأمراض الجلدية:

تسبب بعض الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية التهابًا في الجلد تحت الإبط، ما يؤدي إلى ظهور ألم أو حكة أو احمرار. قد يصاحب ذلك جفاف في الجلد أو تقشره.

ز. مضاعفات بعد العمليات الجراحية:

إذا كان الشخص قد خضع لعملية جراحية في منطقة الإبط أو الصدر، مثل إزالة الغدد اللمفاوية أو جراحة الثدي، فقد يعاني من ألم ناتج عن عملية الشفاء أو التغيرات في الأنسجة المجاورة. هذا النوع من الألم يمكن أن يستمر لفترة طويلة بعد الجراحة.

3. تشخيص الألم تحت الإبط:

نظرًا للتعدد الكبير في الأسباب التي قد تؤدي إلى الألم تحت الإبط، يتطلب التشخيص الدقيق بعض الفحوصات الطبية. يبدأ الطبيب عادةً بتقييم التاريخ الطبي للمريض وفحص المنطقة المتألمة، وقد يلجأ إلى الإجراءات التالية:

• الفحص السريري: فحص المنطقة تحت الإبط للكشف عن أي تورم أو احمرار أو علامات التهاب.

• الاختبارات المخبرية: قد يتم إجراء تحاليل دم أو اختبارات لفحص وجود عدوى أو التهاب.

• الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: تساعد في الكشف عن وجود أي مشكلة هيكلية في العظام أو الأنسجة.

• الخزعة: في حالة الشك في وجود ورم، قد يتم أخذ خزعة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم في بعض الحالات للكشف عن التغيرات في الأنسجة الرخوة.

4. علاج الألم تحت الإبط:

يتفاوت علاج الألم تحت الإبط حسب السبب الكامن وراءه. بعض الخيارات العلاجية تشمل:

أ. العلاج الدوائي:

• المسكنات: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الألم.

• المضادات الحيوية: في حالة وجود عدوى بكتيرية تحت الإبط، قد يصف الطبيب مضادات حيوية للحد من الالتهاب.

• الكورتيكوستيرويدات: قد يوصى بها إذا كان الألم ناتجًا عن التهاب عضلي أو مشكلات في الجلد.

ب. العلاج الفيزيائي:

إذا كان الألم ناتجًا عن مشاكل في العضلات أو الأعصاب، فقد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي لتحسين مرونة العضلات وتقليل التوتر في المنطقة.

ج. التدخل الجراحي:

إذا كان الألم ناتجًا عن وجود ورم أو مشكلة هيكلية كبيرة، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي. قد يشمل ذلك إزالة الأنسجة المتضررة أو إصلاح الأنسجة المتأثرة.

د. تغيير نمط الحياة:

في حالة وجود آلام عضلية أو ناتجة عن الضغط العصبي، يمكن تحسين الأعراض عن طريق:

• تقليل مستوى التوتر والضغوط النفسية.

• ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين صحة العضلات والمفاصل.

• تجنب وضعيات الجسم غير السليمة.

• استخدام الكريمات والمراهم المهدئة للجلد في حالات التهابات الجلد.

5. متى يجب استشارة الطبيب؟

في بعض الحالات، يكون من الضروري استشارة الطبيب فورًا إذا كان الألم تحت الإبط مصحوبًا بأعراض أخرى مثل:

• صعوبة في التنفس.

• ألم شديد لا يتحسن أو يزداد سوءًا.

• تورم مفاجئ أو تغير في شكل الجلد.

• شعور بالدوار أو الإغماء.

6. الوقاية:

لتجنب حدوث الألم تحت الإبط، يمكن اتباع بعض النصائح الوقائية مثل:

• الحفاظ على نظافة منطقة الإبط والجلد بشكل عام.

• تجنب التعرق الزائد من خلال استخدام مزيلات العرق المناسبة.

• ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل لتجنب شد العضلات.

• تناول الغذاء الصحي والمتوازن لتعزيز صحة الجهاز المناعي.

7. الخلاصة:

على الرغم من أن ألم تحت الإبط قد يكون غير مؤلم في الغالب، إلا أنه يمكن أن يكون مؤشرًا على مشكلة صحية أكبر في بعض الحالات. من الضروري أن يتم التشخيص الصحيح للألم بناءً على الأعراض المصاحبة والاختبارات المناسبة. في حال كانت الأعراض مستمرة أو متزايدة، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب واتخاذ العلاج المناسب لضمان الشفاء السريع والفعال.